قبل أيام من إحيائها الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة، كثفت السلطات التركية حملة على مشبوهين بالانتماء إلى جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن، إذ أمرت بتوقيف 108 من خبراء تكنولوجيا المعلومات في مؤسسات الدولة، مرجّحة تورّطهم بالمخطط. وطاول القرار موظفين، حاليين وسابقين، في مؤسسات بينها الخطوط الجوية التركية وشركة التصنيع العسكرية التركية وهيئة الاتصالات العامة والمركز التركي للبحث العلمي والتكنولوجي. وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بتوقيف 52 من الخبراء ال108، في ثمانية أقاليم. وأضافت أن السلطات تشتبه في تقديمهم مساعدة تقنية للانقلابيين، وترجّح استخدامهم تطبيق «بايلوك» للرسائل الفورية المشفرة، والذي تعتقد أجهزة الأمن بأن أنصار غولن كانوا يستخدمونه للتواصل في ما بينهم. وأُوقف المشبوهون في منازلهم في ساعة مبكرة أمس، قبل خروجهم إلى عملهم، وهذه عادة ندّدت بها المعارضة، منتقدة دهم منزل شخص وعائلته فجراً بداعي الشبهة، بعد تحقيق لسنة في ملفات جماعة غولن. لكن الحكومة تصرّ على هذا الأسلوب، بحجة تجنّب فرار أيّ من المتهمين، في حال تلقّيهم معلومات مسبقة عن العملية. وما زالت هذه العمليات تثير أسئلة كثيرة في شأن احتفاظ متعاونين مع جماعة غولن بعملهم على رغم الحملات ضدهم، وامتناعهم عن مغادرة تركيا، أو محاولة الفرار، واحتمال استفادتهم من مناصبهم البارزة في خدمة الداعية وجماعته طيلة سنة بعد المحاولة الفاشلة، إذا كان اتهامهم بالتعاون معها صحيحاً. وكانت السلطات التركية أصدرت الإثنين مذكرات لتوقيف 72 موظفاً في جامعتين، بينهم أكاديميون، علماً أنها اعتقلت حوالى 50 ألف شخص وعزلت 150 ألف موظف، في حملة تصفية شنّتها بعد المحاولة الانقلابية ليل 15-16 تموز (يوليو) الماضي. وزار الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدرم مقبرة في إسطنبول دُفن فيها أفراد قُتلوا خلال المحاولة الانقلابية، فيما احيت الذكرى مساجد تركيا. ويسعى أردوغان إلى احتكار فاعليات الذكرى الأولى للمحاولة الفاشلة، إذ دعا أنصاره الى تنظيم تظاهرات منذ غدٍ، فيما أوردت وسائل إعلام أن الجدول الرسمي للنشاطات التي ستُنظم ليلة 15 الشهر الجاري، سيتخلّلها أكثر من خطاب للرئيس، سيكون آخرها الساعة 2 صباحاً، في توقيت وصوله إلى مطار إسطنبول وإعلانه فشل المحاولة الانقلابية. وتفيد هذه الترتيبات بعدم دعوة المعارضة وزعيمها كمال كيليجدارأوغلو إلى المشاركة في الفاعليات، على رغم الدور الأساسي الذي أدته أحزاب المعارضة تلك الليلة، إذ عملت لالتئام البرلمان وأصدرت بياناً رفض أي محاولة للانقلاب على الحكومة. وأعلن «حزب الشعب الجمهوري» أن زعيمه كيليجدارأوغلو سيشارك في النشاطات التي ستُنظم في البرلمان، مستدركاً أنه لن يشارك في أي فاعلية ينظمها قصر الرئاسة والحكومة، بسبب الامتناع عن توجيه دعوة إليه. على صعيد آخر، أعلن الجيش التركي مقتل 11 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني»، في غارات شنتها مقاتلاته على منطقتين في جنوب شرقي تركيا.