أعلنت وزارة الداخلية المصرية أن قساً قبطياً قُتل بعد إطلاق النار عليه في مدينة العريش في شمال سيناء وقُتل شرطيان بهجومين منفصلين وجُرح آخرون أمس، فيما شهدت منطقة الفرافرة في غرب البلاد مقتل ضابطين في الجيش وأربعة جنود في اشتباكات مع مسلحين. وأوضحت وزارة الداخلية أن كاهن كنيسة مار جرجس في العريش، القس روفائيل موسى، كان متواجداً في المنطقة الصناعية في العريش لإصلاح سيارته الخاصة، «فقام أحد المجهولين بإطلاق أعيرة نارية تجاهه، ما أدى إلى مقتله». وتبنى تنظيم «ولاية سيناء»، الفرع المصري ل «داعش»، اغتيال القس موسى. وأوضح في بيان أنه اغتاله بسلاح خفيف قرب منزله في حي ضاحية السلام في العريش. وقال: «لهذه العملية ما بعدها». ودان بطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثاني مقتل القس موسى. وقالت الكنيسة في بيان إنه «كان في طريق عودته من صلاة القداس». وأضافت أن «الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسها البابا تواضروس تدين كل الأعمال الإرهابية التي تهدد سلامة الوطن وتستهدف تمزيق وحدته». ودان الأزهر مقتل القس. وقال في بيان إن «مثل هذه الأعمال الإرهابية الخسيسة تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة والأديان السماوية كافة والتقاليد والأعراف الإنسانية التي تجرم الإرهاب في كل أشكاله وصوره». وشددت قوات الأمن إجراءاتها حول ممتلكات الأقباط ودور عبادتهم ومنازلهم في شمال سيناء. وطوقت موقع الهجوم وشنت حملات دهم في محيطه. وهجرت غالبية الأقباط مدن شمال سيناء بعد حملة إرهاب استهدفتهم، قُتل فيها عدد من السكان الأقباط على الهوية، ووزع مسلحون بيانات في فترات سابقة تتوعد الأقباط بالقتل. وقالت وزارة الداخلية إن أمين شرطة قُتل وجرح ضابط و3 أمناء آخرون إثر انفجار عبوة ناسفة في دائرة قسم شرطة ثان العريش. وأفيد بأن العبوة انفجرت قرب مستشفى العريش، خلال سير رتل أمني. كما قُتل شرطي إثر استهداف آلية أمنية كان يستقلها في محيط مدينة رفح برصاص مسلحين، وفق مصادر طبية. وطوقت قوات الأمن المنطقة، بحثاً عن منفذي العملية. وفي غرب البلاد، قُتل ضابطان، أحدهما برتبة رائد والآخر برتبة ملازم أول و4 جنود في الجيش، وجُرح ثلاثة برصاص مسلحين في منطقة الفرافرة. وقال الجيش في بيان: «في إطار جهود تأمين الحدود ومكافحة أعمال التهريب وأثناء تحرك دوريات من قوات حرس الحدود في منطقة صحراوية على الحدود الغربية تعرضت لنيران مفاجئة من عناصر تهريب مسلحة، وتم تعامل القوات معها بالنيران ولاذت بالفرار غرباً، ونتج عن ذلك مقتل وإصابة عدد من المهربين واستشهاد ضابطين و4 جنود». وأوضح الجيش أنه يمشط المنطقة في ظل غطاء جوي. من جهة أخرى، وقعت أعمال عنف طائفي في قرية نائية في محافظة المنيا (جنوبالقاهرة) بسبب إشاعة عن اعتزام قبطي من سكان القرية تشييد كنيسة فيها. وغالباً ما تقع أعمال عنف تستهدف الأقباط بسبب بناء الكنائس في القرى. وتردد بين أبناء قرية كرم اللوفي التابعة لمركز سمالوط أن واحداً من سكانها الأقباط يعتزم بناء كنيسة، فتجمع عدد من سكانها وحرروا محضراً في قسم الشرطة، ولمّا سُئل القبطي عن الأمر لدى أجهزة الأمن نفاه، فأطلق سراحه. ولا توجد في تلك القرية أي منشآت كنسية. لكن عشرات من أهالي القرية تجمعوا أمام منزل قيد الإنشاء ملك الرجل وأحرقوه بعد أحداث عنف، وامتدت ألسنة اللهب إلى منازل 4 من جيرانه هم أشقاؤه وذووه. وحين حضرت الشرطة لمنع الإهالي من التعدي على المنازل، رشقوا سياراتها وجنودها بالحجارة، فحطموا سيارتي شرطة، وفق شهود. وألقت الشرطة القبض على نحو 20 من المشتبه بتورطهم في تلك الأحداث. وشهدت محافظة المنيا قبل أسابيع أحداثاً طائفية شغلت السلطات والرأي العام، حين اعتدى سكان في قرية الكرم على أقباط القرية وجردوا عجوزاً قبطية من ملابسها في الشارع، بعد إشاعة عن علاقة بين ابن العجوز وامرأة مسلمة في القرية.