يدخل دوري زين السعودي مساء اليوم، الجولة ال 18 في منافساته، وذلك من خلال إقامة ثلاث مواجهات، إذ يلتقي «الغريمان» الاتحاد والأهلي في «دربي» جدة المثير، والنصر يستضيف نظيره الفيصلي في الرياض، والحزم يحل ضيفاً على الوحدة في مكةالمكرمة. الاتحاد - الأهلي موقعة ذات حسابات خاصة بين الطرفين، ولا تعترف بالمعطيات التي تسبق صافرة البداية، والفوز له نكهة مختلفة لدى عشاق الفريقين تتجاوز الحصول على النقاط الثلاث، وغالباً ما يكون للمواجهة استعداد خاص تكسوه السرية ورصد المكافآت المجزية، سعياً لإرضاء الجماهير بفوز من شأنه مسح العديد من الإخفاقات، وإعطاء اللاعبين دفعة معنوية للمنافسات المقبلة. الاتحاد هيمن على مواجهات الفريقين في السنوات الأخيرة بشكل كبير، إلا أن الأوضاع تبدو مختلفة تماماً هذا الموسم، فالأهلي استعاد هيبته الفنية، وقائمته باتت أكثر قوة، كما أن محترفيه الأجانب على مستوى طموحات الجماهير، إلا أن مدربه الصربي ميلوفان بعثر الأوراق الخضراء، بعد أن قدم استقالته أخيراً وسط عنفوان وقوة الفريق، ما جعل جماهير القلعة تخشى السقوط في فخ المنافس التقليدي، كما أن الاتحاد لم يعد ذلك الفريق المخيف، إذ شهد أداؤه الفني تراجعاً كبيراً في الموسم الحالي بسبب تواضع مستويات لاعبيه وتراجع روحهم القتالية. الاتحاد يدخل ب 33 نقطة من خلال مركز الوصافة، وبطموحات تقليص الفارق مع المتصدر الهلال، ومدربه البرتغالي توني أوليفيرا يسعى إلى تعويض الخروج من مسابقة كأس ولي العهد، من خلال التغلب على الغريم التقليدي، وتأكيد قدرة الفريق على الاستمرار في المنافسة على الصدارة، وعلى رغم تخمة النجوم في القائمة الاتحادية، إلا أن سوء التنظيم والفردية تغيبان قوة الفريق، وتصادران العديد من النقاط التي كانت تبدو في متناول اليد، وحتى اجتهادات النجم الكبير محمد نور لم تعد مجدية لقيادة الفريق إلى سماء الانتصارات، ومن المنتظر أن يغربل المدرب البرتغالي القائمة الصفراء، ويتخلى عن العديد من القناعات التي لم يكتب لها التوفيق في المواجهات السابقة. وعلى الجهة المقابلة، يحاول الأهلي التغلب على ظروفه الفنية جراء ابتعاد مدربه الصربي ميلوفان في وقت صعب والنهوض مجدداً على حساب جاره ومنافسه الدائم، ولا شك في أن الفوز سيمسح أيضاً آثار الخروج المر من كأس ولي العهد، والمدرب الموقت الصربي أليكس أمام اختبار صعب ومحك حقيقي، وسيبذل قصارى الجهد لتحقيق المعادلة الصعبة، ولديه أسماء جيدة تساعده في ذلك متى ما وفق في إعادة صياغة خط الوسط الذي يعد نقطة الضعف البارزة في الخريطة الخضراء، وعلى رغم محاولات تيسير الجاسم والبرازيلي مارسينهو، إلا أن رباعي الوسط لا يجيد مهامه الدفاعية ولا واجباته الهجومية. النصر - الفيصلي يسعى الفريق النصراوي إلى العودة إلى حصد النقاط، وانتزاع الوصافة من جديد في حال تعثر الاتحاد، إذ يحتكم الفريق على 29 نقطة في المركز الثالث، والمهمة ليست سهلة على الإطلاق، على رغم الفوارق الفنية التي تصب في الكفة الصفراء، إذ يدرك جيداً المدرب الكرواتي دراغان مدى حماسة وقتالية لاعبي الخصم، لذا سيكون في غاية الحرص والحيطة في رسم مخططاته الفنية، وتحت يده أسماء ثقيلة تستطيع تطبيق ما يريد على أرض الميدان، ودائماً ما تكون القوة الضاربة في تحركات الكويتي بدر المطوع وعبدالرحمن القحطاني والروماني رازفان، إلى جانب حيوية إبراهيم غالب وأحمد عباس، والمدرب النصراوي يتطلع إلى الاطمئنان على جاهزية فريقه قبل خوض غمار دوري أبطال آسيا، بعد غياب عن المشاركة لسنوات طويلة. أما فريق الفيصلي صاحب ال 26 نقطة في المركز السادس، فهو فريق عنيد ولا يقبل الخسارة بسهولة تحت أي ظرف، واستحق عن جداره لقب الحصان الأسود للمسابقة، بعدما تفوق على العديد من الفرق، على رغم حداثة عهده بالدوري الممتاز، ونجح مدربه بدرجة امتياز في توظيف إمكانات اللاعبين كما يجب، والحصول على أفضل النتائج أمام الفرق الكبيرة، وجماهير الفريق تعول الكثير على الهداف الخطر الألباني ميغن والسوري وائل عيان، للعودة بنتيجة إيجابية تؤكد أحقية الفريق في المنافسة على أحد مقاعد المقدمة. الوحدة - الحزم تتباين طموحات الفريقين، فالوحدة يتطلع إلى تثبيت أقدامه في مناطق الدفء والعودة إلى المنافسة على احدى البطاقات المؤهلة إلى المشاركة في النسخة المقبلة من البطولة الآسيوية، وتبدو حظوظه كبيرة في الظفر بنتيجة المباراة عطفاً على أفضلية الأرض والجمهور، إلى جانب التفوق الفني، فالفريق الوحداوي زاخر بالأسماء الشابة أمثال مختار فلاتة وسلمان صبياني ومهند عسيري، إلى جانب التونسي يوسف القديوي والمغربي عصام الراقي. وعلى الضفة الأخرى، يدخل الحزم المواجهة من ذيل القائمة وبحسابات صعبة للهروب من المركز الأخير، فالفريق يلعب من دون هوية فنية، وبات صيداً سهلاً لكل الخصوم ومرشحاً فوق العادة للهبوط إلى الدرجة الأولى، ولن تتجاوز طموحات مدربه العودة بنقطة التعادل، التي لا تختلف كثيراً عن الخسارة.