دمشق، عمان، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - دخل الجيش السوري بالدبابات صباح السبت الى بانياس، احد معاقل حركة الاحتجاج على النظام، وقُتلت ثلاثُ متظاهرات وجرحت خمسٌ، بعدما اطلق رجال الامن النار عليهن اثناء تفريق تظاهرة قرب بانياس، فيما أعلنت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) ارتفاع عدد الضحايا الى 800 قتيل منذ اندلاع الاحتجاجات قبل 7 اسابيع. وأوضح ناشط حقوقي فضَّل عدم الكشف عن هويته لوكالة «فرانس برس» أمس، أن «قوات الامن اطلقت النار على 150 متظاهرة تجمَّعْن قرب بانياس على الطريق العام بين دمشق واللاذقية، ما أسفر عن مقتل ثلاث منهن وجرح خمس أخريات تم نقلهن الى مشفى الجمعية في بانياس». وأشار الناشط الى ان «المتظاهرات جئن من قرية المرقب وبانياس للمطالبة بالافراج عن الاشخاص الذين اعتقلوا في وقت سابق» صباح أمس. وكانت قوات الامن داهمت صباح السبت قرية المرقب واعتقلت العشرات. وأضاف الناشط أن قوات الامن اعتقلت أيضاً أشخاصاً من قريتي البيضة والباصية (قرب بانياس)، لافتاً الى ان القوات كانت تحمل لائحة بأسماء 300 شخص. وبدأت القوات السورية بالدخول الى منطقة راس النبع في بانياس، وهي احدى الاحياء المستهدفة في العملية التي تنوي القوات القيام بها، بالإضافة الى حي الميدان والقبياء. وأضاف الناشط أنه أُعلن عن الجهاد على منابر الجوامع، وخرج السكان الى الشوارع. وكان مصدر عسكري ذكر في تصريح بثته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أن «وحدات الجيش والقوى الامنية تابعت اليوم (أمس) ملاحقة عناصر المجموعات الارهابية في بانياس وريف درعا، بهدف إعادة الامن والاستقرار». وأضاف المصدر أن الوحدات «تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المطلوبين والاستيلاء على كمية من الاسلحة والذخائر التي استخدمتها تلك المجموعات للاعتداء على الجيش والمواطنين وترويع الأهالي». وأفاد ناشطون في مجال حقوق الإنسان، أن الجيش السوري دخل بالدبابات صباح السبت بانياس، بينما قطعت المياه والكهرباء عن المدينة. وذكر ناشطون في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» في نيقوسيا، ان الدبابات تحاول التوجه الى الأحياء الجنوبية في المدينة معقل المتظاهرين. وقال الناشطون إن السكان شكلوا «دروعاً بشرية» لمنع الدبابات من التقدم باتجاه هذه الأحياء، بينما تجوب زوارق الجيش قبالة سواحل الأحياء الجنوبية. من جهة أخرى، تطوِّق دباباتٌ قرية البيضا المجاورة. ويأتي ذلك غداة مقتل 26 متظاهراً وإصابة آخرين بجروح بأيدي قوات الامن السورية، بحسب ناشطين، اثناء مشاركتهم بالتظاهر في «جمعة التحدي» التي دعا اليها ناشطون على صفحة «الثورة السورية» للتظاهر في العديد من المدن السورية. والجديد كان مقتل اربعة متظاهرين في دير الزور الجمعة، وهي المرة الاولى التي يسقط فيها قتلى في المنطقة التي تُعَدّ مصدرَ معظم إنتاج سورية من النفط، الذي يبلغ نحو 380 ألف برميل يومياً. وأشار احد الناشطين: «يبدو انهم ينوون الهجوم على بانياس كما سبق وفعلوا في درعا» جنوب البلاد. وذكر ناشط طلب عدم نشر اسمه، أن الوحدات دخلت مدينة بانياس من ثلاثة اتجاهات. ونقل عن بعض السكان في المدينة سماعهم دوي اطلاق نار كثيف. وكان ناشطون ذكروا ل «فرانس برس» الخميس، ان «عشرات الدبابات