مهتم رئيس موقع وإذاعة القسم العربي في التلفزيون الألماني أو «دويتشه فيله» راينر زوليش بزيارة المملكة... ويؤكد في حواره مع «الحياة»: «عندي اهتمام كبير بزيارة المملكة، ولا أعتقد أنني في حاجة لحدث ما حتى أسافر إلى هناك، فالسعودية تشغل اهتمامي منذ زمن من الناحية الاجتماعية ومن الناحية السياسية ولم أتمكن من زيارتها حتى الآن، للتعرف على البلد وعلى الناس فيها ويضيف: «أنا في انتظار أفضل فرصة للسفر إلى هناك، وعندها سأسافر فوراً» ...فإلى تفاصيل الحوار: { بون - خالد الباتلي ما رؤيتكم لحال الإعلام العربي حالياً؟ وكيف ترى العلاقة بين الأخبار المنشورة في الانترنت وأخبار الفضائيات المختلفة؟ - أعتقد أن وسائل الإعلام العربية أصبحت الآن أكثر انفتاحاً، وكذلك في ضوء التطورات الناجمة عن وجود الإنترنت والقنوات الفضائية، لم يعد بوسع أي نظام حاكم أن يتكتم على الأخبار لفترة طويلة، فالأخبار تشق طريقها بأسرع ما يمكن عن طريق الإنترنت، قبل أن تظهر على شريط الأخبار في القنوات التلفزيونية، والدور المهم الذي تقوم به المؤسسات ووسائل الإعلام الكبيرة، هو اختبار صدقية هذه الأخبار، لأنه ليس كل ما ينتشر في الإنترنت ولا حتى في الأخبار السريعة لوكالات الأنباء، يكون صحيحاً، ويحتاج إلى البحث من جديد للتأكد منه، والتعريف بالخلفيات وشرح مغزاها، وهذه هي الميزة الكبيرة للمؤسسات الإعلامية المذكورة، مقارنة بما يجري نشره في الإنترنت. هل ضمن مهماتكم تحسين أو عرض صورة ألمانيا في العالم؟ - مصطلح تحسين الصورة قد يساء فهمه، ولذا أعتبر أن من مهماتنا عرض صورة ألمانيا، كما هي هنا، وكما يراها الناس هنا... عندما أقرأ تصريحات لأحد السياسيين عن خشيته من أن يتضمن البرنامج العربي ل«دويتشه فيله» مواقف معادية لإسرائيل، على حد قوله، ألا يجعلكم ذلك واقعين تحت ضغوط، أكثر من أية جهة إعلامية أخرى؟ - لا أستبعد ذلك، ولكن ذلك لا يعني أننا نخضع للرقابة من جانب الحكومة، بل لأننا نعمل في اتجاهين، فنحن نعمل أولاً تبعاً لتكليف بأن نقوم بنقل صورة معينة لألمانيا، على أن نلتزم بالحيادية، ونسمح بالتعددية، وهذه التعددية تعني أيضاً إمكان نقد مواقف فلسطينية معينة، وكذلك نقد مواقف إسرائيلية، وهناك مجال لكليهما في برامجنا. كيف تحلل النتاج الإعلامي لتيار القاعدة في العالم؟ - من الملاحظ أن القاعدة، والجماعات التي تتبنى التوجهات نفسها، نشيطة في الإنترنت، الذي أصبح وسيلة مهمة بالنسبة إليهم، لكسب المزيد من الأتباع، ولتنظيم بعض العمليات الإرهابية، وأجد أن هذا التطور يدعو للقلق، ولكنه مرتبط بالحرية التي يوفرها الإنترنت، للجماعات المتطرفة أيضاً، سواء تعلق الأمر بالقاعدة، أو بالنازيين الجدد في ألمانيا، وهو للأسف واقع أصبحنا نواجهه. أنت كمراقب إعلامي، هل تشعر أن السياسة السعودية ترتكز على سياسة إعلامية واضحة؟ - هذا سؤال صعب، وجيد جداً في الوقت ذاته، إذا قارنا القنوات السعودية الحكومية، بقناة العربية، التي يمتلكها سعوديون أيضاً، فإننا سنجد فروقاً بينها، ونجد أن فيها الكثير من الاحترافية في معرفة أي مجموعة من المشاهدين، وبأي مضامين، وبأي وسائل يراد مخاطبتها، وإذا نظرنا إلى صحيفة «الحياة»، وغيرها من الصحف التي توزع في العالم العربي كله، ذات التمويل السعودي، لا نجد لها جميعاً خطاً سياسياً مشتركاً يجمعها، وهذا أفضل، بحيث يكون الاختلاف قائماً على الاحترافية الإعلامية، إذ يتم تحديد المجموعة المراد مخاطبتها، ومن ثم توفير المواد الإعلامية المناسبة لهم، إنني أرى أن حقل الإعلام يعكس التعددية الموجودة في داخل نظام حكم، ليس قائماً على ذلك في الأساس، فنرى هذه التعددية في طبقة الصفوة، وفي داخل الأسرة الحاكمة. في رأيك، هل يجب أن تكون هناك خطوط حمراء في الإعلام والصحافة؟ - لا توجد خطوط حمراء، إلا إذا تعلّق الأمر بأمور تتعارض مع المبادئ الأخلاقية.