سنداي (اليابان) - أ ف ب - حاول العمال الذين يخوضون معركة طويلة لمنع وقوع كارثة نووية في محطة فوكوشيما اليابانية أمس، سد ثغرة في حفرة تتسرب منها المياه الملوثة بالإشعاعات الى المحيط الهادئ مباشرة. واعترف مستشار رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان، غوشي هوسونو، بأن «وقف انبعاثات الإشعاعات من أربعة من المفاعلات الستة في محطة فوكوشيما دايشي، يحتاج الى شهور عدة». وأقر في مقابلة مع تلفزيون فوجي أمس، بأن هذا الحادث، الذي يُعَدّ الأخطر منذ كارثة تشيرنوبل النووية في 1986 «سيكون معركة طويلة». وقال إن الامر يحتاج الى «شهور على الارجح لوقف التسرب الإشعاعي». وأضاف: «التحدي الاكبر يتعلق بنحو عشرة آلاف من قضبان الوقود المستعمل، التي ستستغرق عملية إعادة معالجتها فترة طويلة جداً». ويسعى موظفو «تيبكو» الى إعادة التغذية بالتيار الكهربائي، لتشغيل دارات التبريد في المفاعلات الأربعة المتضررة. اما المفاعلان الخامس والسادس، فلم يتضررا من الكارثة، لكن التقدم بطيء، لأن كميات كبيرة من المياه تستخدم «لغسل» قضبان الوقود، أغرقت صالات العنفات والسراديب تحت الأرض، ما يمنع أيَّ تدخل بشري. وأكبر تحدٍّ تواجهه «تيبكو» هو إخلاء هذه الطبقات المشعة جداً، التي تسرب جزء منها عبر ثغرة قطرها 20 سنتيمتراً اكتشفت في حفرة مرتبطة بالمفاعل الثاني. وأوضحت الشركة ان محاولة اولى لسد هذه الثغرة فشلت السبت. وحاول العمال استخدام صمغ خاص أمس لسد هذه الفتحة الصغيرة. وكشفت تحاليل لعينات من مياه البحر أخذت في 30 آذار (مارس) على بعد 40 كيلومتراً جنوب المحطة، وجودَ نسبة من اليود 131 المشع تبلغ 79,4 بيكيريل لليتر، بينما يبلغ الحد المسموح به 40 بيكيريل. لكن وكالة الأمن النووي أكدت في الوقت ذاته، أن هذه المادة المشعة تذوب في مياه المحيط، وان هذا التلوث ليس خطيراً على الصحة. وستصل منصة فولاذية عائمة بطول 136 متراً وعرض 46 متراً في الأيام المقبلة، الى قبالة فوكوشيما دايشي، ويمكن لخزاناتها التي تصل قدرتها الاستيعابية الى عشرة آلاف طن، أن تُستخدَم لسحب المياه الملوثة من المحطة. وعمل ماعونان تابعان للبحرية الاميركية، على نقل مياه عذبة يتم الآن سكبها في احواض تستخدم لتبريد المفاعلات وأحواض الوقود المستعمل. وبحسب صحيفة «يوميوري شيمبون»، يتم سكب 550 طناً من المياه كل يوم في المفاعلات.