أبلغت مصادر مطلعة «الحياة» امتناع موظفين في مستشفيات جدة عن العمل، خشية الإصابة بفايروس «كورونا»، فيما حاول بعض الموظفين الخروج من هذا المأزق باستحداث أساليب ل«الغياب» عن العمل لحين انتهاء هذه الأزمة. وسجلت «الحياة» خلال اليومين الماضيين سحب حالات مرضية عدة من ذوي المرضى وإخراجهم من بعض المستشفيات خوفاً من الإصابة بفايروس «كورونا». وكشف وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة أن الوزارة تعمل على تقديم العناية المتعارف عليها لمكافحة المرض، وأنها في تواصل مستمر وتنسيق تام مع منظمة الصحة العالمية والهيئات العلمية الوطنية والعالمية لكل مستجد، موضحاً أن اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية ستعقد اليوم، اجتماعاً لبحث مستجدات الوضع للفايروس محلياً ودولياً. وأوضح الدكتور الربيعة في بيان صحافي أمس، أن حالات الإصابة بفايروس «كورونا» التي ظهرت بمحافظة جدة، لا تختلف عن بقية مناطق السعودية، إذ إن الوضع بالنسبة للفايروس لا يزال مطمئناً، إذ لاحظت الوزارة زيادة محدودة بعدد حالات فايروس «كورونا» خلال الأسابيع الماضية، مع ظهور 11 حالة بمحافظة جدة، إلا أن عدد الحالات في شكل عام لا يزال منخفضاً، ولا يمثل وباءً بحسب معايير منظمة الصحة العالمية واللجان العلمية. وبيّن أن الوزارة ستوضح للجميع أي معلومة مهمة بهذا الخصوص، إذ يتم على مدار الساعة تزويد موقعها الإلكتروني بجميع مستجدات الوضع للفايروس، وأعداد حالات الإصابة، مشدداً على ضرورة اتباع التعليمات الصادرة من الوزارة، وأخذ سبل الوقاية بالابتعاد عن الحالات المشتبه بها، أو لبس الكمامة، وغسل اليدين عند مخالطة حالات التهاب الجهاز التنفسي، مع ضرورة الالتزام بالإرشادات والنصائح التوعوية التي تصدرها الوزارة بهذا الخصوص. وقال: «إن فايروس «كورونا» لا يزال غامضاً في العالم أجمع، ولا توجد معلومات مؤكدة عن طرق انتقاله، كما لا يوجد لقاح أو علاج خاص به». ودعا المواطنين والمقيمين إلى عدم الانسياق وراء الإشاعات أو المعلومات غير الموثوقة في وسائل التواصل الاجتماعي، مطالباً وسائل الإعلام المختلفة بأخذ المعلومة من المصادر الرسمية المعتمدة ممثلة في وكالة الوزارة للصحة العامة، أو موقع الوزارة، أو المتحدث الرسمي للوزارة. ودفع «المرض» الكثير من الناس إلى سحب حالات مرضية عدة من ذوي المرضى من مستشفيات محافظة جدة، إثر حوادث الإصابة والوفاة التي تعرض لها نحو 11 شخصاً بفايروس «كورونا» التي اجتاحت المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين، في خطوة احترازية للوقاية من انتقال العدوى إليهم. وتجولت «الحياة» في عدد من مستشفيات المحافظة، وشاهدت أعداداً من ذوي المرضى يسعون في معاملة إخراج ذويهم من المستشفيات، من دون النظر إلى حالتهم الحرجة التي تحتاج إلى رعاية طبية مثلى، إذ بدا جلياً خوفهم وحذرهم الشديد من انتقال العدوى، مؤكدين أنهم جاءوا إلى المستشفى لطلب العلاج وليس للإصابة بفايروس «كورونا». وأوضح خالد الشريف (أحد المراجعين) أن والده يرقد في قسم التنويم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وجاء لإخراجه من المستشفى بعد رواج خبر أن فايروس «كورونا» انتشر في المستشفى، مضيفاً: «لن أغامر بإبقاء والدي في المستشفى، وسأنقله إلى مستشفى خارج جدة إذا اضطررنا إلى ذلك، ومن المفترض من وزارة الصحة تكثيف جهودها، وأن يكون هناك شفافية ووضوح مع المواطنين ووسائل الإعلام بشأن انتشار الفايروس». من جهته، أشار ناصر النامي (مراجع) إلى أن ابنه مصاب بفقر دم حاد، ويرقد في قسم التنويم بمستشفى الملك فهد، إلا أنه حرص على إخراجه من المستشفى، للوقاية من الإصابة بهذا الفايروس، مع تأكيده أن الإصابة بالفايروس هذا قضاء وقدر، بيد أنه لا يريد أن يلقي بيده وابنه إلى التهلكة، كونه الابن الوحيد له، فيما منع المواطن أحمد المنيعي أسرته من الذهاب إلى المستشفيات، رغم حاجتهم الملحة إلى الذهاب لتلقي العلاج، مشيراً إلى أن زوجته على وشك الولادة، وبحاجة ملحة إلى المستشفى، إلا أن خوفه من إصابتها بفايروس «كورونا» هو ما دفعه لمنعها من الذهاب، فما تتم ملاحظته من رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعوا إلى الذعر، ويجب على وزارة الصحة أن تصدر بيانات رسمية لطمأنة المواطنين حيال الفايروس. وتضاربت الأنباء أمس، حول عدد الإصابات بفايروس «كورونا» في محافظة جدة، إذ أكد مسؤول في وزارة الصحة رصد 10 حالات إصابة مؤكدة بالفايروس، فيما أشارت الشؤون الصحية بمحافظة جدة إلى تسجيل نحو 11 إصابة بالمرض، في حين أكدت مصادر طبية ل «الحياة» وجود أكثر من 15 حالة تتلقى العلاج في مستشفيات مختلفة.