أوقف الجيش المصري أمس خمسة «تكفيريين» ومشتبهاً في علاقته بالإرهاب في وسط سيناء، عبر مكامن عدة «غير مدبرة» على بعض الطرق، في وقت دفعت قوات الجيش والشرطة بتعزيزات في منطقة وسط سيناء، ضمن حملات مكثفة لتمشيطها وضبط العناصر المتطرفة المتورطة في قتل سائقي حافلات كانت تنقل مواد بناء وإضرام النيران فيها قبل أيام. وعادة ما استهدف متطرفون، يُرجح انتماؤهم إلى تنظيم «داعش»، مكامن ثابتة لقوات الجيش والشرطة بعبوات ناسفة وعمليات تفخيخ، فضلاً عن تفادي السير في الطرق التي تتمركز فيها تلك المكامن خلال تنقلات عناصره وإمدادته بالمؤن والأسلحة. وواجهت القوات ذلك التكتيك بتغيرات مستمرة في تمركزات المكامن وتزويد القوات بمعدات متقدمة للكشف عن المتفجرات، إضافة إلى تنظيم مكامن مفاجئة على طرق فرعية غير معهودٍ تمركزُ المكامن فيها لرصد العناصر التابعة للتنظيم وتوقيفها. وأشار المتحدث باسم الجيش العقيد تامر الرفاعي في بيان، إلى نصب قوات إنفاذ القانون في الجيش الثالث الميداني لعدد من المكامن «غير المدبرة» في وسط سيناء، ما أسفر عن ضبط مشتبه به في دعم العناصر التكفيرية، وحافلة فيها مخبأ يضم كمية كبيرة من المواد المستخدمة في تصنيع العبوات الناسفة، إضافة إلى ضبط خمسة أفراد آخرين أثناء قيامهم بمراقبة تحركات القوات. وفي إطار الجهود المبذولة لإحكام السيطرة على المعابر والمنافذ المؤدية إلى سيناء، تمكنت قوات التأمين، وفق الرفاعي، من ضبط خمس حافلات تحوي قطع غيار درجات نارية، وبعض المواد التي تُستخدم في تصنيع العبوات الناسفة، خلال توجهها إلى وسط سيناء. والدراجات البخارية محظور تداولها في شمال سيناء وبعض مناطق وسطها، بقرار من رئيس الوزراء شريف إسماعيل في شباط (فبراير) الماضي، لمدة عام، وذلك بسبب استخدامها في عمليات إرهابية، سواء لنقل العناصر المنفذة الهجمات أو الفرار بها عقب العملية، أو تفخيخها واستهداف مكامن أمنية. ونشر المتحدث باسم الجيش صوراً للمضبوطات أظهرت كميات ضخمة من المواد المتفجرة، ما اعتبر مؤشراً على نجاح القوات في إحباط عمليات إرهابية قبل تنفيذها. وشهدت منطقة وسط سيناء ليل الجمعة الماضية مقتل تسعة سائقين عقب استهداف حافلاتهم التي تقل الأسمنت وإضرام النيران فيها من عناصر التنظيم، ما عكس العجز عن تنفيذ عمليات واسعة ضد قوات الجيش والشرطة بعدما أحبطت غالبيتها خلال الشهر الماضي. إلى ذلك، أكد مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، انخفاض قدرات التجنيد والدعاية لدى تنظيم «داعش» الإرهابي، في ظل تراجع نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال المرصد في بيان، إن «خلافة التنظيم الافتراضية آخذة في التداعي والانهيار عقب خسائره الإقليمية في جميع الجبهات التي حارب عليها، وفقدانه السيطرة على معاقله في سورية والعراق، ما أفقد مراكزه الإعلامية القدرة على تحرير وإنتاج المواد الدعائية بنفس الوتيرة والجودة التي كانت تنتجها من قبل». من جهة أخرى، أرجأت محكمة جنايات القاهرة أمس إلى جلسة 23 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، إعادة محاكمة عدد من عناصر وقيادات جماعة «الإخوان المسلمين»، المصنفة إرهابية في مصر، يتقدمهم مرشدها العام محمد بديع، في قضية «أحداث شارع البحر الأعظم»، إلى حين سماع مرافعة الدفاع. وكانت محكمة النقض قبلت طعناً من المتهمين في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 على أحكام بالسجن المؤبد (25 عاماً)، وقررت إعادة محاكمتهم أمام دائرة أخرى. وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكاب جرائم «التجمهر والقتل العمد واستعراض القوة وفرض السطوة، ومقاومة السلطات بالسلاح، وإحراز أسلحة نارية وذخائر غير مرخصة وأسلحة بيضاء، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة للمواطنين»، في الشارع الرئيسي في مدينة الجيزةجنوبالقاهرة.