نقل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمثقفين والمثقفات وتمنياته للمعرض بالتوفيق والنجاح، مشيراً إلى أنه يتشرف بأن ينقل إلى خادم الحرمين الشريفين تهاني المثقفين والمثقفات بالعودة الميمونةوثمن الرعاية الملكية للمعرض، معتبراً أنها تأتي امتداداً لرعاية خادم الحرمين «الكريمة للعلوم والثقافة والآداب ومنها أمره الكريم بدعم الأندية الأدبية بمبلغ عشرة ملايين ريال لكل نادٍ». وقال خوجة، في كلمته التي ألقاها في حفلة افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب مساء أمس في مركز معارض الرياض الدولي: «إن المعرض ولد كبيراً وأصبح علامة مميزة في الحياة الثقافية العربية، وعكس بذلك تطور الحياة الثقافية في المملكة»، لافتاً إلى أنه «في غاية الأمل والتفاؤل لمستقبل الثقافة في بلادنا، وأنا جد مستبشر بحالة القراءة بين أبنائنا وبناتنا من الشباب والشابات، ونمو الوعي بينهم فهم يقرؤون كما لم نقرأ، ويفكرون كما لم نفكر، ويتخذون من الوسائط الحديثة، ما يؤسس في أذهانهم وعياً جديداً، في صفحات افتراضية يقدمها لهم عالم الحداثة الجديدة في الاتصال والمعلومات، إنهم أكثر اتصالاً منا بالحياة بإيقاعها وتحولاتها ونقول لهم بارك الله فيهم». وقال وزير الثقافة والإعلام: «في سياق التذكير بذلك الأصل المتين في ثقافتنا أرحب باسم المثقفين والمثقفات في المملكة بضيف شرف هذا الموسم في معرض الرياض الدولي للكتاب جمهورية الهند، وهي فرصة عظيمة للاطلاع على إسهام الثقافة الهندية في تاريخها الثقافي العريق والتذكير بماضينا المشترك في صناعة الحضارة الإنسانية، فلقد عاشت الثقافة العربية والثقافة الهندية في مهاد جغرافي وثقافي مشترك واتصلت الثقافتان والشعبان العربي والهندي منذ أزمنة موغلة في القدم وكانت التجارة وطريق القوافل ميدانياً لذلك التثاقف ومجلى له، وعلى رائحة البخور الزكية كم تكونت حكايات مشتركة وقصص شكلت نظرة العربي والهندي للحياة وتناهت إلينا من الماضي الثقافي المشترك أصداء (كليلة ودمنة) و(ألف ليلة و ليلة) وإبداع علمائنا في الحكمة والرياضيات وقعقعة السيوف الهندية وحكايات البحارة في رحلة جغرافيا العربية وأغنيات الصيد في سواحل بلادنا». وفي ختام الحفلة كرم الوزير أربعة من الرواد الراحلين، وهم الأديب الدكتور غازي القصيبي والأديب الدكتور محمد عبده يماني والأديب عبدالله الجفري والأديب أحمد المبارك. كما شكر رواد الناشرين في المملكة، ممن كابدوا الصعاب والمشاق من أجل نشر الكتاب وهم: الدار السعودية للنشر ومكتبة المعارف ومكتبة الثقافة ودار اليمامة ودار المريخ ودار العلوم. من جانبه شدد وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر: أن معرض الرياض الدولي للكتاب لم يعد متجراً لبيع الكتاب وتسويقه واقتنائه، وإنما تجاوز ذلك ليكون حدثاً ثقافياً فريداً وعلامة حضارية لتطوير الكتاب وصناعته بل وصموده أمام وسائط الاتصالات الجديدة بكل تقنياتها المعاصرة ليظل الكتاب المطبوع والكتاب الإلكتروني يعيشان جنباً إلى جنب من دون أن يحدث صدام متوقع بينهما»، مبيناً أن المعرض «أثبت على رغم حداثة تكوينه قوة في حضوره الثقافي في عالم الثقافة العربية، وأنه بات محط أنظار المثقفين والمثقفات داخلياً وخارجياً، إضافة إلى كونه حدثاً اجتماعياً يهم الأسرة السعودية، وأن هذا اليوم «أمس» يعتبر عرساً للثقافة في المملكة وفي الوطن العربي». فيما أبدى السفير الهندي لدى المملكة تلميذ أحمد سعادته بالمشاركة في حفلة الافتتاح لمعرض الرياض، واصفاً إياه بأنه «أكبر الأحداث الأدبية والفعاليات الثقافية وأكثرها أهمية ليس في المملكة، وإنما على صعيد المنطقة