انطلقت في أبو ظبي أمس أعمال معرض «سيتي سكيب أبو ظبي» التي تستمر حتى بعد غد في «مركز أبو ظبي الوطني للمعارض»، بمشاركة 250 شركة من 36 دولة، مع توقعات بحضور أكثر من ألف مستثمر و180 رئيساً تنفيذياً. وتقدر دوائر متخصصة وجود مشاريع طموحة في قطاعات العقارات والبنية التحتية في المنطقة تتجاوز كلفتها 300 بليون دولار ستحظى بفرصة عرضها في المناسبة. ويركز المعرض الذي افتتحه العضو المنتدب الجديد ل «جهاز أبو ظبي للاستثمار» الشيخ حامد بن زايد آل نهيان على الفرص والاستثمارات الواقعية التي يؤمّنها قطاع التطوير والاستثمار العقاري في المنطقة والعالم، بعيداً من المضاربات الوهمية التي كانت تحدث في الماضي. وأكد منظمو المعرض أن تعطل حركة الطيران الأوروبية بسبب انفجار بركان في أيسلندا أثر في شكل مباشر في أعداد الزوار خلال اليوم الأول للحدث. وقال العضو المنتدب ل «سيتي سكيب» روهان مرواها: «من المؤسف أن تتأثر أعداد الزوار خلال يوم الافتتاح نظراً إلى تخلف أكثر من 1500 زائر ومشارك عن الحضور بسبب إلغاء الرحلات الجوية من مختلف العواصم الأوروبية بسبب بركان أيسلندا». وعلى رغم ذلك تتوقع الجهات المنظمة أن يصل عدد الزوار إلى الأرقام التي شهدها المعرض السنة الماضية. ويضم المعرض أكثر من 70 نشاطاً تشمل عدداً من الندوات واللقاءات، إضافة إلى مؤتمر رئيس يتحدث خلاله قرابة 160 خبيراً من 25 دولة حول مختلف المواضيع والقضايا التي تخص قطاع الاستثمار والتطوير العقاري، وفقاً لما ذكرته الشركة المنظمة «آي آي آر الشرق الأوسط». وقال مرواها: «لقد تغير العالم، وبالتالي لم يعد المعرض يمثل حدثاً للمضاربين الذين يلهثون وراء مضاربات وهمية في قطاع العقارات، من أجل عمليات بيع وشراء سريعة»، مؤكداً أن القطاع العقاري يركز الآن على الفرص والمشاريع المشتركة وعقد الشراكات التي تدعم القطاع العقاري، بدلاً من منظومة المضاربة في استثمارات وهمية كما كان الحال سابقاً. وأكد أن المعرض يعقد هذه السنة وسط انتعاش القطاع العقاري في أبو ظبي، ومشاريع البنية التحتية العملاقة والعمارة والتخطيط المُدني، الداعمة لخطط التنمية والنمو في الإمارة». ولفت مراقبون زاروا المعرض في يومه الأول إلى الوجود القوي لشركات التطوير العقاري في أبو ظبي في المعرض، في إطار رؤية شمولية تنبئ بخروج سوق العقار من أزمتها . كما توجد في المعرض شركات للتمويل العقاري ببرامج تمويلية تشجيعية، بعدما أحجمت عن عمليات التمويل في الشهور الماضية تحت ضغط الأزمة المالية العالمية، وتداعياتها على المصارف الإماراتية . ويتقاطع افتتاح «سيتي سكيب 2010» مع توقعات بتلقي السوق الظبيانية نحو 20 ألف وحدة سكنية هذه السنة، إضافة إلى وحدات قيد الإنجاز في إطار المشاريع الكبيرة التي تنفذها شركات التطوير العقاري في أبو ظبي منذ عام 2008. وذكرت شركة «أستيكو» في تقرير أمس أن 15 ألف شقة و3800 فيلا ستصبح جاهزة للسكن قبل نهاية السنة في أبو ظبي، ما سيدفع بالإيجارات إلى هبوط بنسبة 20 في المئة، كما سيؤدي تسليمها إلى التخفيف من هجرة العاملين في أبو ظبي إلى دبي. ويلفت مراقبون إلى أن «سيتي سكيب أبو ظبي 2010» يتميز بدخول شركة «الواحة كابيتال» إلى السوق العقارية بتطوير مساكن للفنيين العاملين في القطاع الصناعي في أبو ظبي، ووحدات للمصانع الخاصة بالصناعات الخفيفة، إضافة إلى طرح أراضٍ صناعية للمستثمرين والشركات الصناعية. وقال الرئيس التنفيذي ل «الواحة» سالم راشد النعيمي إن الشركة اتجهت إلى قطاع التطوير العقاري في وقت يعاني مطورون آخرون خسائر كبيرة، مؤكداً أنها بدأت في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع «المركز» بكلفة تبلغ أربعة بلايين دولار.