وسط تصعيد تركي يعتبر سابقة ضد المقاتلين الأكراد شمال سورية وإعلان الرئيس رجب طيب أردوغان بدء عملية عسكرية في عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي «خلال أيام»، كشف التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة أمس، عن العمل مع فصائل سورية حليفة له على إنشاء «قوة أمن حدود» قوامها 30 ألف مقاتل، تقودها «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) انطلاقاً من المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال سورية. وتعليقاً على إعلان التحالف، أكدت الرئاسة التركية أمس، أن قرار واشنطن تدريب عناصر قوة حدودية في سورية «خطوة مقلقة وغير مقبولة»، مضيفة أن أنقرة «تحتفظ بحق التدخل ضد المنظمات الإرهابية في الوقت والمكان والشكل الذي تحدده». وأعلن أردوغان أن بلاده «ستواصل في عفرين خلال الأيام المقبلة عملية تطهير الحدود الجنوبية من الإرهاب التي بدأناها مع انطلاق عملية درع الفرات». وأعرب عن أمله في «أن تتجنب بلدان صديقة الوقوع في خطأ الظهور إلى جانب التنظيمات الإرهابية خلال العملية المرتقبة على عفرين»، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة ودعمها المستمرّ المقاتلين الأكراد. وتزامن ذلك مع تصعيد قصف مدفعي على مواقع «الوحدات» في عفرين (راجع ص3). وتدريب الولاياتالمتحدة لقوة أمن الحدود الجديدة، دفع وزارة الخارجية التركية إلى استدعاء القائم بالأعمال الأميركي في أنقرة الأسبوع الماضي، كما كشف مسؤول تركي بارز أمس من دون أن يقدّم تفاصيل. وأوضح مسؤولو «مكتب الشؤون العامة» للتحالف أن القوة ستنتشر في نقاط على الحدود مع تركيا شمالاً والعراق في الجنوب الشرقي وعلى امتداد وادي نهر الفرات، وهو ما يُمثل عملياً الخط الفاصل ما بين «قسد» المدعومة أميركياً والقوات النظامية المدعومة من إيران وروسيا. ولفتوا إلى أن نحو نصف عناصر القوة الحدودية سيكون من مقاتلي «قسد»، فيما يتم تجنيد النصف الآخر حالياً، مشيراً إلى تدريب حوالى 230 عنصراً ضمن طليعتها. وأكد أن قوة الحدود ستعمل بإمرة «قسد»، ولفت إلى «جهود تُبذل لضمان خدمة الأفراد في المناطق القريبة من ديارهم». وأكد مسؤولو المكتب أن «التكوين العرقي لعناصر القوة سيكون مناسباً للمناطق التي يخدمون فيها»، مضيفاً أن «مزيداً من الأكراد سيخدم في شمال سورية، وسيعمل مزيد من العرب في المناطق المحاذية لوادي نهر الفرات وعلى الحدود العراقية جنوباً». وزادوا أن قوة الحدود هي بمثابة «إعادة تشكيل» حوالى 15 ألف مقاتل من «قسد» في مهمة جديدة ضمن حفظ أمن الحدود، في ظلّ اقتراب الحرب ضد تنظيم «داعش» من نهايتها. وأضافوا أن القوة «ستوفر أمن الحدود من خلال تأمين الحواجز العسكرية وإزالة الألغام»، ولفتوا في المقابل إلى أن التحالف و «قسد» يواصلان نشاطهما ضد جيوب «داعش» في دير الزور.