والمدرعات وتعزيزات ضخمة من الجيش، تجمعت عند قرية سهم البحر التي تبعد 10 كيلومترات عن بانياس» التي يحاصرها الجيش السوري منذ اكثر من اسبوع. وأعلنت وكالة الانباء الرسمية (سانا)، أن «جماعات ارهابية» قتلت الجمعة 11 من الجنود ورجال الشرطة في محافظة حمص، ونشرت أسماء القتلى. وأضافت أنه جرى تشييع جثامينهم «من المشفى العسكري بحمص السبت امس الى مدنهم وقراهم». وقال الناشط وسام الطارف، نقلاً عن شهود عيان، إن تسعة من رجال الجيش انشقوا على النظام في حمص وانضموا الى المحتجين، وربما اشتبكوا مع جنود آخرين. وأوضح مصدر عسكري، أن عشرة قتلى سقطوا الجمعة في صفوف الجيش والشرطة السوريين في مدينة حمص، إثر تعرُّض حاجز أمني سوري لإطلاق نار وخلال قيام القوات الامنية السورية ب «ملاحقة المجموعات الإرهابية». وأضاف المصدر نفسه، أن «وحدات الجيش والقوى الأمنية لاحقت المجموعات الإرهابية المسلحة على أطراف مدينة حمص في مناطق بابا عمرو والسلطانية وباب الدريب والقرابيص بعد الهجوم الذي شنته هذه المجموعات الإرهابية على حاجز للجيش والشرطة في المدينة». وأضاف: «أدت الاشتباكات الى ارتفاع عدد شهداء الجيش والشرطة الى عشرة شهداء، اضافة الى عدد من الجرحى»، مضيفاً ان الاشتباكات «أسفرت أيضاً عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات الارهابية المسلحة». واتهم المصدر «المجموعة الإجرامية المسلحة بالتمثيل بأجساد الشهداء». وكانت دبابات سورية تمركزت في وسط حمص وفي ضواحيها، حسب ما أعلن الناشط الحقوقي نجاتي طيارة، الذي أشار الى «انتشار عشرات الدبابات في الأحياء التي تقع على أطراف المدينة مثل بابا عمرو (غرب) ودير بعلبة (شمال شرق) والستين في حي عشيرة (شرق)». كما نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قوله إن «عناصر مخربة في مدينة حماه قامت عصر الجمعة بأعمال تخريب للممتلكات العامة والخاصة وترويع المواطنين». وأضافت ان «قوى الأمن الداخلي تدخلت إثر ذلك لوقف هذه الأعمال، ما أدى إلى إصابة 25 شرطياً بجروح». وزادت الوكالة ان «العناصر المخربة هاجمت مبنى فرع الهجرة والجوازات بالمحافظة وأحرقت ثلاث سيارات للشرطة تابعة للفرع كانت متوقفة خارجه وباصين مدنيين، إضافة إلى الاعتداء على عدد من المحلات التجارية وتحطيم لوحات إعلانية في الشوارع الرئيسة وإغلاق عدد من الطرقات بواسطة الحجارة والاطارات المشتعلة». في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الداخلية امس، أن عدد الذين سلموا انفسهم الى السلطات المختصة من «المتورطين بأعمال شغب» ارتفع ليصل الى 710 أشخاص، بعدما سلم 166 شخصاً انفسهم امس. وأفادت الوزارة أنه «تم الإفراج عن الذين سلموا انفسهم فوراً بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى أمن الوطن والمواطن»، ذلك بموجب تعميم سابق يعفو عن الذين يسلمون انفسهم قبل منتصف الشهر الجاري. وفي هذا المجال، نقلت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) عن قادة عسكريين في مناسبة «عيد الشهداء» اول من امس، أن «جيشنا العقائدي يقف اليوم في وجه المخططات والمؤامرات التي تستهدف أمن الوطن واستقراره، مقدماً قوافل الشهداء الذين قضوا حفاظاً على استقرار الوطن وأمن المواطنين، متصدين للمجموعات الارهابية المسلحة التي أقدمت على القتل ونشر الذعر بين صفوف المواطنين».