بعد أيام من تطويق الجيش السوري لمدينة بانياس، دخل اليها امس معززا بالدبابات، وباشرت قواته حملة اعتقالات بينما قطعت المياه والكهرباء عنها. جاء التطور بعد مقتل ثلاث متظاهرات بنار رجال الامن اثناء تفريق تظاهرة قرب بانياس كانت تطالب باطلاق معتقلين. وفيما أعلن مصدر عسكري ان «وحدات من الجيش والقوى الامنية تتابع ملاحقة عناصر المجموعات الارهابية في بانياس وريف درعا واعتقلت عدداً من المطلوبين واستولت على اسلحة وذخائر»، طرح محتجون على الرئيس بشار الاسد اقتراحات للخروج من الأزمة، ابرزها تنظيم «انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة اشهر». وافاد ناشط حقوقي وشاهد عيان، لاحقا «ان قوات الجيش اطلقت النار بكثافة في مدينة بانياس (غرب) ما اسفر عن «سقوط قتلى وجرحى». وأكد حقوقيون ان 6 قتلى على الاقل سقطوا وان آخرين اصيبوا بجروح. وروى الناشط «ان قوات الجيش تطلق النار بكثافة في اربع مناطق من مدينة بانياس وهي منطقة الكورنيش والمدخل الجنوبي ومدخل السوق وجسري المرقب وراس النبع». و»لقد اسفر اطلاق النار عن وقوع قتلى وجرحى الا ان لم يتم التحقق من عددهم بعد». كما اكد شاهد عيان هذه الرواية ايضا، موضحا ان «عدة قناصين توزعوا على الابنية». واضاف «يقوم الجيش بتأمين حماية الاحياء بالتوالي قبل ان يدخلها رجال الامن» مشيرا الى «اعتقال العشرات». وذكر ناشط حقوقي فضل عدم كشف اسمه لوكالة «فرانس برس» أمس ان «قوات الامن اطلقت النار على 150 متظاهرة تجمعن قرب بانياس على الطريق العام بين دمشق واللاذقية ما اسفر عن مقتل ثلاثة منهن وجرح 5 تم نقلهن الى مشفى الجمعية في بانياس». وأوضح ان «المتظاهرات جئن من قرية المرقب وبانياس للمطالبة بالافراج عن الاشخاص الذين اعتقلوا في وقت سابق» صباح أمس. وكانت قوات الامن داهمت صباح السبت قرية المرقب واعتقلت العشرات. واضاف الناشط ان قوات الامن اعتقلت ايضا اشخاصا من قريتي البيضة والباصية (قرب بانياس)، لافتاً الى ان القوات كانت تحمل لائحة بأسماء 300 شخص. وأضاف الناشط ان القوات السورية بدأت بالدخول الى منطقة راس النبع في بانياس، بالاضافة الى حي الميدان والقبياء. واضاف انه اعلن عن الجهاد على منابر الجوامع وخرج السكان الى الشوارع. وذكر ناشط في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» في نيقوسيا ان الدبابات تحاول التوجه الى الاحياء الجنوبية في بانياس معقل المتظاهرين. وأضاف ان السكان شكلوا «دروعا بشرية» لمنع الدبابات من التقدم باتجاه هذه الاحياء، بينما تجوب زوارق الجيش قبالة سواحل الاحياء الجنوبية. وزاد ان دبابات تطوق قرية البيضا المجاورة. ولفت الحقوقيون ان الجيش دخل الى احياء معينة في المدينة تسكنها غالبية من طائفة معينة. الى ذلك، أعلن مصدر عسكري ان «وحدات الجيش والقوى الامنية تابعت ملاحقة عناصر المجموعات الارهابية في بانياس وريف درعا بهدف اعادة الامن والاستقرار». واضاف ان الوحدات «تمكنت من اعتقال عدد من المطلوبين والاستيلاء على كمية من الاسلحة والذخائر التي استخدمتها تلك المجموعات للاعتداء على الجيش والمواطنين وترويع الاهالي». وتم أمس تشييع جثامين 11 عنصراً من الجيش والشرطة قتلوا في حمص الجمعة. في غضون ذلك، طرح محتجون على صفحة «الثورة السورية» على موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي على الرئيس الاسد اقتراحات للخروج من الأزمة، ابرزها تنظيم «انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة اشهر». وقال المشرفون على الصفحة في نص أقرب الى رسالة «ستكون اعتزازَ سورية الحديثة إذا استطعتَ تحويل سورية من نظام ديكتاتوري الى نظام ديموقراطي»، مؤكدين انه «أمر ممكن». واقترحوا «وقف إطلاق النار على المتظاهرين، والسماح بالتظاهر السلمي، وخلع جميع صور الرئيس وأبيه من الشوارع، والإفراج عن جميع معتقلي الرأي، وفتح حوار وطني، والسماح بالتعددية الحزبية، وتنظيم انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة أشهر». وهذه هي المرة الاولى التي يقدِّم فيها معارضون للنظام اقتراحات شاملة لوضع حد لموجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سورية، والتي أسفرت عن مقتل 708 أشخاص، بحسب حصيلة نشرتها «لجنة شهداء ثورة 15 آذار»، فيما أعلنت «المنظمة السورية لحقوق الانسان» (سواسية) ارتفاع عدد الضحايا الى 800 قتيل منذ اندلاع الاحتجاجات قبل 7 اسابيع. وناشد هؤلاء المعارضون الرئيس السوري «التخلص من معاونيك ومستشاريك الذين يريدون الحفاظ على وضعهم ووظيفتهم بقتل الآخرين». وأكدوا انه اذا فعل الرئيس السوري «كل هذا، فستنقذ سورية وسترتجف إسرائيل من الخوف، وإلا ستربح إسرائيل وستخسر سورية». إلا أن المنظِّمين تابعوا دعواتهم الى مواصلة الاحتجاجات.