طهران – وكالة «إرنا» – شدد روبرت أينهورن مستشار وزارة الخارجية الأميركية لشؤون منع الانتشار النووي ومراقبة التسلّح، على أن تغيير الحكم في طهران مسألة تخصّ الشعب الإيراني وحده. وأشار أينهورن الى أن الولاياتالمتحدة لا تركّز جهودها الآن على تغيير النظام في إيران، مضيفاً: «قد لا نكون معجبين بالنظام في طهران، ونحن لسنا كذلك، لكننا نعتقد أن هذا سيتغيّر حين يقرر الشعب الإيراني ضرورة تغييره، ومن خلال الشعب الإيراني». أينهورن الذين كان يتحدث خلال مؤتمر في شأن السياسة النووية، نظمه معهد «كارنيغي» الذي يتخذ واشنطن مقراً، لفت الى أن السياسة الأميركية تستهدف تغيير سلوك إيران في شأن نشاطاتها النووية، وسجلها في حقوق الإنسان، ومساندتها «تنظيمات إرهابية». في غضون ذلك، رفض حسين وحيد خراساني أبرز مرجع تقليد في إيران، الاستجابة لطلب أعضاء في جمعية مدرّسي الحوزة الدينية في مدينة قم، التراجع عن انتقاده اعتقال معارضين، واتهامه أجهزة الأمن ب «الفساد». وبعد تصريحه، حاولت السلطات إقناع طلابه بالتوقف عن حضور دروسه الدينية، لكنهم رفضوا. وبعثت السلطات رجال دين بارزين الى خراساني، بينهم محمد مؤمن وعباس كعبي، لمطالبته بالتراجع عن تصريحه، معتبرين انه يسيء الى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، ووقف انتقاده الحكومة. لكن خراساني ردّ مؤكداً انه «فكّر طويلاً وبعمق» في تصريحه، قبل إدلائه به، مضيفاً: «لن أتراجع عمّا قلته، والذي أؤمن به. المسألة لا تتعلّق ب(إيجاد) تيار سياسي، بل بإعلان الحقيقة والتعبير عن مطالب الشعب». وتساءل: «أيهما أكثر أهمية؟ المسؤولون أو الإسلام؟ أين هو مؤسس الجمهورية الإسلامية (الإمام الخميني)؟ والى متى سنبقى خامنئي وأنا على قيد الحياة؟ تحذيري يتّصل بما يقوم به مسؤولون. يجب الامتناع عن الإساءة الى الإسلام، لأننا جميعاً سنموت يوماً». وأكد انه «سيواصل التحدث مناهضاً الاعتقالات. المهم هو الإسلام، وليس خامنئي أو أنا». وقال: «لديّ مسائل أكثر أهمية سأتحدث عنها تدريجاً في المستقبل، حتى إذا أزعج ذلك بعض الأشخاص». وكان خراساني رفض لقاء خامنئي خلال زيارته قم الخريف الماضي، على غرار زملائه، وآثر مغادرة المدينة. وابنة خراساني متزوجة من رئيس القضاء صادق لاريجاني. على صعيد آخر، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضرورة «تحقيق مبدأ الجهاد الاقتصادي» الذي أعلنه خامنئي شعار السنة الإيرانيةالجديدة التي بدأت في 21 الشهر الجاري. وأشار في أول اجتماع حكومي خلال السنة الجديدة، الى «أهمية العمل الجاد لتحقيق هذا الشعار»، عارضاً اقتراحات يمكن الحكومة تنفيذها. الى ذلك، اعتبر خامنئي أن «السلطويين يحاولون في شتى الحيل، التمادي في ممارساتهم العدوانية في العالم». وقال خلال لقائه «عائلات الشهداء» وموظفي قطاع النفط في حقل بارس الجنوبي: «نظام الجمهورية الإسلامية يعتمد على قواعده الشعبية، ويسعى الى إرساء دعائم رفعة الإسلام».