نظّمت ليبيا أمس مأتماً حاشداً لسيف العرب معمر القذافي (29 عاماً) وثلاثة من أحفاد الزعيم الليبي قُتلوا بغارة شنّتها طائرات حلف شمال الأطلسي على طرابلس يوم السبت. وغاب العقيد معمر القذافي عن التشييع من دون أن يتضح إن كان ذلك مرتبطاً بالمخاوف من استهدافه بضربة جديدة لحلف «الناتو» الذي اتهمته حكومة طرابلس بمحاولة اغتيال الزعيم الليبي، وهي تهمة نفاها الحلف قائلاً إن يستهدف مواقع القيادة الليبية وليس الأشخاص. وكان لافتاً الحضور الكبير لأركان القيادة الليبية في تشييع سيف العرب، الإبن الأصغر للزعيم الليبي، وثلاثة أطفال من أحفاد العقيد هم سيف إبن نجله الأكبر محمد (من زوجته الأولى) والطفلة قرطاج إبنة نجله هانيبال والطفلة مستورة إبنة كريمة العقيد عائشة. كذلك أفيد بأن التشييع شمل أشخاصاً آخرين من جيران وأصدقاء سيف العرب، كان بينهم ضابط برتبة عميد في الجيش الليبي رفع المشيعون صوره. وذكرت «وكالة الجماهيرية للانباء» الليبية الرسمية على موقعها على الانترنت أن من بين المشاركين في التشييع في مقبرة شهداء الهاني في طرابلس مصطفى الخروبي والخويلدي الحميدي وعبدالسلام جلود ومختار القروي و «عدداً من الضباط الوحدويين الأحرار»، إضافة إلى نجلي القذافي محمد وسيف الإسلام وكبار قادة الدولة. وألقى محمد الزوي أمين مؤتمر الشعب العام (البرلمان) كلمة نعى فيها «الشهيد الشباب سيف العرب معمر القذافي الذي اغتالته قوى الطغيان الآثمة المتحالفة على الشر والعدوان... لتعيد سيطرتها على مقدرات بلادنا، دون واعز من ضمير أو اخلاق». وأوردت الوكالة الليبية برقيات تعزية تلقاها القذافي من شخصيات وزعماء قبائل دانوا اغتيال ابنه وأحفاده وتعهدوا «الثأر من كل الخونة والعملاء والجواسيس والزنادقة والدول الغاشمة المعتدية على الشعب الليبي وكل من ساهم في هذا العمل العدواني الظالم». وتزامن التشييع مع قصف عنيف تعرض له ميناء مصراتة الذي يسيطر عليه الثوار، في حين ذكرت «فرانس برس» أن دبابات تابعة لقوات العقيد القذافي حاولت صباحاً الدخول الى هذه المدينة من مدخلها الجنوبي الغربي. وقال مصدر في الثوار: «دبابات القذافي تحاول دخول المدينة من الغيران»، إحدى ضواحي مصراتة قرب المطار التي تركزت فيها المعارك في الأيام الماضية. وقال ناطق باسم الثوار ل «رويترز» لاحقاً إن قوات القذافي أوقفت قصفها لميناء مصراتة بعد غارات جوية شنها حلف الأطلسي. وقال: «وقعت هجمات لحلف شمال الأطلسي على مشارف المدينة قرابة ظهر اليوم (أمس)». وأضاف: «الميناء لا يزال مغلقاً. قصفته قوات القذافي في وقت سابق اليوم (أمس). وقد توقف القصف الآن». وفي غرب ليبيا، واصلت القوات الحكومية القتال لإخراج المعارضين من منطقة الجبل الغربي بعدما سيطروا على معبر الذهيبة - وازن على الحدود التونسية فاتحين ممراً للغذاء والوقود والدواء إلى المدن المحاصرة مثل نالوت والزنتان ويفرن. وقال ناطق باسم المعارضين في الزنتان إن القوات الموالية للقذافي حاولت التقدم صوب البلدة على وقع قصف «عشوائي» بالصواريخ. وأضاف أن الجيش الليبي حاول الدخول الى البلدة من الشرق والجنوب الشرقي والشمال الشرقي وأن الثوار تمكنوا من صد الهجوم من الشرق. وقال ناطق باسم الثوار لاحقاً إن حلف «الناتو» شن غارات جوية خلال الليل على مواقع لقوات القذافي حول الزنتان ودمر ما لا يقل عن عشر دبابات وعربات. وقال الناطق في اتصال هاتفي من الزنتان «ضرب حلف شمال الأطلسي الليلة (قبل) الماضية منطقة الى الشرق من البلدة. أحصينا 12 صاروخاً سقطت هناك. ما بين 10 و12 دبابة وعربة دمرت». وأفادت وكالة الأنباء الليبية أن أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الحكومة) البغدادي المحمودي اجتمع صباح أمس في طرابلس مع هاني خلاف «مبعوث رئيس الحكومة المصرية عصام شرف إلى الجماهيرية العظمى». وأوضحت أنه نقل «تعازي المجلس العسكري والحكومة المصرية، بمقتل سيف العرب القذافي وثلاثة من أحفاد الزعيم الليبي. وتابعت أنه نقل رسالة من الحكومة المصرية تؤكد تمسكها ب «استقرار الجماهيرية العظمى ووحدتها وسلامة أراضيها» وتعتبر ذلك «خطاً أحمر لا تقبل المساس به تحت أي ظرف من الظروف ولا تقبل بأي تواجد لقوات أجنبية على الأراضي الليبية».