أعلن الجيش المصري مقتل 55 «مسلحاً» من جماعة «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، مع بدء المرحلة الثانية لعملية «حق الشهيد» العسكرية في سيناء، فيما أحال الادعاء على القضاء عدداً من عناصر الجماعة لمحاكمتهم بتهمة «الإرهاب». وكان الجيش أعلن قتل مئات المسلحين في سيناء خلال المرحلة الأولى من عملية «حق الشهيد» التي أطلقت في آب (أغسطس) الماضي، قبل أن تتوقف خلال الشهور الثلاثة الماضية. وظهر أن التنظيم الذي يتمركز في مدن رفح والعريش والشيخ زويد اعتمد نهجاً جديداً بتنفيذ عمليات نوعية بعدما فقد قدرته على المواجهة المباشرة. لكن الناطق باسم الجيش العميد محمد سمير أعلن أول من أمس استئناف مراحل «حق الشهيد» بهدف «تطهير سيناء من البؤر والجيوب التي يتمركز فيها المسلحون». وقال ل «الحياة» أهالٍ في سيناء إن معارك اندلعت خلال اليومين الماضيين بين قوات الجيش ومسلحين، وسُمع تبادل عنيف لإطلاق النار بين الجانبين. وأشاروا إلى أن قوات الجيش دهمت بنايات ومناطق كان مسلحون أعادوا التمركز فيها، وحاصرت القوات البرية تلك المناطق، وقصفت المروحيات القتالية بنايات، فيما طاردت قوات الجيش مسلحين حاولوا الفرار. وأشار بيان عسكري أمس إلى أن قوات من الجيشين الثاني والثالث الميدانيين مدعومة بالقوات الجوية وعناصر الشرطة «نفذت عمليات تمشيط ودهم لمناطق مكافحة النشاط الإرهابي في شمال سيناء ووسطها للقضاء على العناصر التكفيرية وضبط الخارجين على القانون». وأضاف أن العمليات التي جرت أول من أمس في محيط مدن العريش والشيخ زويد ورفح وبعض المناطق والدروب الجبلية «أسفرت عن القضاء على 29 من العناصر الإرهابية خلال تبادل لإطلاق النيران، والقبض على 4 آخرين من المشتبه بهم، وضبط بندقية آلية وأخرى خرطوش و6 أجولة من مادة نترات النشادر التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة، وتدمير سيارتين وثلاث دراجات نارية تستخدمها هذه العناصر واكتشاف وتدمير 550 كيلوغراماً من المواد المخدرة التي تم ضبطها خلال عمليات التمشيط». وكان الناطق باسم الجيش أعلن مساء أول من أمس استكمال مراحل عملية «حق الشهيد»، مشيراً إلى أن قوات الجيش واصلت السبت الماضي «دهم البؤر الإرهابية في العريش ورفح والشيخ زويد ووسط سيناء، ونجحت في قتل 26 من العناصر التكفيرية المسلحة والقبض على خمسة أفراد آخرين من المشتبه بهم وتدمير مخزنين للمواد المتفجرة، وتدمير سيارة ربع نقل وأربع دراجات تستخدمها العناصر التكفيرية في استهداف الكمائن والارتكازات الأمنية وتفكيك 18 عبوة ناسفة زرعت على الطرق، وتدمير مخزنين للمواد المتفجرة وضبط ثلاث بنادق آلية وبندقية قناصة ونظارة ميدان و7 أجولة من مادة TNT و63 طلقة أنواع مختلفة». وجُرح مجند شرطة ومدني أمس إثر انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور مدرعة في العريش في شمال سيناء. وأوضحت مصادر أمنية أن المدرعة تضررت من جراء الانفجار الذي أتلف سيارتين وحطم متاجر في محيطه. وأضافت أن قوات الأمن «أغلقت الطريق جزئياً ومشطت المنطقة تحسباً لوجود أي عبوات ناسفة أخرى ولضبط الجناة، كما تم نقل المصابين إلى المستشفى للعلاج». وأوضح ل «الحياة» مسؤول عسكري أن «تعليمات صدرت من القيادة السياسية بضرورة تطهير شمال سيناء من العناصر الإرهابية خلال الفترة القليلة المقبلة تمهيداً لإطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي حزمة من المشاريع الاقتصادية والتنموية»، مشيراً إلى أن «الهيئة الهندسية التابعة للمؤسسة العسكرية وضعت بالفعل اللبنة الأولى لتلك المشاريع، وبدأت في تنفيذ مشاريع طرق وبنى تحتية». ونفى إنهاء عملية «حق الشهيد» قبل ثلاثة شهور، موضحاً أن «العملية تقوم على مراحل عدة، إذ ركزت قوات الجيش خلال الفترة الماضية على جمع المعلومات الاستخباراتية بالتعاون مع بدو سيناء، لتحديد المناطق الجديدة التي أعادت التنظيمات المسلحة الانتشار في داخلها قبل دهمها، كما أن الأشهر الماضية شهدت إعادة انتشار لقوات الجيش بهدف تأمين الانتخابات التشريعية، ولم يكن من المناسب تنفيذ عمليات عسكرية بالتزامن مع الاقتراع». ولفت إلى أن السلطات لاحظت «جماعة ولاية سيناء أعادت انتشار عناصرها وجمعتهم خلال الفترة الأخيرة بعدما كانوا لاذوا بالفرار والاختباء ضمن التجمعات السكنية، في أعقاب المرحلة الأولى من عملية حق الشهيد». إلى ذلك، أعلن رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء كامل الوزير أن الهيئة ستعيد فتح جسر السلام الذي يقطع المجرى الملاحي لقناة السويس خلال أيام. وأوضح في بيان أنه «ستجري مراجعة كل إجراءات تأمين الكوبري (الجسر)، وتوفير الأجهزة الحديثة للكشف عن المتفجرات والمواد المخدرة، وزيادة أطقم الخدمات الأمنية في محيطه بالتنسيق مع رجال الجيش والشرطة وهيئة قناة السويس». وأشار إلى أنه «لم يتم بعد تحديد توقيت السير اليومي على الكوبري، إلا أنه سيشمل جميع أنواع السيارات، باستثناء النقل الثقيل الذي سيتم حظر عبوره». وأوضح أن «إعادة فتح الكوبري ستخدم الحركة الصناعية والزراعية والتجارية المتعلقة بتنمية محور إقليم القناة، وتخفف العبء عن المعديات التي تعمل في نطاق محافظة الإسماعيلية». وجسر السلام هو أول جسر معلق فوق قناة السويس، إذ يربط شبه جزيرة سيناء ببقية الأراضي المصرية ويستوعب عبور 50 ألف سيارة تقريباً يومياً، كما يشكل ثاني أكبر وسيلة لعبور القناة بعد نفق الشهيد أحمد حمدي، إذ يختصر بضع ساعات من الرحلة إلى القاهرة. وكانت السلطات المصرية أغلقت الجسر منذ أيلول (سبتمبر) 2013 لإحكام السيطرة على شبه جزيرة سيناء وتأمين المجري الملاحي للقناة.