نفى مصدر مصري موثوق به، ما تردد عن عزم مصر إرسال لجنة فنية قريباً للإشراف على تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية، وقال ل «الحياة» إن الحديث عن إرسال أي قوات أو لجان مصرية إلى غزة في سياق الإشراف على تنفيذ الاتفاق ومتابعته في الوقت الراهن، سابق لأوانه. وأوضح: «هناك خطوات يجب أن تنفَّذ أولاً بين الحركتين»، مشيراً إلى التوافق على تشكيل حكومة كفاءات من شخصيات مستقلة، وتسمية رئيس الحكومة الذي ستتولى الإشراف على تنفيذ الاتفاق، وإجراء الانتخابات خلال الفترة الانتقالية. وأضاف أن مصر ستشارك في اللجنة الأمنية العربية التي ستشكل تحت قيادتها، وستضم خبراء مهنيين ومختصين أمنيين سيعملون مع الفلسطينيين جنباً إلى جنب لتسهيل تنفيذ الاتفاق على الأرض من خلال تقديم النصائح والمشاورات والتدخل لدى الأطراف إذا تطلب ذلك، من أجل إزالة أي عوائق أو عراقيل قد تؤدي إلى تعطيل تنفيذ الاتفاق. ولفت إلى أن «هذه الأمور مطروحة فعلاً، لكنه مازال من المبكر الحديث عنها (...) فالأمور مازالت في بداياتها». وعن الاجتماع الذي سيُعقد بين حركتي «فتح» و «حماس» الأسبوع المقبل، للبحث في تشكيل الحكومة، أجاب: «مصر لن تتدخل في هذه الإجابات إلا اذا طلب منها ذلك، من أجل المساعدة فقط في دفع الأمور إلى أمام وتعزيز الأجواء الإيجابية». وعلى صعيد ما تردد عن نية «حماس» فتح مكتب تمثيل لها أو مكتب إعلامي، أجاب: «حماس لم تطلب ذلك من مصر»، مشيراً إلى أنه في كل الاجتماعات التي جرت أخيراً مع الحركة في القاهرة، لم يتم التطرق إلى هذه المسألة نهائياً. وأبدى دهشته إزاء ما تناوله بعض وسائل الإعلام في هذا الصدد، بينما «حماس» لم تطرح هذه القضية من الأساس. وصرح رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة ياسر الوادية لوكالة «فرانس برس»، بأن اللجنة الامنية المصرية ستصل الى غزة في الأيام القليلة المقبلة للبدء بالإشراف على تنفيذ اتفاق المصالحة على الارض. وأوضح الوادية الذي وصل مع ممثلي عدد من الفصائل الى غزة مساء الخميس بعد ان شهدوا الإعلان عن اتفاق المصالحة في القاهرة، أن اللجنة «ستبدأ بزيارة لغزة خلال الايام القليلة المقبلة، ربما في غضون اسبوع أو عشرة أيام»، مضيفاً ان «اللجنة ستعقد لقاءات مكثفة مع كل الاطراف للبدء في تنفيذ بنود الاتفاق». وتابع ان المسؤولين الفلسطينيين أبلغوا الفلسطينيين انه «تم تشكيل اللجنة الامنية العليا وتضم خبراء أمنيين، بينهم وكيل جهاز المخابرات العامة في مصر اللواء محمد إبراهيم». وقال الوادية إن اللجنة الخاصة بتشكيل حكومة التوافق ستبدأ الأسبوع المقبل مشاوراتٍ في شأن اختيار رئيسها قبل ان يكلفه الرئيس محمود عباس تشكيل الحكومة. وتابع ان رئيس الحكومة سيكون «من الشخصيات المستقلة التي يجري الاتفاق عليها»، موضحاً ان «حكومتي غزة ورام الله ستصبحان لتسيير الاعمال الى حين تشكيل الحكومة التي تحضِّر للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير». وبعد ان شدد الوادية على أن تطبيق الاتفاق «ليس سهلاً وبحاجة الى إرادات قوية»، قال إن اختيار وزراء الحكومة المقبلة سيعتمد على «معايير الكفاءة والاستقلالية». وأوضح ان الايام القليلة المقبلة ستشهد تحركات ايجابية، اذ «ستبدأ الأطراف الفلسطينية، وفي مقدمها «حماس» و«فتح»، تسليم قوائم بأسماء معتقليها السياسيين، وسيجري بحث كل حالة على حدة، ثم ستنفَّذ الإفراجات عنهم في الايام القليلة». وأضاف ان لجنة المصالحة الاجتماعية «تبدأ العمل فوراً من خلال تشكيل لجنة للمظالم، بما في ذلك لموظفي القطاع العام الذين تعرضوا الى ظلم خلال سنوات الانقسام». وأوضح ان اللجنة «ستستمر بالعمل لمدة ثلاث سنوات لمعالجة تبعات الانقسام وسلبياته». وأكد انه تم البدء في «خطوة مهمة هي وقف التحريض الإعلامي»، اذ عاد «تلفزيون فلسطين» التابع للسلطة الفلسطينية و «فضائية الأقصى» التابعة لحماس، الى العمل في غزة والضفة الغربية بعد منع دام أربع سنوات تقريباً. من جهة ثانية، توقع عضو قريب من وفد «حماس» في القاهرة، ان يبدأ عباس زيارته الاولى منذ الانقسام لغزة خلال اسبوعين او شهر.