في وقت أعلنت جماعة «الدولة الإسلامية» في مصر مسؤوليتها عن الهجوم الذي أودى بحياة 22 عسكرياً من حرس الحدود في منطقة الفرافرة جنوب غرب البلاد، أكد الجيش أن «مجموعة إرهابية» تتكون من 20 شخصاً نفذت الهجوم. وأشار إلى أن المهاجمين استقلوا 4 سيارات رباعية الدفع حملت إحداها «براميل فيها مواد شديدة الانفجار». وكان مسلحون هاجموا نقطة عسكرية قرب واحة الفرافرة في منطقة نائية في الصحراء المؤدية إلى الحدود مع ليبيا غرباً والسودان جنوباً. وتعرضت الوحدة نفسها في مطلع الشهر الماضي إلى هجوم راح ضحيته ضابط و5 جنود، لكن الجيش لمح وقتها إلى ضلوع مهربين في الهجوم. غير أن الجيش والرئاسة وصفا الهجوم الثاني على الوحدة بأنه «إرهابي». وعُلم أن سيارة رباعية الدفع تابعة للجيش سرقها المسلحون في الهجوم الأول استخدمت في الهجوم الثاني، ووجدت فيها أعلام لتنظيم «القاعدة». وقال الناطق العسكري في بيان إن «المهاجمين تسلحوا بأسلحة متطورة، منها بنادق قناصة ورشاشات كلاشنيكوف وبنادق آلية وقذائف آر بي جي وقنابل يدوية». وعرض صوراً لبعض المضبوطات التي وجدتها أجهزة البحث في موقع الهجوم، ضمت بنادق ومسدسات وذخيرة. وأوضح أن «الجنود قاموا بالتعامل الفوري مع تلك العناصر عند اقترابها من النقطة العسكرية من جهات عدة ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من المهاجمين وحال دون اقتحامهم النقطة، وبعد أن فشلوا في اقتحامها مع استمرار الهجوم، أطلقوا بضع قذائف آر بي جي أصابت إحداها اسطوانة غاز، ما أدى إلى انفجارها واشتعال النيران في مخزن الذخيرة والنقطة، الأمر الذى أسفر عن استشهاد العدد الأكبر من قوة النقطة مع استمرار تمسك بقية الجنود بمواقعهم لمنع اقتحامها». وأضاف: «بوصول عناصر الدعم إلى النقطة والتعامل مع الإرهابيين لاذوا بالفرار في المناطق الجبلية بواسطة سيارتين تاركين بعض الأسلحة والمعدات والأجهزة وسيارتين وجثمان أحد الإرهابيين، وجار استكمال التحقيقات وفحص المضبوطات التي تمكننا من تحديد العناصر الإرهابية المتورطة في ارتكاب هذا الحادث الإجرامي لتقديمهم للعدالة». ونشر حساب على موقع «تويتر» لجماعة «أنصار بيت المقدس» التي تنشط في شبه جزيرة سيناء ونفذت عمليات مسلحة عدة ضد الجيش والشرطة، بياناً يتبنى العملية. وكانت أعلنت قبل أيام إلغاء مسمّى «أنصار بيت المقدس»، ومبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسورية. وقالت الجماعة في بيان حمل شعار «القاعدة» وعليه اسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام ومصر»: «مكننا الله من اقتحام وكر لكمين قوات حرس الحدود المصرية في الفرافرة... كان بمثابة حائط صد على المجاهدين»، معتبرة أن الهجوم «ثأر من الأعمال الإجرامية التي يرتكبها الأمن ضد المجاهدين في السجون». وأوضح أن الهجوم نُفذ من خلال مجموعتين الأولى «اقتحمته بقذائف آر بي جي، وتم تفجير مخزن الأسلحة وتفجير الكمين على رؤوس الجنود، ثم اقتحمته المجموعة الثانية بأسلحة غرينوف وكلاشنيكوف حتى تم القضاء على الكتيبة بأكملها». من جهة أخرى، قتل مسلحون حارساً مدنياً لبناية جامعية في مدينة العريش في شبه جزيرة سيناء. وقال مصدر أمني إن مسلحين ظنوا أن الحارس وزميله يتبعان الشرطة فأمطروهما بالرصاص لدى عودتهما إلى منزلهما، ما أسفر عن مقتل أحدهما وجرح الثاني. وفي هجوم آخر، قتل مسلحون اثنين من مشايخ القبائل في سيناء رمياً بالرصاص أمام منزليهما. واعتادت الجماعات المتشددة على قتل شيوخ القبائل المتعاونة مع قوات الأمن، والتي تمارس دوراً في التصدي للنشاطات المسلحة في سيناء.