أدلى الناخبون الأوكرانيون أمس، بأصواتهم في انتخابات رئاسية شهدت إقبالاً كثيفاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الموقتة، فيما عطّلها انفصاليون مسلحون مؤيدون لروسيا في أقاليم الشرق. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الملياردير بيترو بوروشينكو، الملقب بملك الشوكولا حيث يدير إمبراطورية للحلويات، هو المرشح الأوفر حظاً للفوز في الاقتراع، لكنه لن ينال أكثر من 44 في المئة من الأصوات، في مقابل 8 في المئة فقط ليوليا تيموشينكو، بطلة الثورة البرتقالية الموالية للغرب عام 2004، والتي تدعو إلى استفتاء حول الانضمام إلى الحلف الأطلسي، والموالي لروسيا سيرغي تيغيبكو الذي تعهد تطبيع العلاقات مع موسكو. وإذا لم يحصل بوروشينكو على أكثر من 50 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى، فستُنظم جولة ثانية في 15 حزيران (يونيو) المقبل، علماً أن حركة احتجاج للمعارضة أطاحت الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. في كييف، شكّل الناخبون صفوفاً طويلة للإدلاء بأصواتهم. وقال ميخايلو بيليك وهو يقترع: «هذه انتخابات مهمة جداً، ويجب أن نسعى لتكون أوكرانيا بلداً مستقلاً وقوياً لا يستطيع أحد أن يفرض عليه إملاءاته». أما رجل الأعمال فيكتور سيبشينكو فقال: «أصوّت من أجل أطفالي ومستقبلهم، وأتمنى أن نستطيع التحرّر من ماضينا المروع». وفي لفيف المعروفة بنزعتها القومية، قال رجل أعمال أثناء إدلائه بصوته: «آمل بأن تحمل هذه الانتخابات السلام إلى أوكرانيا». وقالت المعلمة إرينا ميساك إنها تتوقع من الرئيس المنتخب أن «يقود أوكرانيا للانضمام إلى الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي». وأضافت أنها «لا ترغب في أن ترى بعد الآن ما يحصل في الشرق»، في إشارة إلى التمرد الانفصالي الموالي لروسيا الذي أوقع 150 قتيلاً منذ نيسان (أبريل) الماضي. دونيتسك ولوغانسك لكن في منطقتَي دونيتسك ولوغانسك اللتين أعلنتا «استقلالهما» إثر استفتاء، سيطر الانفصاليون على اللجان الانتخابية المحلية، ولم تصل غالباً صناديق الاقتراع وبطاقات التصويت إلى مراكز الاقتراع. وفي دونيتسك حيث ثمة 3.3 مليون ناخب مسجل، أعلنت السلطات فتح 20 في المئة فقط من مراكز الاقتراع، لكن وكالات أنباء أفادت بأن الشوارع كانت مقفرة وأقلام الاقتراع مغلقة. وانسحب مراقبون أوروبيون للانتخابات من المنطقة، حرصاً على سلامتهم متهمين الانفصاليين بشنّ حملة ترويع ضد مسؤولي الانتخابات. وفي مدرسة بضاحية دونيتسك، قال غريغوري نيكيتايتش: «لا أعرف أين يمكنني التصويت. لم يقل أحد شيئاً. أي انتخابات هذه؟ الأوضاع سيئة». أما إليزابيتا فاعتبرت أن «أوكرانيا الآن دولة أخرى، ولا أرى لماذا علينا المشاركة في الانتخابات». وفي لوغانسك أعلنت مفوضية الانتخابات أن 17 في المئة من الناخبين يمكن أن يصوّتوا، فيما لم يفتح أي قلم اقتراع في مدينتَي ماكييفكا وغولييفكا الخاضعتين لسيطرة الانفصاليين. وتجمّع انفصاليون مسلحون في دونيتسك أمام منزل الملياردير رينات أحمدوف، أغنى رجل في أوكرانيا الذي حض على التصويت متهماً الانفصاليين بارتكاب «إبادة جماعية». ويملك أحمدوف مصانع ومناجم حديد وفحم، يعمل فيها حوالى 300 ألف شخص. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية مقتل الصحافي الإيطالي أندريا روتشيلي الذي كان في منطقة سلافيانسك، أحد معاقل الانفصاليين شرق أوكرانيا. وقال ناطق باسم الوزارة: «حدثت مواجهات وقصف بقذائف هاون، ويصعب التحقّق من الوضع حتى من السلطات الأوكرانية». وكان مصور فرنسي من وكالة «وستوك برس» أعلن السبت تعرّضه مع مصور غربي ومترجم روسي، لقصف بقذائف هاون. وأوردت وسائل إعلام إيطالية أن روتشيلي كان معه برفقة المترجم الروسي أندريه ميرونوف.