تواصل وفود الفصائل الفلسطينية جلسات الحوار التي افتتحت أمس الاول في القاهرة برعاية مصرية ومشاركة جامعة الدول العربية. ورجحت مصادر فلسطينية مطلعة توافق حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على تكليف شخصية مستقلة اقتصادية لتولي رئاسة حكومة التوافق المتوقعة. وقالت المصادر إنه في ظل رفض حركة حماس تولي رئيس حكومة تصريف الأعمال المستقيلة سلام فياض والرئيس محمود عباس الحكومة القادمة وكذلك رفض حركة فتح تولي شخصية من حماس الحكومة فإن الاتجاه نحو شخصية مستقلة مقبولة لدى الطرفين والعالم هو الأرجح. وأوضحت المصادر -التي اشترطت عدم كشف هويتها- أن هناك قبولا من الطرفين لتولي الدكتور ياسر الوادية -أحد الشخصيات المستقلة في غزة، والمقبول من حماس وفتح- رئاسة الحكومة القادمة التي ستعمل على تولي ملف إعمار غزة إضافة للتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية بداية العام المقبل. وقالت المصادر إن القاهرة طرحت اسم الوادية لتولي مسؤولية تشكيل الحكومة القادمة لعدة اعتبارات، لكنها لم تلق إجابة فورية من الفصائل المشاركة في حوارات المصالحة الوطنية. يذكر أن الوادية أحد الشخصيات المستقلة في غزة إضافة لكونه اقتصاديا مخضرما والتقته جميع الوفود الأوروبية والأميركية التي زارت قطاع غزة مؤخراً والتي رفضت لقاء حركة حماس التي تسيطر على القطاع. ويعد الوادية ويحمل الدكتوراه في الهندسة الصناعية أحد أبرز الشخصيات المستقلة التي تواصلت مع القاهرة خلال فترة التحضير للحوار الوطني، إضافة لعلاقاته الواسعة مع القيادات المصرية والعربية وحتى الأجنبية. وأفاد مصدر بالقاهرة أن لجان الحوار الفلسطيني عقدت أمس الأول اجتماعات قال مشاركون فيها إن أجواء عملية وهادئة تسودها رغم وجود صعوبات. وتعمل لجان الحوار الخمس (الحكومة والأمن ومنظمة التحرير والانتخابات والمصالحة الوطنية) من أجل التوصل إلى تفاهمات لإنهاء حالة الانقسام، وتحقيق المصالحة الفلسطينية. وكانت أعمال هذا الحوار قد بدأت أمس الاول من خلال خمس لجان بعد جلسة افتتاح ودعا رئيس المخابرات المصرية الوزيرعمر سليمان الفصائل الفلسطينية إلى التوصل لحكومة توافق وطنية، والإسراع في تحقيق ذلك. وقال (أهم ما يجب أن ننجزه هو الحكومة التوافقية غير الفصائلية القادرة على الاتصال والتواصل مع كل العالم لخدمة قضايا رفع الحصار وإعادة الإعمار والتمهيد لانتخابات المجلس التشريعي والرئاسة). أما الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى فشدد في كلمته على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني, ووجه حديثه لقادة الفصائل قائلا (يجب أن تتوصلوا إلى توافق لأن حالة الانقسام تضر بالقضية الفلسطينية، فلا يمكن أن تكون مسألة الضرر غائبة عنكم). كما حذر من انهيار فلسطيني قادم إذا استمر الوضع على ما هو عليه. ووصف الحوار الحالي بأنه المحاولة الأخيرة, مشيرا إلى أن الموقف العربي (لن يظل ساكتا ولا متسامحا مع الانقسام الفلسطيني).