تبدأ الانتخابات الرئاسية اليوم في أوكرانيا التي يهزها الانفصاليون المسلحون الموالون لروسيا، بعد حملة تخللتها معارك بين المتمردين والجنود الأوكرانيين، أسفرت عن سقوط أكثر من 150 قتيلاً، وتثير مخاوف من تقسيم البلاد. وينظر إلى الاستحقاق الرئاسي اليوم على أنه الأكثر أهمية لمستقبل أوكرانيا منذ استقلالها في 1991، خاصة أن البلاد تواجه خطر الانقسام وتقف على شفير الانهيار الاقتصادي. ويبدو الملياردير المؤيد للغرب بيترو بوروشينكو الأوفر حظاً في الوصول إلى سدة الرئاسة؛ حيث حصل على 30 نقطة أكثر من رئيس الحكومة السابقة يوليا تيموشينكو، وفق استطلاعات رأي بينت أنه من المرجح أن تجرى دورة انتخابية ثانية في يونيو. وقالت تاتيانا المسؤولة في أحد مراكز التصويت في ماكييفا غرب دونيتسك رافضة ذكر اسم عائلتها لأسباب أمنية «نحن مستعدون للاقتراع لكن قد لا تجرى الانتخابات هنا». وفي مدرسة في وسط دونيتسك لا إشارة إلى وجود صناديق اقتراع. وقالت أولغا المكلفة في مركز التصويت بأسف «عادة نشهد انتخابات لكن هذه المرة لن تجرى على ما يبدو». وضاعف الانفصاليون تحركاتهم لمنع تنظيم الانتخابات. فقد تعرضت لجان انتخابية عدة لهجمات من قبل مسلحين، بينما خُطف عديد من الموظفين العاملين في الانتخابات. ويسيطر الانفصاليون على عشرين لجنة انتخابية محلية من أصل 34 في منطقتي دونيتسك ولوغانسك. وشهدت مدينة سلافيانسك معقل المتمردين الموالين للروس معارك في وقت مبكر أمس عشية الانتخابات التي تهدف إلى وضع حد لأزمة سياسية مستمرة منذ ستة أشهر، دفعت البلاد إلى حافة حرب أهلية وتقسيم. وعشية الانتخابات، دعا الرئيس الأوكراني بالوكالة أولكسندر تورتشينوف الأوكرانيين إلى التوجه اليوم إلى مكاتب الاقتراع لإعطاء البلاد «سلطة شرعية»، و«عدم السماح بأن تصبح أوكرانيا قطعة من إمبراطورية ما بعد الإمبراطورية السوفييتية». من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن بلاده ستحترم اختيار الشعب الأوكراني في الانتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم وإن موسكو ستعمل مع السلطات الجديدة هناك. ومن أجل تأمين حسن سير الانتخابات الرئاسية، نشرت كييف 55 ألف شرطي و20 ألف متطوع. وتوعد الانفصاليون من جهتهم بمنع إجراء الانتخابات في الشرق؛ حيث قد يواجه حوالي مليوني ناخب صعوبات في الإدلاء بأصواتهم. وستنشر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حوالي ألف مراقب على الأرض. وقال نائب رئيس اللجنة الانتخابية أندري ماغيرا إن «الانتخابات ستعقد تحت أي ظروف».