دخل الجيش السوري صباح امس بالدبابات الى بانياس احد معاقل حركة الاحتجاج على النظام غداة تظاهرات تصدت لها القوات الامنية بالنار رغم التحذيرات الدولية فيما اقترح محتجون حلولا للخروج من الازمة ابرزها تنظيم «انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة اشهر». قال ناشطون في مجال حقوق الانسان ان الجيش السوري دخل صباح امس بالدبابات بانياس احد معاقل حركة الاحتجاج على النظام، بينما قطعت المياه والكهرباء عن المدينة الواقعة شمال غرب البلاد. وقال هؤلاء الناشطون في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا ان الدبابات دخلت في وقت مبكر من الامس وتحاول التوجه الى الاحياء الجنوبية (السنية) في المدينة معقل المتظاهرين. وشكل السكان «دروعا بشرية» لمنع الدبابات من التقدم باتجاه هذه الاحياء، بينما تجوب زوارق الجيش قبالة سواحل الاحياء الجنوبية، حسب المصادر نفسها. من جهة اخرى، تطوق دبابات قرية البيضا المجاورة. وياتي ذلك غداة مقتل 26 متظاهرا واصابة اخرين بجروح بايدي قوات الامن السورية، بحسب ناشطين، اثناء مشاركتهم بالتظاهر في «جمعة التحدي» التي دعا اليها ناشطون على صفحة «الثورة السورية» للتظاهر فيها في العديد من المدن السورية. السكان شكلوا «دروعاً بشرية» لمنع الدبابات من التقدم باتجاه الأحياء الجنوبية وزوارق الجيش تجوب قبالتها واعلنت السلطات السورية من جهتها مقتل 11 عناصرا من الجيش والشرطة. وقد جرى تشييع جثامينهم «من المستشفى العسكري بحمص امس استهدفتهم مجموعات ارهابية متطرفة في مناطق متفرقة من المحافظة الى مدنهم وقراهم» حسبما اوردت وكالة الانباء الرسمية (سانا). وكان ناشطون ذكروا لفرانس برس الخميس ان «عشرات الدبابات والمدرعات وتعزيزات ضخمة من الجيش تجمعت عند قرية سهم البحر التي تبعد عشرة كيلومترات عن بانياس» التي يحاصرها الجيش السوري منذ اكثر من اسبوع. واشار احد الناشطين «يبدو انهم ينوون الهجوم على بانياس كما سبق وفعلوا في درعا» جنوب البلاد. وكان الجيش الذي دخل مدينة درعا في 25 نيسان/ابريل الماضي لقمع موجة الاحتجاجات ضد النظام السوري بدأ صباح الخميس الخروج من المدينة «بعد ان اتممنا مهمتنا» المتعلقة بمطاردة عناصر مسلحة، حسبما افاد اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش السوري لفرانس برس. أكراد يتظاهرون في القامشلي (رويترز) كما تمركزت دبابات سورية في وسط حمص وفي ضواحيها الجمعة حسب ما اعلن الناشط الحقوقي نجاتي طيارة. الا ان محتجين طرحوا على صفحة «الثورة السورية» على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الرئيس السوري بشار الاسد حلولا للخروج من الازمة ابرزها تنظيم «انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة اشهر».وقال المشرفون على صفحة «الثورة السورية» في نص اقرب الى رسالة «ستكون اعتزاز سوريا الحديثة إذا استطعت تحول سوريا من نظام ديكتاتوري الى نظام ديموقراطي» مؤكدين انه «امر ممكن».واعتبروا ان «الحل بسيط» مقترحين «وقف اطلاق النار على المتظاهرين والسماح بالتظاهر السلمي وخلع جميع صور الرئيس وابيه في الشوارع والافراج عن جميع معتقلي الرأي وفتح حوار وطني والسماح بالتعددية الحزبية وتنظيم انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة اشهر».وهذه هي المرة الاولى التي يقدم فيها معارضون للنظام اقتراحات شاملة لوضع حد لموجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سوريا والتي اسفرت عن مقتل 708 أشخاص بحسب حصيلة نشرتها «لجنة شهداء ثورة 15 اذار/مارس». وقال المشرفون على الصفحة «لست مثل القذافي. انت في ربيع العمر وحضاري وذكي ومفتوح العقل. فلماذا تريد أن تتصرف مثل القذافي؟ لماذا تريد أن تقصف مدنك وشعبك؟ لماذا تريد ان يسيل الدم السوري من يد رجالك للأمن وقواتك المسلحة؟». واكدوا انه اذا فعل الرئيس السوري «كل هذا فستنقذ سوريا وسترتجف إسرائيل من الخوف والا ستربح إسرائيل وستخسر سوريا». الا ان المنظمين تابعوا دعواتهم الى مواصلة الاحتجاجات. وقالوا «طالعين اليوم وبكرة وبعدو في جميع المحافظات السورية» وذلك غداة دعوتهم للتظاهر في «جمعة التحدي» التي اسفرت عن مقتل 26 شخصا برصاص رجال الامن في عدة مدن سورية بحسب ناشطين وعشرة من عناصر الجيش والشرطة في حمص بحسب السلطات. دوليا، اتفقت دول الاتحاد الاوروبي ال 27 الجمعة على فرض عقوبات تشمل تجميد ارصدة وعدم منح تاشيرات دخول لدول الاتحاد على 13 من مسؤولي النظام السوري ليس بينهم في هذه المرحلة الرئيس بشار الاسد كما افادت مصادر دبلوماسية. وحذرت الولاياتالمتحدة بانها ستتخذ «اجراءات اضافية» ضد سوريا اذا لم يتوقف قمع المتظاهرين، بعد اسبوع على فرضها عقوبات اقتصادية على عدد من المسؤولين والكيانات الادارية في النظام السوري. من جهتها اعتبرت منظمة العفو الدولية ان «تفاقم اعمال العنف الى الان والاعتقالات الجماعية وسوء معاملة المحتجزين عززت من تصميم المتظاهرين في جميع انحاء البلاد». واضافت ان «حملة الاعتقالات اجبرت عدة معارضين على التستر».