قدّرت مصادر مصرفية قيمة المشاريع العقارية قيد الإنشاء في الخليج نهاية العام الماضي بنحو 2.1 تريليون دولار، فيما بلغت حصة الإمارات نحو 930 بليون دولار، أو 45 في المئة. وأُعلنت هذه التقديرات خلال معرض ومؤتمر «سيتي سكيب أبو ظبي 2011» الذي بدأ أول من أمس في أبو ظبي، وسط تطلعات بأن تخرج السوق العقارية في الخليج من حال الركود التي أصابتها نتيجة للأزمة العالمية. ويشكل المؤتمر منصة عامة لعرض المشاريع العقارية المتنوعة في أبو ظبي والعالم، ويفتح فرصة للقاءات بين أصحاب المشاريع العقارية في الإمارة والمستثمرين والأفراد. وافتتح المعرض نائب رئيس المجلس التنفيذي في أبو ظبي (حكومة الإمارة) الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان بمشاركة عدد من الشركات الإقليمية والدولية التي حضرت لتقدم مشاريعها للسوق العقارية لهذه السنة. ويستمر المعرض حتى غد في «مركز أبو ظبي الدولي للمعارض»، إلى جانب «قمة الشرق الأوسط للعقارات» التي تركزت أعمالها أمس على البحث في وضع السوق العقارية بعد الأزمة، واستكشاف القدرات الكامنة فيها، إضافة إلى الاستثمار في تطوير البنية التحتية المشتركة بين القطاعين الحكومي والخاص وأكثر الفرص ربحية. وأُعلن عن الفائزين في جوائز «سيتي سكيب» للشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأكدت دوائر عقارية في أبو ظبي على هامش «سيتي سكيب» حدوث تحسن ملموس في السوق العقارية في أبو ظبي بعد التراجع الكبير الذي أصاب السوق بفعل الأزمة المالية العالمية، ورصدت في هذا الصدد تحسناً في مبيعات الوحدات السكنية بفعل تزايد الائتمان المصرفي لتمويل العقار مع احتياج السوق إلى تشريعات إضافية ناظمة لعملية التمويل. وأشارت دراسات أجرتها شركة «تسويق» إلى أن السوق العقارية في الإمارات تشهد حالياً مرحلة من الاستقرار إلا أنها تتطلب مزيداً من التحسينات في ما يتعلق بخطط التمويل والقوانين والتشريعات بهدف الحفاظ على ثقة المستثمرين. ولفتت شركة «الدار العقارية» في أبو ظبي إلى أنها أحرزت تقدماً مطرداً في مجال بيع الوحدات السكنية مع قرب اكتمال مزيد من مجمعاتها السكنية قيد الإنشاء، لافتة إلى بيع غالبية الوحدات السكنية التي بنتها في منطقة البندر كأول منطقة سكنية تُنجَز في شاطئ الراحة بأبو ظبي. وتستعرض «الدار» في «سيتي سكيب» مشاريعها في منطقتي الزينة والمنيرة المجاورتين للبندر في شاطئ الراحة والتي ستُسلّم هذه السنة، إضافة إلى عرض عدد من منازل مجمع الزينة للبيع. وقال المدير التنفيذي للمبيعات والتأجير التجاري في «الدار» رامي ناصر: «نلمس إشارات تدعو إلى التفاؤل من المشترين مع اقتراب منطقتي الزينة والمنيرة من الاكتمال في وقت لاحق من السنة». وأكد أن معظم الوحدات السكنية التي أطلقتها «الدار» في حدائق البطين في قلب أبو ظبي بيعت في اليوم الأول للمعرض، وتشمل 75 فيلا و12 بنتهاوس. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «تسويق» مسعود العور أهمية تطوير الأطر التنظيمية المعنية بإصدار الرهن العقاري، مشيراً إلى ضرورة إجراء تعديلات تشريعية لتحسين نظام الرهن العقاري المحلي، واعتماد نظام متين ومتكامل للتمويل السكني. وقال: «لطالما لعب نظام تمويل الرهن العقاري دوراً مهماً في تعزيز مستوى الإنتاجية والحفاظ على الإمكانات الجاذبة والفرص الواعدة المتاحة ضمن السوق العقارية في أبو ظبي». وشددت دائرة التنمية الاقتصادية في أبو ظبي ومجلس أبو ظبي للتطوير الاقتصادي في هذا الصدد على أهمية تنظيم آليات السوق العقارية في إمارة أبو ظبي من خلال تفعيل الجهود التي تبذلها الجهات الحكومية ذات العلاقة في إعداد القوانين التي تخص العديد من القضايا، مثل التمويل العقاري والبيع على الخريطة وتنظيم نشاط وسطاء العقارات وإجراءات تسجيل الأراضي. ولفت مراقبون إلى أن حكومة أبو ظبي تبدي اهتماماً كبيراً بالمعرض، إذ تشارك دائرة التنمية الاقتصادية في الإمارة ومجلس أبو ظبي للتطوير الاقتصادي بجناح مشترك. وقال المدير التنفيذي لقطاع العلاقات الاقتصادية الدولية في الدائرة حمد عبدالله الماس: «يأتي المعرض هذه السنة في وقت يشهد القطاع العقاري تحدياً كبيراً بعد سنتين على الأزمة المالية العالمية، في ظل ترقب المستثمرين أوضاع السوق العالمية وتأثر تدفق رؤوس الأموال وانحسار التمويل العقاري في شكل عام، ما تسبب بركود نسبي لهذا القطاع عالمياً».