الحياة - فتحت لجنة الاخلاق التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم الأربعاء تحقيقا بحق 4 مسؤولين في ال"فيفا" بينهم رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام ورئيس اتحاد بلدان ال"كونكاكاف" الترينيدادي جاك وارنر بخصوص "احتمال خرق قانون الإخلاق وادعاءات الاحتيال"، في إطار الانتخابات الرئاسية للاتحاد الدولي المقررة في الأول من حزيران (يونيو). وفضلاً عن إبن همام ووارنر، فُتح التحقيق بحق مسؤولين في كرة القدم الكارايبية ديبي مينغيل وجايسون سيلفيستر. وتنتظر لجنة الأخلاق حجج الدفاع من المسؤولين الأربعة يوم الجمعة على أن يتم الاستماع اليهم الأحد في مقر الاتحاد الدولي في زيوريخ. وتعود القضية إلى التصريحات التي أدلى بها تشوك بلازر عضو اللجنة التنفيذية للفيفا والأمين العام للكونكاكاف إلى الأمين العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه بخصوص "احتمال خروقات" لقانون الاخلاق ارتكبت من قبل بعض مسؤولي الهيئة الكروية الدولية. وكان رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر ندد خصوصاً باجتماع للاتحاد الكارايبي عقد بمشاركة وارنر وإبن همام في 10 و11 أيار (مايو)، ويتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة للفيفا. ولن يشارك رئيس لجنة الأخلاق في الفيفا كلاوديو سولسر في جلسة الاستماع يوم الأحد بسبب جنسيته السويسرية التي هي أيضاً جنسية بلاتر منافس إبن همام في الانتخابات الرئاسية، وسيترأس اللجنة بدلاً منه الناميبي بتروس داماسيب. ويعتبر التحقيق ضربة قوية لترشّح إبن همام الذي وضع محاربة الفساد أساساً لحملته الانتخابية. ووجهت الأسبوع الماضي اتهامات إليه في ملف آخر من قبل لجنة تحقيق برلمانية بريطانية إثر مزاعم الرئيس السابق للجنة ترشيح إنكلترا لمونديال 2018 لورد ديفيد تريسمان واتهامات صحيفة "صنداي تايمز". وأكد تحقيق الصحيفة الإنكليزية أن مسؤولين كبيرين في كرة القدم العالمية هما رئيس الاتحاد الأفريقي الكاميروني عيسى حياتو والعاجي جاك أنوما عضو اللجنة التنفيذية تقاضيا رشوة من أجل التصويت لمصلحة الملف القطري لنيل استضافة مونديال 2022. ويعزز التطور الجديد فرضية انتخاب بلاتر لولاية رابعة على التوالي. وسبق لاتحادات أميركا الجنوبية وأفريقيا وأوقيانيا وأوروبا أن اعلنت دعمها لبلاتر في الإنتخابات الرئاسية. وقبل بساعات قليلة من هذه التطورات، اعتبر إبن همام أن الوقت حان لتولّي ادارة جديدة مقاليد الحكم في ال"فيفا"، مشيراً إلى أنه يريد تلميع صورة الاتحاد الدولي في حال انتخابه. وجاء كلام إبن همام في حديث لوكالة "فرانس برس" حيث شدد على ضرورة أن يتمتع الاتحاد الدولي بشفافية أكبر في المستقبل. وكشف إبن همام أن الأسباب التي دفعته إلى الترشّح هي "الرغبة والعزم لخدمة الفيفا". وقال: "لقد عملت في مجال كرة القدم في السنوات ال40 الأخيرة واعتقد أن الخبرة التي جنيتها خلال هذه الفترة تخولني شغل هذا المنصب وهو طموح مشروع لي. لا أعتبر نفسي عراباً لكرة القدم لكن صراحة، لا أرى أن الأمور تسير إلى الامام في الاتحاد الدولي، كل ما نسمعه حالياً هو توجيه الانتقادات إلى الفيفا وفي معظم الأحيان بطريقة غير مقبولة، هذا ما يدفعني إلى ترشيح نفسي وإجراء التغيير. أثق بقدرتي على إعادة الاعتبار إلى الاتحاد الدولي. أبلغ الحادية والستين من عمري حالياً ولدي الطموح القدرة على المساهمة في تلميع صورة الفيفا. المنافسة هي أفضل وسيلة كي تتحلى المؤسسات بالحيوية. المنافسة أمر جيد للمنظمات سواء على صعيد الرئاسة أو أي مناصب اخرى. بمجرد إعلان ترشحي، بدأ بلاتر يخرج بأفكار جديدة ما كان