من يصدق أن منتخب الماء السعودي بطلٌ للعالم؟ سؤال مبحوح والإجابة مليئة بالدهشة، نعم كيف نمرر لقباً عالمياً على لعبة هشة البنيان؟ وعلى لاعبين سعوديين غير مصنفين عالمياً وغير قادرين على تقديم أنفسهم في بطولات عربية أو قارية رسمية، ويعرفون في قرارة أنفسهم حقيقة اللقب. دخلت على موقع الاتحاد الدولي فلم أجد بطولتنا للسباحة معتمدة في الروزنامة الرسمية، وتابعت البطولة التي أقيمت في الدمام، فوجدت مستويات المنتخبات التي حضرت أقل من مستوى الهواة، أي أنها منتخبات سنية ناشئة أو منتخبات مدارس أتت للسياحة ولم تحضر للمنافسة على البطولة. كيف تجرأ اتحاد اللعبة على تمرير هذه البطولة على أنها عالمية وهي لا تخضع لإشراف الاتحاد الدولي وغير معتمدة في روزنامته الرسمية؟ وكيف قبل اتحاد اللعبة بقضه وقضيضه بموقف يضحك منه اللاعبون السعوديون لأنهم يعرفون أن البطولة غير عالمية، ولأنهم يعرفون مستوياتهم الفنية الواقعية، وأنهم لا يستطيعون الفوز ببطولة عربية أو قارية ناهيك عن الفوز ببطولة العالم. لم يكتف اتحاد اللعبة بذر الرماد في عيون الإعلام والجماهير، بل ووجه دعوات لعدد من «المسنين» من الاتحاد الدولي بعضهم انتهت صلاحية عمله وحضروا ضيوفاً يتربعون في المنصة أمام بطولة تقام على شكل مسرحية بطلها ومخرجها فقد القدرة على تحديد الاتجاهات الأصلية والفرعية. حتى السيد جيانيلونز رئيس لجنة كرة الماء بالاتحاد الدولي أقحموه في المسرحية فلم يجد كلاماً غير امتداح الاستقبال والإشادة بالصالة التي أقيمت عليها البطولة، بل قال جزءاً من الحقيقة عندما أشار إلى أن البطولة تطويرية للعبة أي ليست بطولة عالم بل بطولة تجمعية للدول التي تبحث عن اللحاق بالدول المتقدمة، جيانيلونز أتقن دوره في المسرحية إلى درجة قوله للإعلاميين لقد انبهرت بما رأيته، هل يصدق أي عاقل أن السيد انبهر بما شاهد رغم تصريحاته قبل انطلاق البطولة التطويرية، عفواً العالمية. المنتخب السعودي ومسايرة مع النوتة التي وزع سلمها الموسيقي اتحاد اللعبة الموقر «أبطال العالم»، والذي نعرفه أن منتخبنا يستطيع المنافسة على المراكز الثلاثة خليجياً وأنه بعيد عن المراكز الثلاثة عربياً وبعيد عن دور الثمانية آسيوياً وبعيد نهائياً عن التأهل لبطولات العالم «ا ، ب»، أما وقد أقنعنا اتحاد اللعبة بأننا أبطال العالم وعمل احتفالية وشنة ورنة، فنأمل أن يحصل المنتخب على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية في قطر نهاية العام الحالي فهي المقياس الحقيقي الذي يحدد وبالمجهر للمسؤول وللوسط الرياضي الواقع والخيال. الأمير نواف بن فيصل يقودنا لمرحلة جديدة من البناء والتطوير، ويحتاج إلى الصدق معه لا التضليل، نحن أمام الشفافية والمحاسبة «كائناً من كان». [email protected]