للاستبداد أطياف متعددة مهما أنتجت لنا من حالات متنوعة يظل قاسمها المشترك أنها تنتهي إلى قهر (كائن)..ما، وتتعاطى معه من منطلق استعلائي، جذوره ناتجة من استغلال السلطة بتعسف أو الاعتقاد أن حيز الصلاحيات الممنوح للشخصية المستبدة يمنح الامتياز.. والامتياز المذكور هنا يرتبط بكل الأحداث التي تمر اليوم بمنطقتنا والمشهد العربي وصولا إلى تجاربنا الشخصية ومعاناتنا مع من نواجه استبدادهم ويجب أن نتعرف على ملامحهم لنواجههم بشجاعة. يعرف عبدالرحمن الكواكبي الاستبداد، بأنه غرور المرء برأيه، والأنفة عن قبول النصيحة أو الاستقلال في الرأي، في كتابه «طبائع الاستبداد» يصنف أنواع الاستبداد التي تتمثل وتتجسد في الاعتساف والتسلط والتحكم المطلق، والمستبد عدو الحق والحرية، ومن طبائع البشر «أن يصير الإنسان مستبدا صغيرا في كنف المستبد الأعظم»، ومن طبائع الاستبداد أنها لا تعرف الحدود، ولن يكف المستبد عن شره إلا إذا أوقف عنوة عند حده، لذلك يولد الزعيم المستبد زعماء أقزاما مستبدين. إنها مفارقة أن يكون الكواكبي المتوفى منذ أكثر من 100عام، المولود في حلب عام 1844، وهو أحد رواد التجديد والنهضة العربية والإسلامية، تعرض للمطاردة والسجن والنفي، وعرف بموقفه العروبي الذي انطلق من ارض الشام بمنتصف القرن التاسع عشر على أيدي القوميين العرب ضد «التتريك».. اليوم يشهد وطنه محاولات «الأيرنة» واستبداد الدخلاء على امتنا العربية والإسلامية، وأقصى ما يقدم للدماء السورية التي تسيل مبعوث فاشل يخلفه مبعوث أفشل منه..! أعتقد أن الأمم لم تتحضر وترتقِ بدون طرد «طيوف الاستبداد» ولعنة القائد المستبد في أي مجال وليس المجال السياسي فقط، وبداية من تهذيب شخصية الأب المتوحش في المنزل والمسؤول المتعالي المتغطرس في العمل، وكل من يمتلك سلطة يعتقد أنها لن تزول أو أنه هو أبدي وله خلد لا يفني..! @a22asma للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة [email protected]