رفض الثوار الليبيون الاثنين المبادرة الأفريقية التي قادها عدد من رؤوساء دول القارة لإنهاء الصراع المسلح في البلاد بينهم وبين العقيد معمر القذافي، وقالوا إن المبادرة التي كانت تتضمن ما جرى وصفه ب"خريطة طريق" لحل الأزمة قد "تجاوزها الزمن." وقال مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، إن المبادرة لا تتضمن ما يلبي مطلبهم الرئيسي، وهو إنهاء حكم الزعيم الليبي المستمر منذ أكثر من أربعة عقود و"رحيل القذافي وأبنائه عن المشهد الليبي." وأضاف: "نحن نعلم أنه من الأساس مطالب شعبنا هي رحيل القذافي عن هذه البلاد، وبالتالي فإن أي مبادرة لا تتضمن هذا المطلب الجماهيري الشعبي الأساسي جديرة بصرف النظر عنها." ودعا عبدالجليل القذافي إلى الرحيل فورا إن أراد النجاة بنفسه، وشكر القوات الدولية وحلف شمال الأطلسي على دوره في حماية المدنيين في البلاد. وكان وفد الوساطة الإفريقي قد اجتمع بقيادات المعارضة الليبية في بنغازي، الاثنين، لمناقشة اتفاقية تهدف إلى وضع خريطة طريق لحل الصراع القائم في ليبيا، بعد موافقة الزعيم، معمر القذافي، عليها من حيث المبدأ، الأحد، وتتضمن وقفا فوريا للمواجهات المسلحة بين كافة الأطراف. وكان الرئيس الجنوب أفريقي، جاكوب زوما، الذي يقود الوفد الإفريقي للتوسط من أجل إيجاد حل للأزمة في ليبيا، قد أعلن، الأحد، أن العقيد قد قبل بشروط الاتفاقية. ولم يتطرق الاتفاق الذي أعلن فجر الاثنين، رمضان العمامرة، مفوض الأمن والسلام بالاتحاد الإفريقي، بجانب الناطق باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، إلى رحيل القذافي، بعد 42 عاماً في السلطة، وهو من أبرز مطالب الثوار. ويتضمن الاتفاق على أربعة بنود أساسية، وفق مذكرة التفاهم التي أعلن عنها العمامرة، وهي: 1. الوقف الفوري لكافة أعمال العنف 2. تعاون السلطات الليبية لتيسير نقل المساعدات الإنسانية 3. حماية الرعايا الأجانب في ليبيا 4. بدء محادثات تشارك فيها كافة الأطياف الليبية المختلفة، بما في ذلك المعارضة، بهدف إنشاء "فترة انتقالية شاملة" لاعتماد وتنفيذ "الإصلاحات السياسية الضرورية للقضاء على الأسباب التي أدت إلى الأزمة الراهنة." ويشير الاتفاق، الذي وقع عليه القذافي بحسب البيان الأحد، إلى أن القرار النهائي يجب أن يضع قيد الاعتبار ""إطلاق حوار سياسي شامل بين الأطراف في ليبيا بما يضمن للشعب الليبي تحقيق تطلعاته إلى الديمقراطية والإصلاح السياسي والعدالة والسلام والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية". ولم يحدد الاتفاق جدولاً زمنياً لبدء تنفيذ بنوده أو موعد سريان وقف إطلاق النار بين الجانبين، أو بدء الفترة الانتقالية السياسية. وقد أبدى العقيد الليبي دعمه لنشر "آلية مراقبة فعالة وذات مصداقية"، وفق البيان الذي جاء فيه: "القائد معمر القذافي أعرب عن ثقته الكاملة في الاتحاد الإفريقي وقدرته على تنفيذ عملية السلام بنجاح في بلاده". وكان الوفد الأفريقي قد اجتمع مع القذافي في معقله الرئيسي بوسط طرابلس، في منطقة باب العزيزية، الأحد. ويضم الوفد الأفريقي الموجود في طرابلس، إلى جانب زوما، قادة كل من موريتانيا ومالي والكونغو الديمقراطية وأوغندا، وقد جرى تشكيل الوفد من قبل الاتحاد الأفريقي الذي تتمتع معظم دوله بعلاقات قوية مع العقيد الليبي، وهو ما دفع أوساط الثوار إلى الدعوة لعدم الإفراط في التفاؤل حيال إمكانية تقبلهم للمبادرة. فإلى جانب المبادرة الأفريقية، تستضيف العاصمة القطرية الدوحة الأربعاء اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا، وقد سبق لفرنسا أن وعدت بمحاولة إقناع الاتحاد الأفريقي بإرسال مندوبين لحضور اللقاء. وفي اليوم التالي، الخميس، يستضيف مقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة اجتماع منظمات دولية وإقليمية معنية بمتابعة الوضع في ليبيا، وذلك بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وبالتشاور مع الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى.