أطلقت السلطات المصرية أمس محمد الظواهري، شقيق الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري بعد قضائه عشر سنوات في السجن بتهمة «التآمر على الحكومة». وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن وزارة الداخلية أطلقت أمس 59 معتقلاً سياسياً أبرزهم الظواهرى بعد موافقة وزير الداخلية منصور عيسوي، وتنفيذاً لقرار المجلس العسكري (الحاكم). وأثارت الإجراءات الأخيرة لإطلاق الإسلاميين، وفي مقدمهم القياديان في تنظيم «الجهاد» عبود وطارق الزمر، وأخيراً الظواهري تساؤلات في شأن الدور المستقبلي للإسلاميين وما إن كانت لديهم القدرة على الانخراط في المجتمع. وكان خال الظواهري، القيادي في حزب «العمل»، محفوظ عزام قال ل «الحياة» إن شقيق الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أُطلق أمس من سجن العقرب الشديد الحراسة في ضاحية طرة (جنوبالقاهرة) وكان اعتقل في 1999 وظل سجيناً على رغم صدور 4 أحكام قضائية من محكمة أمن الدولة ببطلان قرارات الاعتقال. وأضاف: «تقدمت هيئة الدفاع بتظلم في الفترة الأخيرة أمام محكمة أمن الدولة أيضاً، التي أمرت أول من أمس بإطلاق سراح الظواهري، وهو الحكم الذي تم تنفيذه أمس. وقال نزار غراب رئيس هيئة الدفاع عن الظواهري «إن حكماً غيابياً صدر في حق موكله في مصر العام 1998 بتهمة الاتفاق الجنائي على قلب نظام الحكم قبل أن تتسلمه القاهرة من السلطات الإماراتية السنة التالية وظل في السجن منذ ذلك الحين». ورأى الخبير في الحركات الإسلامية في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» ضياء رشوان أن إطلاق الإسلاميين في الفترة الأخيرة يأتي ضمن محاولات المجلس العسكري الإثبات أنه يحافظ على الحريات العامة، وهي ليست موجهة للإسلاميين فقط؛ إذ تم إطلاق أعداد كبيرة من المعتقلين السياسيين في الفترة الأخيرة. ورجح رشوان ألا يعود المفرج عنهم إلى العنف مجدداً، وإن كانت أيديولوجياتهم المتشددة ستظل. وأوضح أن «الإسلاميين يعتقدون أنهم في ظل مناخ الحريات الحاصل الآن يستطيعون تصدر المشهد، وتنفيذ برامجهم عبر صناديق الاقتراع، وليس عبر عمليات العنف». ورأى أن مناخ الحريات الذي تعيشه مصر سيؤدي خلال الفترة المقبلة إلى انشقاقات داخلية. وقال «لدى الجهاديين الفرصة الآن للانخراط في المجتمع وتشكيل أحزاب وحرية الحركة، ما سيؤدي إلى انقسامات ما بينهم على عكس الفترات السابقة التي كانوا يتحركون فيها في قوالب جامدة». ورحبت أمس الجماعة الإسلامية في مصر بالإفراج عن الظواهري، واعتبر منظر الجماعة ناجح إبراهيم أنه يأتي لتصحيح الآثار التي تركها النظام السابق، خصوصاً أن الأحكام التي صدرت في حقهم كانت في محاكمات استثنائية تفتقد حقوق التقاضي. وطالب أن تستتبع الإجراءات التي تتخذها السلطة لإطلاق السجناء في الداخل إجراءات أخرى لاستعادة الأمير الروحي للجماعات الإسلامية عمر عبدالرحمن المسجون في أحد السجون في أميركا. وقال إبراهيم: «لدى الحكومة مهمات جسام الآن، ونعتقد أنها ستتحرك على المستوى الدولي لإطلاق عبدالرحمن عندما تفرغ من ملفاتها الداخلية». وأشار إلى أن الإدارة الأميركية ستوافق على إطلاق سراح عبد الرحمن إذا طلبت مصر منها ذلك. في غضون ذلك، برزت مطالب أخرى بالكشف عن مكان تواجد المصريين عبدالكريم محمد النادي وحسين شميط، اللذين تتهمهما السلطات في مصر بالاشتراك في محاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا العام 1995. وكشف والد عبدالكريم النادي ل «الحياة» أن نجله مفقود منذ إعلان السلطات المصرية اشتراكه في عملية الاغتيال، على رغم أن تقارير صحافية تحدثت بعدها عن تسليمه إلى السلطات المصرية. وطالب النادي المجلس العسكري بالكشف عن مصير نجله، سواء كان داخل أحد السجون المصرية أم في الخارج.