سجلت وزارة الصحة خلال ال 24 ساعة الماضية حالتين جديدتين مصابة بفايروس «كورونا»، وحالة وفاة واحدة مسجلة سابقاً، فيما تماثلت حالة واحدة من الحالات التي تم تأكد إصابتها بالفايروس في السابق للشفاء، ليصل عدد الإصابات منذ شوال 1433ه إلى 531 حالة على مستوى السعودية، توفي منهم 169 حالة. وعن الوضع الصحي للحالتين بيّنت الوزارة في بيانها الصحافي أمس، أن الوضع الصحي لهما مستقر. وفي الإطار ذاته، أفصحت مصادر ل«الحياة» عن تفاجؤ وزير العمل المكلف المهندس عادل فقيه من عدم جاهزية مجمع الملك عبدالله الطبي في جدة للعمل واستقبال الحالات المصابة ب«كورونا». وأكّد المصدر أن مجمع الملك عبدالله الطبي غير جاهز وفقاً للمقاييس المطلوبة والمتوقعة، إذ تمت الاستعانة بشركة أرامكو السعودية، ووضع خطة متكاملة لتشغيل المستشفى وتم تقديمها للوزير، مؤكداً أن مستشفى شمال جدة سيباشر استقبال حالات «كورونا» نهاية شهر تموز (يوليو) 2014. وقال: «إنه تم تغيير الكثير من الأمور في قسم العناية المركزة، من ناحية الأجهزة والكوادر العاملة، إذ سيكون المستشفى جاهزاً من ناحية المكان والهندسة والأجهزة الطبية». ولفت إلى أن المستشفى المعروف ب«شمال جدة»، لم تتوافر فيها غرف عزل، إذ بدأت «أرامكو» في العمل على تهيئة حوالى 100 غرفة لتكون غرفاً ذات «ضغط سلبي»، خاصة بالعزل لضمان سلامة المريض وعدم انتقال أي فايروس آخر له، إضافة إلى ضمان عدم انتقال فايروس «كورونا» من المصاب إلى الطاقم الطبي، أو إلى المرضى الآخرين الموجودين في المستشفى. وزاد: «العمل في المجمع الطبي قائم على مدار ال24 ساعة، ليتم استقبال الحالات في أسرع وأقرب وقت ممكن، وسيكون نموذجاً طبياً ممتازاً، ويستقبل جميع الحالات التخصصية بعد الانتهاء من أزمة الفايروس». من جهة أخرى، أخلت وزارة الشؤون البلدية والقروية، والهيئة العامة للسياحة والآثار، مسؤوليتهما عن توفير المواد الصحية الوقائية و«توعية السياح والمواطنين حول كيفية الوقاية من فايروس «كورونا» في الأماكن السياحية، مٌحمّلتين وزارة الصحة المسؤولية، فيما استبعدت السياحة تأثر السياحة الداخلية بالفايروس، الذي تسبب حتى الآن في وفاة 168 وإصابة 529 شخصاً. وقالت مصادر في وزارة الشؤون البلدية والقروية في تصريح إلى «الحياة»: «إن مهمة أمانات المناطق تقتصر على إعداد المهرجانات الترويحية وليست التوعية بالأمراض المعدية، وإن تلك الأمور من اختصاص ومهمات وزارة الصحة». من جهته، أوضح المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان خلال حديثه إلى «الحياة» أن التوعية الصحية وتوفير المعدات الوقائية من الأمراض في أي مكان هي من شؤون وزارة الصحة وليس من اختصاص الهيئة. وأضاف: «التوعية والوقاية الصحية وتقديم أصول السلامة ليست من شؤون الهيئة بل من اختصاص وزارة الصحة والمؤسسات الصحية الحكومية أو الخاصة، إلا أن الهيئة العامة للسياحة والآثار والشركاء المنظمين للمهرجانات يرحبون بتخصيص ركن صحي توعوي في مهرجاناتها، ولربما تحوي بعض المهرجانات أركاناً للتوعية الصحية بالأمراض كافة، وتتبناها بعض المؤسسات الصحية ولكن ذلك ليس من اختصاص الهيئة. وزاد: «إن توفير الجوانب الوقائية في أماكن التجمعات السياحية، ربما يكون بتعميم رسمي صادر من الوزارة إلى مختلف القطاعات باتخاذ تدابير معينة، إلا أن الهيئة لم تتلق شيئاً حول ذلك، وأنها ستلتزم بالتدابير كافة إذا أُصدر هذا التعميم»، لافتاً إلى وجود تعاميم سابقة تُحدّثُ بين فترة وأخرى، تعتمد على أن تكون المكاتب ومقار العمل بها أدوات وقائية خاصة كالمعقمات. وأشار إلى أن المهرجانات ربما تتبنى ذلك باجتهادات شخصية، مستبعداً تأثير فايروس «كورونا» على السياحة الداخلية في موسم الصيف المقبل، وأن الحياة مستمرة بمجالاتها كافة. بدوره، يرى رئيس لجنة الشؤون الصحية والبيئية الدكتور محسن الحازمي خلال حديثه إلى «الحياة» أن فايروس «كورونا» ليس مشكلة مجتمعية، وإنما حال عرضية والوقاية منه ليس من اختصاص جهة معينة، وإنما اجتهادات شخصية. وأضاف: «يمكن استخدام المطهرات في المهرجانات السياحية التي يكثر فيها الزحام، مع أخذ الحيطة والحذر والتأكيد على النظافة العامة»، مشدداً على أن الوقاية من «كورونا» ليست مسؤولية جهة معينة، وإنما اجتهادات من الأفراد أنفسهم، وذلك باتخاذ إجراءات الحفاظ على الصحة العامة، وعدم مخالطة المصابين». وأكد أن بعض المستشفيات لم تتبع الإرشادات الطبية والبروتوكولات العامة للوقاية من المرض، واصفاً ذلك ب «الإهمال»، ما أدى إلى تفشّي الفايروس فيها، مستبعداً تأثر المواسم السنوية مثل الحج والسياحة الصيفية وشهر رمضان المبارك بفايروس «كورونا». من جهة أخرى، أكد وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه خلال الاجتماع الأول لمجلس إدارة مؤسسة الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في دورته الرابعة (الخميس) الماضي، ضرورة تضافر الجهات الصحية كافة لمكافحة فايروس «كورونا». وناقش خلال الاجتماع أهم المواضيع المدرجة على جدول أعمال المجلس والمتعلقة بالخدمات الصحية التخصصية في المؤسسة وتم اتخاذ القرارات اللازمة في شأنها. من جهته، أفاد العضو والأمين العام للمجلس والمشرف العام التنفيذي الدكتور قاسم القصبي خلال الاجتماع، بأن المجتمعين ناقشوا وضع مستشفى الأطفال الجديد في المستشفى التخصصي بالرياض، كما تمت مناقشة دعم الموازنة الخاصة بالمشاريع المستقبلية في تخصصي جدة، إذ تمت الموافقة على مخاطبة مجلس الخدمات الصحية في شأن الصعوبات التشغيلية التي تواجه قسم الطوارئ، إضافة إلى الصعوبات التي تواجهها المؤسسة في سعودة وظائف التمريض، كما اتخذ المجلس عدداً من القرارات الأخرى الخاصة بعدد من المواضيع المدرجة على جدول أعماله.