عرض وفد الوساطة الأفريقية على الثوار الليبيين في معقلهم بنغازي (شرق) الاثنين خريطة الطريق التي أعدها لحل الأزمة في ليبيا ووافق عليها العقيد معمر القذافي، ولكن مهمته تبدو صعبة بعدما استبق هؤلاء مجيئه بإعلانهم أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يسبقه عودة الجيش إلى ثكناته. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار شمس الدين عبد المولى في بنغازي «يجب أن يسمح للناس بالذهاب إلى الشارع للتعبير عن رأيهم ويجب ان يعود الجنود إلى ثكناتهم». وأضاف «إذا شعر الناس بأنهم أحرار في الخروج وفي الذهاب للتظاهر في طرابلس، عندها أعتقد أن ليبيا ستتحرر بأسرها في وقت قصير جدا». وطالب المتحدث أيضا بالإفراج عن مئات الأشخاص الذين اعتبروا مفقودين منذ الثورة الشعبية ضد نظام القذافي لكنهم معتقلون لدى القوات التابعة له. ووصل وفد الوسطاء الأفارقة ظهر الاثنين إلى بنغازي معقل الثوار الليبيين غداة إجرائه محادثات في طرابلس مع القذافي في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. ويضم وفد الاتحاد الإفريقي رؤساء جنوب إفريقيا جاكوب زوما ومالي امادو توماني توري وموريتانيا محمد ولد عبد العزيز والكونغو دينيس ساسو نغيسو. وكان زوما أعلن مساء الأحد بعد المحادثات مع الزعيم الليبي أن «وفد (القذافي) وافق على خارطة الطريقة مثلما عرضناها» مضيفا «سيتم تفصيل الحل المقترح في بيان». وتابع أنه «في هذا البيان سيتم توجيه نداء إلى الحلف الأطلسي من أجل أن يوقف قصفه (في ليبيا) لإعطاء فرصة لوقف إطلاق نار». من جهته، أوضح مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي رمضان العمامرة في بيان تلاه أمام الصحافيين أن «خارطة الطريق» تلحظ خصوصا «الوقف الفوري للأعمال الحربية» وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان والبدء بحوار «بين الأطراف الليبيين» بهدف التوافق على مرحلة انتقالية. وسيجتمع أعضاء مجموعة الاتصال حول ليبيا التي شكلت في نهاية آذار-مارس في لندن، الأربعاء في قطر في محاولة لبلورة حل واقعي للأزمة بعد نحو شهرين من بدء الانتفاضة الشعبية في ليبيا.