وصل رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، أمس، إلى العاصمة الليبية طرابلس ليبحث مع العقيد معمر القذافي استرتيجية تسمح له بالتخلي عن السلطة بعد حكم استمر نحو 42 عاما. وكان رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي في استقباله لدى نزوله من الطائرة. وتأتي الزيارة في وقت يتراجع فيه الدعم الخارجي الذي يحظى به الزعيم الليبي ولا سيما مع انضمام روسيا حليفة طرابلس التقليدية إلى صفوف الغربيين المطالبين برحيله. ومن جانب الثوار، أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل أن المجلس لا يوافق على أي مفاوضات لا تستند على تنحي القذافي لوضع حد للنزاع. ترفض طرابلس أي وساطة غير وساطة الاتحاد الإفريقي الذي سبق أن قدم «خارطة طريق» قبل بها النظام الليبي غير أن المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار رفضها. وقد أعلن النظام أن زيارة زوما تهدف إلى بحث سبل تطبيق خارطة الطريق الإفريقية. وتدعو الوساطة إلى إعلان وقف لإطلاق النار ومرحلة انتقالية تؤدي إلى انتخابات ديموقراطية. وقد دعا الاتحاد الحلف الأطلسي إلى وقف عمليات القصف التي يشنها على ليبيا. وكان في استقبال زوما بمطار طرابلس مسؤولون كبار ليس من بينهم القذافي الذي لم يشاهد في العلن منذ أن عرض التلفزيون الليبي لقطات له، 11 مايو، خلال اجتماع مع زعماء قبائل. وسار زوما على البساط الأحمر، بينما أخذت فرقة من الأطفال تغني بالإنجليزية على وقع الموسيقى «نحن نريد القذافي» وقد حملوا الأعلام وصور الزعيم. وهذه هي ثاني زيارة يقوم بها زوما إلى ليبيا منذ بداية الصراع لمحاولة التوصل نيابة عن الاتحاد الإفريقي إلى وقف لإطلاق النار. ولم تحقق زيارة زوما السابقة نجاحا يذكر حيث رفض القذافي التخلي عن السلطة وقالت المعارضة إن رحيل القذافي شرط مسبق لأي اتفاق هدنة. واتهم النظام الليبي، أمس، الحلف الأطلسي بقتل 11 مدنيا في ضربات شنها على مسافة 150 كلم من العاصمة طرابلس. وإذا ما تأكدت هذه الأنباء فسيكون هذا من أكبر الأخطاء التي ارتكبها التحالف الدولي منذ بدء تدخله العسكري بتفويض من الأممالمتحدة في 19 مارس، غير أن القيود التي تفرضها السلطات الليبية على وسائل الإعلام والصحافيين الأجانب تمنع من التثبت من الأمر بشكل مستقل. من جهته، أعلن الحلف تدمير 20 هدفا عسكريا في غارات شنها الأحد بينها بصورة خاصة سبع آليات عسكرية وقاذفة صواريخ في محيط مدينة مصراته المحاصرة. وأكد الأمين العام للحلف أندرس راسموسين أنه «خلال شهرين فقط، أحرزنا تقدما ملحوظا. لقد قلصنا بشكل كبير قدرة القذافي على قتل شعبه». وأضاف في كلمة ألقاها في بلغاريا أن «عهد القذافي أوشك أن ينتهي. عزلته تزداد داخل بلاده وخارجها. حان الوقت لتنحي القذافي». من جهة أخرى، شكا المسؤول المكلف بالشؤون النفطية والمالية في المجلس الوطني الانتقالي الليبي علي الترهوني أنه لم يعد يملك أي موارد، طالبا مساعدة المجتمع الدولي. وقال الترهوني للصحافيين في بنغازي معقل الثوار الليبيين: « لم يعد لدي أي موارد، نحن في وضع حرج، على أصدقائنا أن يتذكروا أننا نخوض حربا». ميدانيا، توقف تقدم الثوار الذين يعانون من نقص في الأسلحة والتجهيزات والتدريب عند البريقة على مسافة 250 كلم غرب بنغازي دون أن يتمكنوا من اختراق صفوف قوات القذافي