كما ذكر في كتابه «دمعة حرى»، أن خبر الموت ينزل كالصاعقة على السامع إذا كان عن عزيز غال. كذلك جاء نبأ وفاة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن علي الخويطر، أحد القامات البارزة في تاريخ السعودية على الكثيرين أمس، إذ نعاه ابنه محمد الخويطر عبر وسيلة التواصل الاجتماعي «تويتر» بقوله: «إنا لله وإنا إليه راجعون، توفي قبل قليل الوالد عبدالعزيز العبدالله الخويطر، غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جنانه». ولد الراحل في مدينة عنيزة عام 1925، ودرس فيها الابتدائية والمتوسطة، ثم انتقل إلى المعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة لإكمال دراسته الثانوية، ثم ذهب إلى القاهرة ولندن لمواصلة دراساته العليا في التاريخ والفلسفة. ويعد الخويطر أول سعودي يحصل على الدكتوراه من بريطانيا في عام 1960. عيّن بعدها أميناً عاماً لجامعة الملك سعود، ثم وكيلاً للجامعة عام 1381ه، وانتقل منها رئيساً لديوان المراقبة العامة لمدة عامين، ثم وزيراً للصحة، فوزيراً للمعارف. وفي عام 1416ه عيّن وزيراً للدولة وعضواً في مجلس الوزراء. كما كان عضواً في كثير من اللجان والهيئات الوطنية العليا. ويعتبر الراحل عميد الوزراء السعوديين، وعاصر أربعة من ملوك السعودية، بدءاً بالملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد والملك فهد. وقال الملك فيصل بن عبدالعزيز: «الخويطر ثروة وطنية فلا تفرطوا فيها». ومن نتاجه الأدبي خمسة مجلدات بعنوان: «أي بني»، وهي موسوعة تراثية كاملة، ومن مؤلفاته كتاب «وسم على أديم الزمن»، وهو عبارة عن سيرة ذاتية، وكذلك كتاب «النساء رياحين»، تحدث فيه عن تأثير المرأة ودورها. أما مؤلفه «دمعة حرى» فكان إقراراً منه بتقبل حقيقة الموت، إذ ذكر فيه أنه لا ينجو منه أحد سواء أكان إنساناً أم حيواناً أم طيراً أم سمكاً، بل إن الجماد يبلى، وبلاه موت، ولا يبقى إلا وجه ربك ذي الجلال والإكرام، كما ذكر فيه أن بعض الناس يكتم ويتصبر، ويسلم بإرادة الله، وبعضهم يشل تفكيره، وتتمرد عليه حواسه، فينهار ويتدفق الحزن من شآبيب الدموع. وكان الديوان الملكي السعودي، أعلن أمس وفاة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر. وقال الديوان الملكي في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية: «انتقل إلى رحمة الله تعالى أمس (الأحد) 26-7-1435ه الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، وسيُصلى عليه بعد صلاة عصر غد (الثلثاء) 28-7-1435ه في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب بالرياض».