هددت إيرانالولاياتالمتحدة الأميركية بأنه سيتم إخراج القوات الأميركية في «القريب العاجل» من مدينة الرقة السورية. وفي رسالة لواشنطن، قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية «على أميركا أن تعلم أنها ستهزم، هي تريد أن تحتفظ بالرقة السورية لنفسها، لكنها يجب أن تعلم أنه في القريب العاجل سيتم إخراجها منها»، وفق ما نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية أمس. وتدعم قوات الحرس الثوري الإيراني وجماعات متحالفة معها القوات النظامية السورية في حربها ضد «داعش» وفصائل المعارضة. واستطاعت منذ تدخلها بقوة، إلى جانب الطيران الروسي قبل نحو عامين، تغيير المعادلات على الأرض وبعدما كادت القوات النظامية تفقد السيطرة على حلب وحمص وحماة وريف دمشق، باتت اليوم تسيطر على أكثر من 60 في المئة من سورية. في المقابل وسعت «قوات سورية الديموقراطية» التي تتشكل في غالبيتها من الأكراد من السيطرة على نحو ثلث سورية، فيما ما زالت النسبة الباقية وهي عبارة عن جيوب محاصرة في شرق سورية بيد «داعش»، أما محافظة إدلب شمالاً فيسيطر عليها تنظيمات معارضة على رأسها «هيئة تحرير الشام» الإسلامية، المرتبطة بتنظيم «القاعدة». ومن جهة أخرى، قال ولايتي إن واشنطن أقامت 12 قاعدة عسكرية لها في سورية وإنها تنوي زيادة عدد قواتها هناك إلى 10 آلاف جندي. وأضاف أنه كما خرجت الولاياتالمتحدة من مدينة البوكمال، ستخرج من الرقة. ويعود أول تدخل بري للقوات الأميركية في سورية إلى عام 2015، حين دعمت واشنطن قوات «قسد» بعدما فشلت مساعيها لتدريب وتأهيل وتوحيد عناصر من «الجيش السوري الحر». وسيطرت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركا على الرقة، في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعد أربعة أشهر من القتال ضد تنظيم «داعش». وأعلن «التحالف الدولي»، قبل أيام، أن واشنطن بدأت بسحب 400 جندي أميركي من مدينة الرقة، إلى الولاياتالمتحدة بعد تقلص نطاق العمليات ضد «داعش». وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أفادت بأن عدد الجنود الأميركيين الذين يقاتلون في سورية بلغ 1720 جندياً. وكشف وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس عن وجود خطة أميركية بتحويل «قوات سورية الديموقراطية» إلى قوات شرطة محلية في شمال سورية. وقال ماتيس في تصريحات صحافية أول من أمس، إن وزارة الدفاع ستطبق ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في ما يتعلق بوقف إمداد «قسد» بالأسلحة. وأضاف ماتيس: «مع وصول الحرب على تنظيم داعش إلى نهايتها وبما أن الأسلحة كانت تقدم لقوات سورية الديموقراطية للهجوم على داعش لم تعد هناك حاجة الآن لإرسال السلاح». وتابع: «لحفظ الأمن في هذه المناطق وضمان عدم عودة تنظيم داعش لدينا احتياج لشرطة في المنطقة، ستكون قوات محلية شرطة لتأمين هذه المناطق». ورداً على سؤال آخر حول ما إذا كانت تصريحاته تعني أن وزارة الدفاع الأميركية ستوقف تسليح «قسد»، قال ماتيس: «نعم، تماماً كما صرح الرئيس ترامب، سنتحرك انطلاقاً من ذلك». وكانت تركيا قد مارست ضغوطاً على أميركا خلال الأسابيع الماضية للإعلان في شكل رسمي وقف تسليح عناصر «قسد» التي تعتبرها أنقرة مع «وحدات حماية الشعب الكردية» تهديداً لأمن تركيا خاصة بسبب إداراتها مناطق حكم ذاتي موسع شمال سورية على الحدود مع تركيا.