أعلنت أبوظبي مشروعين ضخمين تزيد كلفتهما على 100 بليون دولار، يتمثل الأول ببناء 50 ألف وحدة سكنية في الإمارة، والثاني ببناء العاصمة الجديدة القريبة من مطارها الدولي. وأعطت الحكومة، بطرح هذين المشروعين، جرعة كبيرة من التفاؤل لمستقبل القطاع العقاري ومشاريعه في الإمارات، ولمعرض «سيتي سكيب 2009»، الذي بدأ أمس في مركز أبو ظبي للمعارض الدولية، الذي افتتحه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لحكومة أبوظبي، وجال في المعرض لساعات، في إشارة الى اهتمام الحكومة الظبيانية بهذا الحدث. وأكد المراقبون في السوق العقارية في ابوظبي، أن منظمي المعرض، «تحدوا في انطلاقه أمس، بمشاركة شركات التطوير العقاري الكبرى في الإمارات والمنطقة ومن دول العالم، التباطؤ الاقتصادي العالمي الذي انعكس على مضاربي العقارات». وتزامن انطلاق المعرض مع عودة التفاؤل والنشاط إلى السوق العقارية في الإمارات عموماً وفي أبوظبيودبي خصوصاً، بعد التدخل الحكومي ومصرف الإمارات المركزي لدعم المصارف، التي استأنفت تمويل الرهن العقاري وتخفيف قيود الإقراض، ما يعطي الشركات العقارية حافزاً لإعلان مشاريع جديدة تلبّي الطلب على العقار على أنواعه». ويجمع «سيتي سكيب» ابوظبي، الذي يستمر حتى الأربعاء المقبل، تحت سقفه المستثمرين والمهندسين والمصممين والمطورين والهيئات الحكومية وصنّاع القرار المعنيين بتصميم المشاريع العقارية وبنائها. وأشار مدير المعرض مارك غودتشايلد، إلى وجود تسع قاعات هذه السنة فضلاً عن المدرج، إذ تزيد المساحة الإجمالية على 40 ألف متر مربع، اكثر ب 10 آلاف متر مربع تقريباً من دورة 2008». وتوقعت «آي آي آر» للمعارض المنظمة ل «سيتي سكيب»، تغييراً في نوعية الزوار لهذا العام مقارنة بالعام الماضي. ولفت غودتشايلد، إلى أن الطلب على العقارات «كان وصل في دورة العام الماضي الى ذروته وكان المضاربون والمستثمرون الهواة مندفعين للاستفادة من جني الأرباح على المدى القصير»، ملاحظاً أن هذا الوضع «ليس سائداً هذا العام»، مرجحاً أن «يعود المعرض الى جذوره، ونعني بحث المستثمر الخاص والمؤسسي عن الفرص المتوسطة والبعيدة المدى». وكشف رئيس شركة «الدار» العقارية أحمد علي الصايغ، ورئيس مجلس أبوظبي للتطوير العمراني عبد الله فلاح الأحبابي، في مؤتمر صحافي مشترك عن مشروع لحكومة أبوظبي بقيمة 209 بلايين درهم (نحو 55 بليون دولار)، لبناء خمسة آلاف وحدة سكنية ستُوزع على مواطني الإمارة من ذوي الدخل المتوسط». وأكد أن الشركة «ستنفذ هذا المشروع بين 2011 و2014 على مساحة 12 مليون متر مربع في الجهة الشرقية من مطار أبوظبي الدولي، ويمتد الى الطرق المؤدية الى دبي». وأوضح أنه «يشمل بناء خمس قرى نموذجية ومركز للتسوق على مساحة 65 ألف متر مربع، ومستشفى ومكاتب تجارية على مساحة 50 ألف متر مربع و25 مدرسة». وأعلن مجلس ابوظبي للتخطيط العمراني في «سيتي سكيب» مشروع العاصمة الجديدة الضخم، على مساحة 4500 هكتار وسيكون مركزاً حكومياً واقتصادياً. ويُتوقع أن تتجاوز كلفته 200 بليون درهم (نحو 50 بليون دولار). وخُطط للمشروع ليكون مدينة متعددة الاستخدام، تتسع ل370 ألف نسمة، ويضم جامعات ومشافي وقطاعات توظيف معرفية ومبان اتحادية وسفارات ومؤسسات دولية. وبرز المعرض بمساحاته الضخمة، التي غطت معظم المساحات في مركز أبوظبي الدولي، التي تزيد على 40 ألف متر مربع وبزيادة 30 في المئة عن مساحة المعرض في دورته العام الماضي، موجهاً رسالة الى الأسواق العقارية تفيد أن «الشركات لا تزال قائمة وتطرح مشاريع ضخمة انطلاقاً من إيمانها بالمستقبل وتخطي الأزمة الراهنة في وقت قريب جداً». وأكدت شركة «كابيتالا» التابعة لشركة «مبادلة للتنمية» في المعرض، استمرارها في «تنفيذ مشروعها العملاق «أرزنة» الذي يحيط في مجمله بمدينة زايد الرياضية وسط أبو ظبي». وأكدت رئيسة دائرة التسويق والعلاقات الخارجية في الشركة ميرنا حجازي ل «الحياة»، البدء في «تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع البالغة مساحته 1.4 مليون متر مربع وكلفته ستة بلايين دولار». وأشارت إلى أن الشركة «تمكنت من بيع 86 في المئة من المرحلة الأولى، التي تضم 854 شقة سكنية و14 فيلا ومجموعة مراكز للخدمات والترفيه الواقعة على قناة مائية ولمسافة سبعة كيلومترات». وأعلنت مباشرة «الإعداد لتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من أصل خمس مراحل». وأوضحت أن «كابيتالا» مشاركة في «سيتي سكيب أبوظبي»، لتقديم مشروع أرزنة، وهي «واثقة من عدم تأثير الأزمة الراهنة في توجهات أبوظبي وشركاتها، لأنها تستند الى قوة مالية ضخمة وسوق واعدة مع توجه الحكومة إلى التوسع في مجال البنية التحية والمشاريع الضخمة». ويُنظم المعرض بموازاة مؤتمر التمويل والاستثمار العقاري، بمشاركة اكثر من 100 متحدث من الشركات الاستثمارية والعقارية والمالية في العالم. ويتخلله مناقشات حول التحديات الحالية التي تواجهها الأسواق.