طوكيو، برلين، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلنت شركة «طوكيو للكهرباء» (تيبكو) التي تشغل محطة فوكوشيما النووية المتضررة من الزلزال الذي ضرب شمال شرقي اليابان في 11 آذار (مارس) الماضي، أنها ستصب في البحر 11500 طن من مياه تحتوي على نسبة ضئيلة من مواد مشعة تراكمت في أحواض مفاعلات المحطة. وأوقفت أعطال الزلزال مضخات تبريد الوقود النووي في المفاعلات، ما دفع مئات من العمال ورجال الإطفاء والجنود طيلة أيام إلى صب عشرات الآلاف من أطنان المياه على المفاعلات لمنع عملية انصهار قضبان الوقود وتفادي وقوع كارثة نووية اخطر من كارثة مفاعل تشرنوبيل في أوكرانيا عام 1986. وأدى ذلك إلى تجمع آلاف أطنان المياه المشعة في المباني والأنفاق تحت ارض المحطة، ما أخر الأشغال لإعادة ربطها بالتيار الكهربائي. وأوضحت «تيبكو» أن مياهاً تفوق نسبة الإشعاع فيها ألف ميليسيفرت في الساعة تراكمت في قاعات الآلات، خصوصاً في المفاعل رقم 2، ما يمنع أي نشاط بشري. وضخ عمال المحطة مادة «بوليمر» الممتصة للمياه في صدع بأحد أقبية المفاعل رقم 2 من اجل وقف تسرب المياه الملوثة بالإشعاعات إلى المحيط. لكن وكالة الأمان النووي والصناعي في اليابان اعلنت أنها لم تلاحظ تغيراً في تسرب المياه الملوثة بالإشعاع إلى المحيط بعد عملية الضخ. وأعلنت الشركة ضرورة نقل المياه ذات نسبة الإشعاع العالية إلى خزانات لمعالجة النفايات، «لكنها مليئة حالياً بعشرة آلاف طن من المياه القليلة الإشعاعات، ما يحتم إفراغها لتوفير مساحة. كما تراكم نحو 1500 طن من المياه الضعيفة الإشعاعات في المفاعلين 5 و6، ما يهدد بتعطيل التوربينات. وأكدت الشركة أن المياه القليلة الإشعاعات لن تؤثر على الصحة، إذ قد يتعرض شخص بالغ لإشعاعات بدرجة 0,6 ميليسيفرت خلال سنة في حال استهلك يومياً أعشاباً بحرية ومنتجات بحرية من هذه المنطقة، في حين يتعرض الفرد لإشعاعات بمقدار 2,4 ميليسيفرت سنوياً في بيئة طبيعية». إلى ذلك، تعهد مستشار رئيس الوزراء الياباني غوشي هوسونو بذل الحكومة كل الجهود الممكنة لاحتواء تسرب المواد الإشعاعية من محطة فوكوشيما خلال شهور قليلة. وقال إن «التلوث البيئي الناتج من تسرب مياه ملوثة بالأشعة بنسب عالية إلى المحيط أمر خطر جداً». وزاد: «أزمة المحطة النووية مستمرة، لكن الوضع يتجه نحو الاستقرار». على صعيد آخر، ارتفعت حصيلة الزلزال وأمواج المد «تسونامي» التي تلته إلى 12 ألفاً و157 قتيلاً، إضافة إلى 15496 مفقوداً. وسقط اكبر عدد من القتلى في مقاطعة مياغي وبلغ 7431 شخصاً، وتلتها مقاطعة إيواتي المجاورة 3540 شخصاً. وجرى التعرف على نحو 83 في المئة من الضحايا سلمت جثثهم إلى عائلاتهم. وفيما زادت كارثة اليابان المخاوف على مشاريع إنتاج الطاقة النووية في العالم، أعلنت مجموعة «بي دي إي دبليو» أن شركات ألمانية تخطط لبناء أو تحديث 51 محطة كهرباء كبيرة بحلول عام 2019 مع إغلاق محطات قديمة والاستعدادات لتسريع خطوات الاستغناء عن المحطات النووية. وأوضحت المجموعة التي تتخذ من برلين مقراً لها في عرض قدمته خلال معرض صناعي في هانوفر أن 51 مشروعاً مزمعاً ستنتج طاقة مقدراها 30250 ميغاوات. وفي الولاياتالمتحدة، كشف استطلاع للرأي أجراه مركز «غالوب» أن 58 في المئة من الأميركيين يرون أن مفاعلات الطاقة النووية آمنة في بلادهم.