طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – قتل خمسة إيرانيين أمس، في اضطرابات في مدينة زاهدان جنوب شرقي البلاد، أعقبت إعدام ثلاثة أشخاص اتُهموا بالتورط في تفجير مسجد أسفر عن مقتل 25 شخصاً وجرح العشرات، في وقت حض مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي مواطنيه على «الحفاظ على الوحدة الوطنية». وأورد الموقع الإلكتروني لشبكة «برس تي في» التلفزيونية الإيرانية ان خمسة من «موظفي شركة مهر المالية للتسليف قضوا في حريق إجرامي» شب أمس في مقر الشركة في زاهدان. وأضاف الموقع ان حشداً من المتشددين السنة نزلوا الى الشوارع الأحد، احتجاجاً على قرار خطيب صلاة الجمعة للسنة في المدينة مولوي عبد الحميد إسماعيل زاهي، المشاركة في تشييع ضحايا قتلوا في تفجير المسجد. وزاد الموقع ان إشاعات عن مقتل مولوي عبد الحميد إسماعيل زاهي، «دفعت عناصر مارقة الى مهاجمة أماكن عامة وتخريبها». وأشار الى «جرح عشرات المدنيين في الصدامات». وأكد مولوي عبد الحميد إسماعيل زاهي لصحيفة «اعتماد» انه تعرض لمحاولة «اعتداء». وقال انه ذهب الى المسجد الذي تعرض للتفجير، «لأداء الصلاة، لكن بعض الأشخاص اطلقوا هتافات مناوئة لنا، كما ان أحد حراسي تعرض للضرب». وزاد: «حين شاع خبر هذا الاعتداء في المدينة، بدأ الناس بالتجمع للاحتجاج»، موضحاً انه دعا الى الهدوء. أما إمام المصلين الشيعة في مسجد زاهدان عباس علي سليماني فحذر الشيعة والسنة في المدينة من الوقوع في فخ «أعوان الاضطهاد وأعداء النظام الإسلامي». وكان الجنرال احمد رضا رادان نائب قائد الشرطة الإيرانية قال ان «بعض الأشخاص حاولوا إثارة انقسامات بين الشيعة والسنة في المنطقة، لكن الوضع عاد الى الهدوء مع تدخل مسؤولين وزعماء دينيين في المحافظة». وأشار الى «توقيف أشخاص حاولوا خلق مناخ من عدم الاستقرار في المدينة، بينهم أشخاص من الشيعة والسنة». وأوضح ان «أضراراً لحقت بمبان عامة أثناء مواجهات متفرقة. وعاد النظام والأمن الى المدينة». وجرت هذه المواجهات بعد ثلاثة أيام من تفجير مسجد شيعي في زاهدان، كبرى مدن محافظة سيستان بلوشستان، أسفر عن مقتل 25 شخصاً وجرح 145. وأعدمت السلطات ثلاثة أشخاص، دينوا بالتورط في الهجوم الذي نُسب الى مجموعة «جند الله» السنية. وتضم المحافظة المحاذية لباكستانوأفغانستان، أقلية سنية كبيرة. وفي تبريز شمال غربي إيران، أوقفت الشرطة ثلاثة أشخاص بعد العثور على 11 قنبلة يدوية الصنع وعلى ذخيرة حربية. وتشهد إيران فترة توتر تواكب حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 الشهر الجاري. وتم السبت الماضي إبطال مفعول عبوة يدوية الصنع كانت موضوعة في طائرة تجارية متوجهة من الأهواز الى طهران. والجمعة الماضي أطلق مسلحون النار على مركز انتخابي للرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد في زاهدان، ما أدى الى إصابة ثلاثة أشخاص بينهم طفل. خامنئي يحض على الوحدة وحذر خامنئي من ان «البعض يحاول إرباك الوحدة الوطنية الميمونة، من خلال تحريض السطحيين وإدارة بعض العناصر من خلف الكواليس». وقال: «لكن يجب التحلي باليقظة والوعي وعدم السماح بتحقيق أهداف وغايات معارضي استقلال البلاد وتقدمها. والناس متيقظون». ودعا «كل أبناء الشعب، سواء الشيعة والسنة والقوميات المختلفة، الى الحفاظ على الوحدة الوطنية وترسيخها، باعتبارها ميراث قيم» الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية. أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني فقال في إشارة الى تفجير المسجد: «وصلتنا أنباء بوجود اتصال بين الأميركيين والزمر الإرهابية، وانهم يحضونها على تنفيذ عمليات إجرامية». وأضاف ان «هذه العمليات الإرهابية ستكلف الأميركيين غالياً»، مشيراً الى ان طهران «ستتابع هذا الموضوع سواء في الداخل أو الخارج، وتطلب من باكستان متابعة الموضوع كي ينال هؤلاء جزاءهم العادل». كما اتهم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي مجموعة «جند الله» ب «الارتباط بعناصر أجنبية في أفغانستان. إيران تواجه على حدودها الشرقية بعض التحركات التخريبية، تتعلق بالقوات الأجنبية في أفغانستان».