قال مسؤولون أفغان اليوم (الإثنين) إن قوات الأمن استعادت منطقة في جنوب البلاد من حركة «طالبان» في إطار جهود لإضعاف قبضة المتشددين على إقليم هلمند وطردهم من على مشارف عاصمته. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال دولت وزيري إنه خلال الهجوم الذي بدأ السبت واستمر يومين، سيطرت قوات الأمن على منطقة ناوا جنوب لشكرغاه وقتلت أكثر من 50 من المقاتلين ودمرت مركبات ومعدات. وذكر مسؤولون أن العملية ستستمر مع تحرك قوات الأمن نحو الجنوب على طول الطريق الرئيس لبلدة جارمسير. وتدعم استعادة منطقة ناوا، التي كان المتشددون يهددون لشكرغاه منها، عودة قوات الأمن الأفغانية ومستشاريهم الأميركيين إلى التركيز على هلمند وهي معقل للتمرد ومصدر لمعظم تجارة الأفيون في العالم. وتسيطر طالبان على مساحات كبيرة من هلمند وتستهدف عاصمته لشكرغاه. ولم يتسن التحقق من مصدر مستقل من أرقام القتلى التي أوردتها وزارة الدفاع، ولم يتوافر أي تعقيب من «طالبان» عن القتلى. ودعت الأممالمتحدة اليوم الجماعات المتشددة في أفغانستان وقف الهجمات على المدنيين، وذلك بعد سقوط أكثر من خمسة آلاف مدني بين قتيل وجريح خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2017. وقال محققو الأممالمتحدة في بيان صدر اليوم إن الحرب في أفغانستان أسفرت عن مقتل 1662 مدنياً على الأقل وإصابة 3581 في النصف الأول من العام، وهو ما يماثل تقريباً عدد الضحايا المدنيين خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وارتفعت أعداد القتلى والمصابين في التفجيرات الإنتحارية وغيرها من «الهجمات المعقدة» بنسبة 15 في المئة وسقط 40 في المئة على الأقل من الضحايا المدنيين في هجمات شنتها جماعات مناهضة للدولة تستخدم متفجرات بدائية الصنع منها قنابل تزرع على جوانب الطرق. وقال رئيس بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان تاداميتشي ياماموتو «الخسائر البشرية لهذه الحرب القبيحة في أفغانستان- القتل والدمار والمعاناة الهائلة- كبيرة للغاية». وأضاف «الاستمرار في استخدام متفجرات بدائية غير قانونية بشكل عشوائي وغير متناسب أمر مروع ويجب أن يتوقف على الفور». وفي أيار (مايو) أودى تفجير انتحاري بشاحنة في قلب العاصمة كابول بحياة 92 شخصاً على الأقل وأصاب حوالى 500 في ما وصفته الأممالمتحدة بأنه «أعنف واقعة مسجلة» منذ التدخل العسكري الدولي للإطاحة بحكم «طالبان» العام 2001. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وقال محققو الأممالمتحدة إن «طالبان» مسؤولة عن 43 في المئة على الأقل من الضحايا المدنيين. وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مسؤول عن خمسة في المئة، في حين ألقيت المسؤولية عن 19 في المئة على عاتق قوى غير محددة مناهضة للحكومة. أما الحكومة الأفغانية فقال المحققون إنها مسؤولة عن حوالى 20 في المئة من الضحايا المدنيين. ووصف الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد النتائج التي توصلت إليها الأممالمتحدة بأنها «مواد دعائية» ذات دوافع سياسية. وأضاف في بيان «نرفض مجدداً هذا التقرير بشدة». وقال «الإمارة الإسلامية أكثر حرصاً بكثير، وتتوخى الحذر أكثر من أي طرف آخر للحيلولة دون سقوط ضحايا مدنيين». وأشاد المحققون بشرطة أفغانستان وجنودها المدعومين من الغرب بعد تراجع ضحاياهم من المدنيين بنسبة 21 في المئة هذا العام. غير أن الخسائر البشرية من جراء القصف الجوي تزايدت بنسبة 43 في المئة مع تكثيف القوات الأفغانية والأميركية عملياتها الجوية. وقال المحققون إن 95 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 137 في ضربات جوية. والأطفال من أكثر ضحايا العنف في أفغانستان هذا العام، إذ ارتفع عدد الوفيات بين الأطفال تسعة في المئة. وقال مدير «هيئة إنقاذ الطفولة في أفغانستان» ديفيد سكينر «يجب أن تتوقف هذه الهجمات على المدنيين». وتابع «أنها لا تصيب وتقتل الأبرياء بأبشع الصور فحسب وإنما تتسبب في صدمة وأسى لا يوصف خصوصاً للأطفال، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى مشكلات نفسية واجتماعية وتؤثر في نموهم على المدى البعيد».