أكد الدكتور محمد الهرفي وجود استبداد ثقافي في وسائل الإعلام (المسموعة والمرئية والمكتوبة)، مشيراً إلى أن بعض أساتذة الجامعات والمدارس يمارسون أيضاً استبداداً ثقافياً، «عندما يفرضون آراءهم مهما كانت على طلابهم ثم لا يقبلون أن يسمعوا آراء أخرى تناقض تلك الآراء». وقال في محاضرة بعنوان «الاستبداد الثقافي وحرية التعبير» قدمها في نادي تبوك الأدبي مساء الثلثاء الماضي، وأدارها الدكتور عبدالهادي العوفي، إن بعض أساليب التربية «في مجتمعنا تعد استبداداً ثقافياً بخاصة إذا كان المربي يرفض الآراء الأخرى». وأضاف الدكتور الهرفي أن للاستبداد «أثاراً كثيرة وأهمها أنه يؤدي إلى استبداد سياسي وحضاري ومعرفي واجتماعي وأخلاقي»، مشيراً إلى أن ذلك «يضعف المجتمع عموماً كون المستبد لا يقبل الرأي الآخر، فيصبح المجتمع يتحرك بحسب رؤية واحدة وليست بحسب رؤية المجتمع بأكمله». وعرف الاستبداد بأنه غرور المرء بنفسه والأنفة عن قبول النصيحة والاستقلال بالرأي ومحاولة إلغاء الآخر، مشدداً على أن هذا الاستبداد «شديد الخطورة بخاصة على هوية الأمة وفكرها، لأنه يستهدف الإنسان وعقله وتفكيره ليجعل كل ما يسمعه لا يقبل النقاش والنقد". واختتم الهرفي محاضرته قائلاً ان حرية التعبير «تحقق رقابة قوية على المجتمع والفساد، كما تحقق أمن المجتمع بالقضاء على الرذائل، وتحقق ازدهار الثقافة».