توافد الاوكرانيون بأعداد كثيفة الأحد على مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس جديد ستكون مهمته وضع حد لحركة التمرد في الشرق وتطبيع العلاقات مع روسيا. لكن في الشرق الانفصالي حيث حذر الانفصاليون من أنهم سيقومون بكل شيء لمنع الاقتراع، لم تكن هناك مؤشرات على فتح مكاتب اقتراع. وبحسب إدارة منطقة دونيتسك فإن أقل من 18 % من مكاتب الاقتراع كانت قد فتحت أبوابها. وقتل صحافي إيطالي في منطقة سلافيانسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق بقذائف هاون بحسب ما أعلنت روما. وفي منطقة لوغانسك الانفصالية المجاورة أعلنت المفوضية الانتخابية المركزية مساء السبت أن 17 % من الناخبين يمكن أن يصوتوا. وتدفق الناخبون بكثافة إلى مراكز الاقتراع في لفيف المعروفة بنزعتها القومية غربًا والعاصمة السابقة خاركيف ولؤلؤة البحر الأسود أوديسا على مراكز الاقتراع. وقال أوليغ رجل الاعمال البالغ من العمر 38 عامًا أثناء الإدلاء بصوته في لفيف على بعد 80 كلم من بولندا: «آمل في أن تحمل هذه الانتخابات أخيرا السلام إلى أوكرانيا». وقالت معلمة تدعى ايرينا ميساك (31 عامًا): إنها تتوقع من الرئيس المنتخب «أن يقود أوكرانيا للانضمام إلى حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي». وأضافت «لا أرغب أن أرى بعد اليوم ما يحصل في الشرق» في إشارة إلى التمرد الموالي لروسيا في المناطق الحدودية التي شهدت معارك مع الجيش الأوكراني أوقعت 150 قتيلًا منذ 13 أبريل. صفوف طويلة وفي العاصمة كييف التي شهدت من نوفمبر وحتى فبراير حركة احتجاج كانت وراء الأزمة السياسية، كان الناخبون ينتظرون في صفوف طويلة للإدلاء بأصواتهم واختيار رئيسهم الجديد، وكذلك رئيس بلديتهم الجديد. وقالت رايسا بودليسنيوك (73 عامًا): «سأصوت ليوليا» في إشارة إلى يوليا تيموشنكو إحدى شخصيات الثورة البرتقالية عام 2004، والتي حلت ثانية في نوايا التصويت بحسب استطلاعات الرأي. وأضافت إن «بترو بوروشنكو سيكون مثل يانوكوفيتش» في إشارة إلى المليادرير الموالي للغرب بترو بوروشنكو والرئيس الاوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش. وخلافًا لكييف كانت الشوارع مقفرة في معقل المتمردين في دونيتسك وبقيت مكاتب الاقتراع مغلقة. وقالت اليزابيتا في وسط مدينة دونيتسك لوكالة فرانس برس: «إن أوكرانيا اليوم دولة أخرى، وبالتالي لا أرى لماذا علينا المشاركة في هذه الانتخابات» مضيفة «لا تهم النتيجة، هذا الأمر لا يعنينا اليوم». الأوفر حظًا ويبدو الملياردير المؤيد للغرب بيترو بوروشينكو الذي يدير شركته المزدهرة جدًا لإنتاج الشوكولاتة الأوفر حظًا في الوصول إلى سدة الرئاسة إذ تشير استطلاعات الرأي إلى حصوله على 44 % من نوايا التصويت في حملة فاترة. أما خصومه الرئيسيون وبينهم بطلة الثورة البرتقالية الموالية للغرب في 2004 يوليا تيموشينكو التي تدعو إلى استفتاء حول الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والموالي لروسيا سيرغي تيغيبكو الذي وعد بتطبيع العلاقات مع موسكو، فيحلمان بدورة ثانية للاقتراع. وحتى عشية الاقتراع، بذلت الحكومة الموقتة التي انبثقت عن تظاهرات ساحة الاستقلال حركة الاحتجاج التي طردت الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش من السلطة- جهودًا شاقة لإقناع الأوكرانيين بأهمية اختيار رئيس «شرعي» للبلاد. ودعا رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك الناخبين إلى التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع «للدفاع عن أوكرانيا»، وقال: إن ذلك «سيشكل التعبير عن إرادة الأوكرانيين في الغرب والشرق والشمال والجنوب». وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أن بلاده «ستحترم خيار الشعب الأوكراني»، وقال بوتين خلال منتدى اقتصادي في سان بطرسبورغ شمال غرب روسيا: «في المبدأ ووفق الدستور لا يمكن إجراء انتخابات كون الرئيس (فيكتور) يانوكوفيتش هو الرئيس الحالي». لكنه أضاف «نريد نحن أيضًا أن يعود الهدوء في نهاية المطاف (إلى أوكرانيا)، سنحترم خيار الشعب الأوكراني»، مؤكدًا «مثل ما نعمل اليوم مع هؤلاء الذي يسيطرون على الحكم، سنعمل بعد الانتخابات مع السلطات المنتخبة». كما أعلنت روسيا أنها بدأت سحب جنودها البالغ عددهم أربعون ألفًا ونشروا في مارس على الحدود مع أوكرانيا. معارك الشرق واتسمت نهاية الحملة بتصاعد المعارك «على الجبهة الشرقية» في منطقة دونيتسك حيث قتل 26 شخصًا معظمهم من الجنود الأوكرانيين في معارك بين الانفصاليين والقوات الموالية لكييف. وتشهد مدينة سلافيانسك معقل المتمردين المسلحين الموالين للروس معارك يومية. وفي منطقة دونيتسك التي أعلنت سيادتها بعد استفتاء على الاستقلال لا إشارات إلى وجود صناديق اقتراع في إحدى المدارس. وقالت أولغا المكلفة بمركز التصويت بأسف: «عادة نشهد انتخابات لكن هذه المرة لن تجرى على ما يبدو». وفي لوغانسك وحدهم 310 آلاف ناخب يمكنهم التصويت من أصل حوالى 1,8 مليون. ونشرت كييف حوالى 55 شرطيًا وعشرين ألف متطوع لضمان أمن الانتخابات. وعشية الانتخابات دعا الرئيس الأوكراني بالوكالة أولكسندر تورتشينوف الأوكرانيين إلى التوجه إلى مكاتب الاقتراع لإعطاء البلاد «سلطة شرعية»، و«عدم السماح بأن تصبح أوكرانيا قطعة من إمبراطورية ما بعد الإمبراطورية السوفياتية». زيارة مفاجئة من جهة أخرى نددت كييف الأحد بزيارة رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف المفاجئة لشبه جزيرة القرم واعتبرتها «استفزازًا متعمدًا» يهدف إلى زعزعة استقرار البلاد تزامنًا مع الانتخابات الرئاسية. وقالت وزارة الخارجية الاوكرانية في بيان نشر بعد دقائق من وصول مدفيديف إلى شبه جزيرة القرم: «إن زيارة يقوم بها رئيس وزراء روسيا لمنطقة أوكرانية محتلة في يوم الانتخابات الرئاسية يعتبر استفزازًا متعمدًا هدفه زعزعة استقرار الوضع في أوكرانيا».