في تطور يعكس تصعيداً أمنياً كبيراً في شبه جزيرة سيناء، قُتل 26 جندياً في الجيش المصري وجُرح أكثر من 25 آخرين إصابة بعضهم خطرة جراء هجوم استهدف نقطة عسكرية للجيش في منطقة «القواديس» في «الخروبة» شرق مدينة العريشوجنوب الشيخ زويد، مساء أمس. وأفيد أن الهجوم المشتبه بالتورط فيه جماعة «أنصار بيت المقدس» أو إحدى الجماعات الأخرى التي تحمل أفكاراً متشددة، نُفذ بقذائف «هاون» و «آر بي جي» وأسلحة آلية، فيما أشارت روايات إلى أنه بدأ بتفجير انتحاري عبر سيارة مُفخخة، قبل مهاجمة المكمن بالقذائف والأسلحة الآلية. وتبع الاعتداء ببضع ساعات هجوم بأسلحة آلية على نقطة أمنية للجيش في مدينة العريش، فيما قتل مسلحون شرطياً بطلقات نارية في مدينة أبو كبير في محافظة العريش في الدلتا. ورأس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مساء أمس اجتماعاً عاجلاً لمجلس الدفاع الوطني «لمتابعة التطورات في سيناء عقب الحادث الإرهابي». وقال مصدر مسؤول ل «الحياة» إن الاجتماع «سيُقرر، على الأرجح، توسيع العمليات العسكرية في شبه جزيرة سيناء» التي أغلقتها قوات الجيش بعد الهجوم الأكبر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 تموز (يوليو) من العام 2013. ودفعت وزارة الصحة بأطقم طبية إلى مستشفيات شمال سيناء. وأضاف المصدر أن الرئيس السيسي وكبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين يُفترض أن يكونوا ناقشوا «الخطط الأمنية والتأمينية للقوات من جهة والعمل على إحداث تغيير في التعامل على الأرض من جانب القوات مع الجماعات الإرهابية المسلحة». ورجح «إجراء تغييرات في الخطط الاستراتيجية والتكتيكية مع تكثيف أعداد القوات والعمليات. ليس من المستبعد الآن تنفيذ فكرة عزل المدنيين عن مواقع العمليات لإمكان تنفيذ عمليات مكثفة نوعية ضد معاقل الإرهابيين». وأشار المصدر إلى رصد أجهزة أمنية «قدوم إرهابيين إلى شمال سيناء خلال الفترة الأخيرة من سورية والعراق بهدف الانضمام إلى أعضاء تنظيم بيت المقدس». وقال سكان محليون إن طائرات حربية وأخرى مروحية من طراز «أباتشي» حلقت في سماء مدينتي الشيخ زويد والعريش لرصد المسلحين الذين نفذوا الهجوم. ودان مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام «التفجير الإرهابي الغادر»، وقال في بيان: «التفجيرات الغادرة الذي استهدفت أمن الوطن وسلامته في العريش لن تنال من عزيمة المصريين في التصدي للإرهاب الأسود»، مؤكداً «أن منفذي تلك الأعمال الإرهابية مفسدون في الأرض، ومستحقون لخزي الله في الدنيا والآخرة، والإسلام بريء من هؤلاء الإرهابيين»، مطالباً قوات الجيش والأمن بالضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاعتداء على أمن الوطن والمواطنين، داعياً المصريين جميعاً إلى التصدي للإرهاب ونبذه. وتقع منطقة الخروبة التي وقع فيها الهجوم الجديد ضد الجيش، شمال شرقي العريش في الطريق بين هذه المدينة ورفح على الحدود مع قطاع غزة. والحاجز يقع في منطقة مزارع خارج العريش غير مكتظة بالسكان، بحسب ما قال سكان لوكالة «فرانس برس». ويُعتبر الهجوم الجديد في سيناء، بحسب «فرانس برس»، الأسوأ ضد قوات الأمن منذ مقتل 25 شرطياً في شبه الجزيرة في آب (أغسطس) 2013 بعد نحو شهر من إطاحة الجيش حكم الرئيس مرسي في تموز (يوليو) 2013. كما قتل 22 جندياً في الجيش في هجوم ضد نقطة لحرس الحدود قرب الفرافرة في صحراء مصر الغربية، جنوب غربي القاهرة في 19 تموز (يوليو) الماضي. وفي آب (أغسطس) 2012، قتل 16 جندياً من قوات حرس الحدود في هجوم ضد نقطة أمنية في رفح. وسبق واستخدمت سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في هجمات ضد الأمن في مصر أبرزها الهجوم الدامي ضد مديرية أمن المنصورة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي الذي أسفر عن مقتل 14 شرطياً. وبعد ذلك بشهر واحد وقع هجوم ضد مديرية أمن القاهرة أوقع نحو ستة قتلى، فضلاً عن محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم في أيلول (سبتمبر) 2013. وازدادت هجمات المتشددين ضد قوات الأمن في سيناء أخيراً بشكل ملحوظ. وهجوم أمس هو الثالث في هذه المنطقة المضطربة خلال أسبوع. والأحد الماضي، قتل سبعة جنود وأصيب أربعة آخرون في هجوم بقنبلة استهدف مدرعة للجيش في مدينة العريش، كما قتل اثنان من الشرطة قبل ذلك بيومين. مقتل 29 جندياً في هجومين منفصلين في سيناء وحدادٌ عام في مصر