قضت محكمة عسكرية في مصر أمس بإحالة أوراق 14 متهماً بالإرهاب على مفتي الجمهورية لاستطلاع الرأي الشرعي في خصوص إعدامهم بعد إدانتهم بقتل 21 جندياً في الجيش في تموز (يوليو) عام 2014. وهاجم مسلحون متطرفون مكمن الفرافرة العسكري الذي يقع في المنطقة الغربية على بعد 100 كيلومتر من الواحات البحرية في شهر رمضان، وباغتوا قوة المكمن قبل الإفطار بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة عقبه اشتباك بين الجنود والإرهابيين. والمحالون على المفتي بينهم 12 فاراً وموقوفان، ومن بين الفارين الضابط السابق في الجيش المصري هشام العشماوي الذي انخرط في تنظيم «القاعدة»، ولعب دوراً ميدانياً بارزاً في تنظيم «أنصار بيت المقدس» شمال سيناء، وأنشق عنه بعد مبايعة قيادته تنظيم «داعش» الإرهابي نهاية عام 2014. وتشير معلومات أمنية إلى أن عشماوي يقود مجموعة من المسلحين التابعين ل «القاعدة» في مدينة درنة شرق ليبيا، وأنه مسؤول عن الهجوم الذي استهدف مسيحيين مصريين في المنيا قبل شهور، وردت عليه القاهرة بقصف معسكرات للمتطرفين في درنة. وحددت محكمة غرب القاهرة العسكرية النطق بالحكم في تلك القضية في 11 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بعد ورود رأي المفتي في إعدام المتهمين، علماً أن رأي المفتي غير ملزم للمحكمة. في غضون ذلك، قالت مصادر طبية وشهود إن أهالي عثروا على رأس من دون جسد لرجل يبدو أنه في العقد الخامس من العمر، ملقى في قرية الحسينات التابعة لمركز ومدينة الشيخ زويد. وأفيد بأن سكاناً حددوا هويته، وتم نقل الرأس إلى مبرد مستشفى العريش العام تحت تصرف جهات التحقيق. وكانت ظاهرة العثور على رؤوس مقطوعة توارت في سيناء منذ شهور بعد أن تواتر العثور على رؤوس لسكان ذبحهم مسلحو «داعش» لاتهام الضحايا في الغالب بالتعاون مع أجهزة الأمن في الإبلاغ عن تحركات المتطرفين. وقالت مصادر أمنية وشهود إن أحياء مدينة العريش، خصوصاً العشوائية منها، شهدت حملات أمنية مكثفة خلال الأيام الثلاثة الماضية بالتزامن مع انقطاع شبكات الاتصالات لفترات طويلة امتدت لأكثر من 15 ساعة يومياً. وفرضت أجهزة الأمن في تلك الحملات التي قادها مساعدا وزير الداخلية للأمن العام وقطاع الأمن المركزي، طوقاً أمنياً حول هذه الأحياء، ومنها «السمران» و «الصفا» ومنطقة غرب العريش، بحثاً عن أشخاص مطلوبين أو لهم علاقة بالهجمات المسلحة التي شهدتها مدن شمال سيناء، وأبرزها استهداف رتل أمني متحرك على الطريق الدولي العريش- القنطرة بسيارة مفخخة وعناصر مسلحة، ما أسفر عن سقوط عدد من الجنود والمسعفين. وأوقفت تلك الحملات نحو 120 شخصاً أثناء تفتيش بنايات أحياء غرب العريش واصطحبتهم إلى أحد المقار الأمنية لفحصهم والتحقيق معهم لبيان مدى علاقتهم بالهجمات الأخيرة. وفرضت أجهزة الأمن أمس طوقاً محكماً حول منطقة كرم أبو نجيلة، وهي إحدى أحياء مدينة العريش الواقعة على الطريق الدولي الساحلي المار داخل المدينة شاركت فيه أعداد كبيرة من القوات والآليات الأمنية التي أغلقت كل الطرق الفرعية المؤدية إلى الحي، وقامت بتفتيش البنايات للتأكد من هوية قاطنيها، واعتقلت عدداً من المطلوبين والمشتبه بهم.