ليتقدّم بها لولا منافستي له وهذا أمر ايجابي". وسجل إبن همام ملاحظات عدة على أداء بلاتر، علماً أنه دعمه سابقاً، فأشار إلى أن رئاسة الاتحاد الدولي تشهد تولي شخصية واحدة هذه المهمة منذ 13 عاماً، لافتاً إلى أن بلاتر "يعمل في هذه المؤسسة منذ 35 عاماً وأعتقد أنه ساهم كثيراً في تطوير اللعبة، لكنه إستمر طويلاً وأعتقد أن الوقت حان لإدارة جديدة في الفيفا، فالتغيير ليس أمراً سيئاً. الواقع أن بلاتر عندما تبوأ سدة رئاسة الفيفا أعلن صراحة أنه يريد المكوث لولايتين فقط، ثم أصبحت الولايتان ثلاثاً، والآن يريد ولاية رابعة، والحقيقة لم يحصل أي تطور نوعي في الاتحاد الدولي في السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة". وتطرق إبن همام إلى التغييرات التي تنوي إجراءها داخل الفيفا في حال انتخابه، فقال: "الناس يريدون رؤية مزيد من الشفافية في الاتحاد الدولي، فالفيفا يواجه دائما اتهامات بالفساد لكنه ليس كذلك. ما ينقص هو الشفافية التي لم نتمكن من منحها إلى الرأي العام. في النهاية فإن مؤسسة الفيفا ليست ملكنا، بل ملك الرأي العام، ويتعين علينا أن نكون شفافين في شكل كبير امام الناس، سيكون هذا الأمر في سلم أولوياتي في حال انتخابي. أريد أيضاً إفساح المجال أمام مختلف الهيئات لإبداء رأيها بصراحة وخصوصاً الأندية، لأننا لا نستطيع تجاهل حقوقها، يتعين علينا احترام الأندية وبدورها يتوجب عليها احترام الاتحادات الوطنية. سأقترح أيضا رفع عدد أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي وتغيير تسميته إلى هيئة الفيفا حيث نمنح القارة الأوروبية اربعة مقاعد إضافية، ومثلها لكل من أفريقيا وآسيا، وثلاثة مقاعد للكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي)، وواحد لكل من أميركا الجنوبية (كونميبول) وأوقيانيا ليرتفع عدد أعضاء اللجنة التنفيذية إلى 40 عضواً فضلاً عن الرئيس". وأوضح إبن همام أنه حظي بدعم كبير منذ إعلان ترشحه ويعتقد أنه في وضع جيد. وذكّر بأنه أعلن عند ترشحه أن حظوظه هي بنسبة 50-50، ولا أريد أن أغيّر هذا الرقم على رغم شعوري بالثقة". وفي شأن الخطة المقترحة لمكافحة الفساد داخل الفيفا، تطرق إبن همام إلى فكرة إنشاء لجنة الشفافية، إذ "يضم الفيفا حالياً لجنة سلوك تقوم بدراسة القضايا بعد وحصولها. أما لجنة الشفافية فانها ستعمل على أن تكون تصرفات الفيفا شفافة كلها أمام الرأي العام قبل أن توضع حيز التنفيذ. يجب أن يتم اختيار أعضاء لجنة السلوك على اساس الكفاءة وليس على أساس الصداقة، ويجب أن تتمتع اللجنة بجهاز يتولى ادارة شؤونه بنفسه وهذا أساسي لتطبيق مبدأ الشفافية. أريد تلميع صورة الفيفا". وتناول إبن همام ما يُثار من إقتراحات وتكهنات وشكوك حول إقامة مونديال قطر 2022 في فصل الصيف، فقال: "لقد صدرت آراء كثيرة في هذا الصدد من مسؤولين كبار في عالم اللعبة، وبصراحة الأمر لا يعود إلى شخص أو اثنين أو ثلاثة أعضاء في اللجنة التنيفيذية للحديث عن تغيير الموعد من دون الأخذ في الاعتبار رأي الجهة المستضيفة. أعرف جيداً أن كرة القدم الأوروبية تملك تاريخاً عظيماً، إنها تجارة تشمل الأمور المادية والإعلام والتسويق وأشياء كثيرة أخرى، وبالتالي من غير العدل بالنسبة إلى هؤلاء أن نتكلم عن تغيير في الروزنامة أو في الموعد من دون استشارتهم بالكامل وموافقتهم بالكامل، أنا لست سعيداً على الاطلاق لرؤية ما يحصل من دون مشاركة أصحاب الشأن. في ما يتعلق بنا في قطر، لسنا مهتمين باقامة كأس العالم في الشتاء، نحن سعداء جداً ووعدنا العالم بأننا سننظم كأساً عالمية استثنائية في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو)".