الخليجية والعربية بصفة عامة، إذ يجمع مئات دور النشر من مختلف أنحاء العالم تحت سقف واحد ويوفر لها فرصة ثمينة لعرض كتب تلعب دوراً بارزاً في التأثير على الجاليات الناطقة باللغة العربية». وأكد تلميذ، في كلمته، أن هناك وعياً فكرياً في العالم العربي، إذ إن هذا العصر «يعتبر عصر النهضة الفكرية وطلوع فجر جديد ينظر للكتاب والمثقفين العرب بعيون متفحصة إلى تاريخهم ووضعهم السياسي والنظام الاقتصادي الاجتماعي السائد، ويناقشون كيف يمكن لمجتمعاتهم أن تلعب دوراً بناءً في العالم الحديث، وأن هذا التفحص وإمعان النظر يشمل كافة جوانب الحياة المعاصرة ويؤكد على أهمية التاريخ العربي وتقاليده كما يتطلب التوفيق ومسايرة التحديات الناشئة من التطورات الحديثة في التكنولوجيا». قضايا المثقفين وهمومهم إلى ذلك تطرق الدكتور مبارك الخالدي، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن المثقفين، إلى القضايا والمواضيع التي تشغل المشهد الأدبي في المملكة، ومن ضمن ما أكد عليه في كلمته، تشديده باسم المثقفين، «على أهمية التذكير بتوصيات المؤتمر الثالث للأدباء السعوديين التي لم تر النور إلى الوقت الراهن، ومنها دعوة الجهات ذات العلاقة إلى دعم تأسيس رابطة الأدباء، وإنشاء صندوق للأدباء وتمويله من المؤسسات الحكومية والأهلية، والعمل على تفريغ الأدباء والمثقفين والفنانين لإنتاج أعمالهم ووضع تنظيم بإشراف وزارة الثقافة والإعلام، وتفعيل جائزة الدولة التقديرية في الأدب، إذ صدرت الموافقة على إعادتها والعمل على إنشاء جوائز ثقافية وإبداعية، والتأكيد على كافة الجهات الحكومية بالعمل على تطبيق قرار مجلس الوزراء القاضي بالموافقة على تنظيم المشاركات ومنها المؤتمرات الثقافية في الداخل والخارج والسماح للموظفين بحضورها، والعمل على زيادة الإعانات الحكومية المخصصة للأندية الأدبية والجمعيات الفنية والتوسع في إنشائها، والاستمرار في طباعة الرسائل الجامعية التي تتناول الأدب السعودي». وقال الخالدي: «إن أهل الثقافة والسينمائيين السعوديين يعتبرون أنفسهم دون المشهد الثقافي السعودي، إذ إن الأندية الأدبية ترفض استقبالهم»، مضيفاً: «حتى المدن تتجاهل أبناءها السينمائيين وتجبرهم على الترحال إلى مدن عربية وعالمية». وتساءل: لماذا لا تعرض أفلام السينمائيين السعوديين في المهرجانات المحلية؟ وما سر توقف عدد من المهرجانات السينمائية في عدد من المدن كمهرجان الأفلام في جدة؟»، مضيفاً أن المسرحيين َ «يقولون إن غيابَ ما يُطلِقُون َ عليه اسم َ البنيةِ التحتية ِ المسرحية، وغياب الدراسةِ الأكاديمية ِ والتدريب ِ والورش ِ المسرحية ِ المستمرة، وضالة َ الدعم ِ المادي و المعنوي، كلُّها عواملٌ تجعلُ المسرح َ المحلي يُراوحُ في مكانه في الغالب، وإن كان يحدثَ على رُغمَّ بعض الإشراقاتِ والتجاربِ المسرحية ِ المميزة ِ التي غالباً ما يكون مآلُها إلى الانطفاء، وتوقُفِ أصحابها نتيجة َ الشعورِ بالإحباطِ واليأس، وإن أولَ خطوةٍ يوصي المسرَحيونَ بأخذِها في سبيل النهوض بالمسرح هي إحداثُ رجةِ انبعاث قويةٍ في الجمعية ِ العربية ِ السعودية ِ للثقافة ِ والفنون، كونها الحاضِن الرسمي ّ للمسرح و المسرحيين». وقرأت الشاعرة شقراء المدخلي قصيدة بعنوان «نون تاء»، جاء فيها: أرتب آفاقي فتعلوا المطالع/ وتقسم أن الأنس للناس جامع/ وأن مليك الخير قد عاد سالماً/ تباكه فوق السماء منابع/ تقول همى الإصباح من وجه قائد/ سمت باسمه بين النجوم مواقع/ مليك كأن الله أتاه أمره/ فكل قضا يقضيه لا شك واقع/ تلقفت الأرواح أنباء عوده/ فأذن بالشكران تالٍ وسامع/إلى نوره اشتاقت بلاد وجيرة/وحنت إلى خطوة الأبي مرابع».