شنّت موسكو وأنقرة هجوماً عنيفاً على خطط التحالف الدولي بقيادة واشنطن لإنشاء «قوة أمن حدود» شمال سورية وشرقها، قوامها 30 ألف مقاتل نصفهم من «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، فيما جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهام واشنطن باعتماد خطوات قد تؤدي إلى تقسيم سورية. وطالب لافروف الإدارة الأميركية بتقديم توضيحات عن توجهاتها «المقلقة»، في وقت أكد مواصلة العمل على تنظيم «مؤتمر الحوار السوري»، واعتبره «الآلية الصحيحة» لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2254 الذي ينصّ على آلية الانتقال السياسي في البلاد. في الوقت ذاته، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ب «وأد» القوة التي يريد التحالف تشكيلها في مهدها، مشيراً إلى أن القوات المسلحة التركية «جاهزة لشن عملية في أي وقت ضد معاقل وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين ومنبج» شمال البلاد، فيما ندد النظام السوري بشدّة بإعلان التحالف الدولي، محذراً من أن كل مواطن سيشارك فيها سيعدّ «خائناً». وخلال مؤتمره الصحافي السنوي الذي خصّصَ منه قسماً كبيراً للوضع السوري، دعا لافروف الأممالمتحدة إلى دعم عقد المؤتمر، موضحاً أن القرار الدولي «يطالب بمشاركة مكونات المعارضة كافة إلى جانب الحكومة، وهذا أمر لا توفره مفاوضات جنيف»، كاشفاً عن توجيه دعوات إلى المكونات التي لم تنخرط مباشرةً في الصراع، مثل العشائر، بدل الاكتفاء بممثلي معارضة الخارج. ولوحظ أن الوزير الروسي تجنب الرد على سؤال في شأن موعد عقد المؤتمر الذي كان مقرراً نهاية الشهر الجاري، بعدما برزت أخيراً مؤشرات إلى احتمال تأجيله، كما أنه لم يُشِر إلى سوتشي أبداً على رغم أنه تطرق إلى ملف مؤتمر الحوار تسع مرات خلال المؤتمر الصحافي. وذكّر لافروف بأن موسكو «تسعى إلى التوفيق بين الأطراف واللاعبين الإقليميين في سورية على رغم صعوبة المهمة، وأطلقت مع شريكيها التركي والإيراني مسار آستانة الذي لم يحظَ بدايةً بقبول الأممالمتحدة، لكنها انخرطت فيه بعد ظهور نتائجه بتثبيت مناطق خفض التوتر». واتهم المعارضة السورية بمحاولة تفجير الوضع في هذه المناطق، مشيراً إلى أن «القوات النظامية تمارس رد الفعل على الاستفزازات في الغوطة الشرقية وإدلب». وانتقد لافروف بشدة المواقف الأميركية في سورية، معتبراً أن لا فرق جوهرياً بين إدارتي باراك أوباما ودونالد ترامب، اللتين دعمتا أطرافاً تسعى إلى إطاحة النظام بدل مواجهة الإرهاب، لكنه رأى أن «الخطر الحالي في تصرفات واشنطن يكمن في أنها ليست ملتزمة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها». وقال إن «الإعلان عن تأسيس القوات الجديدة التي ستفرض سيطرتها على المناطق الحدودية مع العراق وتركيا وفي شرق الفرات، يعني العمل على إضعاف وحدة الأراضي السورية»، لافتاً إلى أن «الوضع المعقد في المنطقة بين العرب والأكراد يدفع إلى التساؤل عن طبيعة التحرك الأميركي»، وأعرب عن قلقه لوجود توجه أميركي لتقسيم سورية والإخلال بقرارات مجلس الأمن التي أكدت ضرورة ضمان سيادة البلاد ووحدتها.