توج البطريرك الماروني بشارة الراعي زيارته الفاتيكان ب «تثبيت الشركة الكنسية» بين رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا بينيديكتوس السادس عشر وبينه كرأس الكنيسة المارونية، وعُقد لقاء ثنائي بين الجانبين منح خلاله البابا البركة الرسولية للراعي الذي أكد في كلمة أن «الكنيسة في لبنان تبقى مرتبطة بالكرسي الرسولي وفي ضوء الإرشاد الرسولي». وشدد على أن «في هذه الظروف الصعبة سيعمل مع كل المؤسسات الكنسية للحفاظ الثوابت التاريخية». وتحول اللقاء الثنائي إلى لقاء عام شارك فيه ممثل رئيس الجمهورية الوزير بطرس حرب، ممثل رئيس المجلس النيابي النائب عبداللطيف الزين ووزراء ونواب من مختلف الاتجاهات السياسية اللبنانية. كما حضر اللقاء الوزير السابق طراد حمادة ممثلاً «حزب الله»، أحمد الحريري ممثلاً «تيار المستقبل»، شادي سعد ممثلاً «تيار المردة»، والسيدة جويس الجميل وشخصيات وأفراد من الجالية اللبنانية. وألقى الراعي كلمة قال فيها: «أضع ذاتي بتصرفكم. في هذه الظروف الصعبة نعلن أننا سنعمل معاً بكل مؤسسات الكنيسة وهيكليتها للحفاظ على الثوابت التاريخية والقيم التي عرفت بها كنيستنا، بشفاعة قديسنا والطوباويين. من هنا اختيار شعار شركة ومحبة، معبرين عن اتحادنا الدائم للكرسي الرسولي، وطالبين بركتكم الأبوية لنا وللكنيسة المارونية ولكل مكونات الوطن اللبناني». ووعد «بالحفاظ على قرارات الكنيسة التي أعطت الكثير من القديسين»، وأكد «التعاون مع الأساقفة الموارنة لمتابعة مسيرة أسلافه، وعلى رأسهم البطريرك الكاردينال نصرالله صفير الذي سيبقى مثالاً لنا في خدمته البطريركية». وحيا البابا في كلمته «أنتم الذين أتيتم لتكونوا مع بطريرككم في هذه اللحظة المهمة للشركة الأخوية ولوحدة الكنيسة المارونية مع كنيسة روما، ما يبرز أهمية وحدة الكنيسة الكاثوليكية». وقال: «إن وجود الكاردينال صفير بيننا يسمح لي بأن أعبر له عن محبتي وشكري له لتكريسه 25 سنة من حياته ليقود الكنيسة المارونية وسط التاريخ المضطرب». وأضاف قائلاً: «لأنكم في قلب الشرق الأوسط لديكم مهمة عظيمة تجاه الإنسان، هي محبة المسيح التي تحضكم على الإعلان لهم عن الخبر السار، وهو الخلاص». ولفت الى «أن هذه المنطقة من العالم التي باركها البطاركة والأنبياء، تتوق الى السلام الدائم الذي يمكن أن ترسيه كلمة الحقيقة. ستتابعون مهمتكم من خلال إعطاء الشباب تربية إنسانية وروحية، أخلاقية وفكرية، وذلك بفضل شبكتكم التعليمية التي أعرف جودتها ونوعيتها، وأتمنى أن يعترف المجتمع بدوركم في تربيتهم كي تتنقل القيم الأساسية من دون تفرقة وكي يصبح شباب اليوم، رجالاً ونساء، مسؤولين في عائلاتهم وفي المجتمع، وذلك ليسود التضامن والأخوة بين كل مكونات الأمة».