بنغازي، طرابلس - رويترز، أ ف ب - رفض الثوار الليبيون أمس خطة الحل التي جاء بها وفد الزعماء الأفارقة إلى بنغازي بعدما وافق عليها الأحد العقيد معمر القذافي، وقالوا إن أي خطة للحل يجب أن تتضمن رحيل الزعيم الليبي. وقال مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثّل الثوار إن خطة الاتحاد الأفريقي لا علاقة لها بالواقع وأعلن رفضهم لها لأنها لم تتناول مطلبهم الرئيسي وهو رحيل القذافي حيث أنها اقترحت إصلاح النظام الحاكم الذي تريد المعارضة رحيله. وقال عبدالجليل في مؤتمر صحافي في بنغازي إن مبادرة الاتحاد الأفريقي لا تتضمن رحيل القذافي ولا رحيل أبنائه من المشهد السياسي الليبي ولذلك فقد فات أوانها. وأضاف أن المجلس طالب برحيل القذافي في أول يوم من إنشائه. وقال الناطق باسم المجلس عبدالحفيظ غوقة في المؤتمر الصحافي إن المبادرة تتحدث عن إصلاحات من داخل النظام الليبي وهذا مرفوض. وكان الاتحاد الأفريقي أعلن أمس أن الزعيم الليبي قبل خريطة طريق لإنهاء الحرب الأهلية في ليبيا تتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار. وأضاف أن قضية تنحي القذافي نوقشت أيضاً. ودعا رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما الذي رأس وفد الزعماء الأفارقة في أثناء المحادثات مع القذافي في طرابلس، حلف شمال الأطلسي إلى وقف الغارات الجوية على الأهداف الحكومية الليبية «وإعطاء وقف إطلاق النار فرصة». وقال مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي رمضان العمامرة أن قضية تنحي القذافي أثيرت خلال المحادثات، لكنه امتنع عن ذكر تفصيلات. وأضاف في مؤتمر صحافي في طرابلس: «جرى بعض النقاش في شأن ذلك ولكن لا أستطيع التحدث عن ذلك. يتعين أن يبقى الأمر سرياً. الأمر يعود إلى الشعب الليبي في اختيار زعيمه في شكل ديموقراطي». وعقد زوما وأربعة زعماء أفارقة آخرون هم رؤساء مالي أمادو توماني توري وموريتانيا محمد ولد عبدالعزيز والكونغو دينيس ساسو نغيسو، محادثات مع القذافي استغرقت ساعات عدة في مقره بمنطقة باب العزيزية. وقال زوما إن «الأخ الزعيم قبل خريطة الطريق كما قدمناها. علينا إعطاء وقف اطلاق النار فرصة». وأضاف أن الوفد الأفريقي سيتوجه الى مدينة بنغازي بشرق ليبيا لإجراء محادثات مع المعارضة، وهو الأمر الذي تم أمس وبدا أنه فشل بحسب تصريحات المجلس الوطني الانتقالي. وحضر الاجتماع جميع قادة وفد الاتحاد الأفريقي باستثناء جاكوب زوما الذي لم ينتقل إلى بنغازي. وقال الناطق باسم الثوار أحمد باني لقناة «الجزيرة» إن ليس هناك حل سوى الحل العسكري لأن لغة من وصفه ب «الديكتاتور» هي الإبادة وإن الذين يتحدثون هذه اللغة لا يفهمون سواها. كذلك قال الناطق باسم المجلس الانتقالي شمس الدين عبد المولى في بنغازي: «يجب أن يُسمح للناس بالذهاب إلى الشارع للتعبير عن رأيهم ويجب أن يعود الجنود الى ثكناتهم». وأضاف: «إذا شعر الناس بأنهم أحرار في الخروج وفي الذهاب للتظاهر في طرابلس، عندها أعتقد أن ليبيا ستتحرر بأسرها في وقت قصير جداً». وفي أول ظهور علني له أمام وسائل الإعلام الأجنبية منذ أسابيع انضم القذافي إلى وفد الاتحاد الأفريقي الزائر في مجمع باب العزيزية الأحد. واستقل القذافي بعد ذلك سيارة رباعية الدفع انطلقت به مسافة نحو 50 متراً حيث لوح بيده من سقف السيارة للحشود من أنصاره الذين هتفوا له. وسيجتمع أعضاء مجموعة الاتصال حول ليبيا التي شكلت في نهاية آذار (مارس) في لندن، الأربعاء في قطر في محاولة لبلورة حل واقعي للأزمة بعد نحو شهرين من بدء الانتفاضة الشعبية في ليبيا.