لم يعد موسم «الاختبارات» مقتصراً في دوره على قطف «ثمار» التحصيل العلمي للطلاب فحسب، إذ امتد لأنشطة أخرى تجني «الأموال»! نتيجة توظيفها هذا الموسم من خلال أنشطتها التجارية المختلفة، ففي الوقت الذي تشهد فيه المطاعم والبوفيهات أعداداً متزايدة من الزبائن يومياً، شهدت البوفيهات توافد أعداد كبيرة من الطلاب الذين حضروا لتناول وجبة الإفطار بعد الانتهاء من الاختبارات، وذلك لتغيير ما يتم تناوله يومياً في مقاصف مدارسهم. واكتظت البوفيهات، بتجمعات كبيرة للطلاب اضطرت بعض مرتاديها من الموظفين إلى العودة من دون إفطار. ويقول عبدالله العنزي، الذي حضر مع زميله في العمل: «بحضور هذه الأعداد من الطلاب لن نتمكن من الحصول على طلباتنا، إلا بعد فترة طويلة تتجاوز المدة المسموحة لنا والمقررة بنصف ساعة»، مضيفاً «هذا ثالث بوفيه أذهب له مع زميلي، ونلاحظ تكدس الطلاب فيه، ما يجعلني أتوجه إلى أحد المطاعم القريبة لتناول الإفطار». وفي الوقت الذي يتسابق العاملون في البوفيهات إلى إنهاء طلباتهم، غير أنهم يرفضون الكشف عن عدد السندوتشات التي يقومون بإعدادها لزبائنهم من الطلاب. ورد عامل البوفيه سيف على ذلك السؤال، بآخر طرحه متهكماً: «هل ستنافسني بفتح بوفيه إلى جواري؟». ويضع الطلاب المسافة بين مدارسهم وتلك البوفيهات، عاملاً أساساً لارتيادها، فكلما كانت قريبة زاد الإقبال على ارتيادها من جانب الطلاب، وكذلك المعلمين. ولم تكن البوفيهات وحدها المستفيدة من موسم الاختبارات، فالمطاعم سجلت حضوراً خلال هذا الموسم، إذ تشهد كثافة في أعداد الطلبات الخارجية من جانب الأسر، نتيجةً لانشغال غالبيتهم بتدريس الأبناء. ويقول أحمد عثمان، الذي يعمل في أحد المطاعم: «نلاحظ ازدياد الطلبات الداخلية والخارجية خلال مواسم رمضان والأعياد، والعطل بما فيها إجازة نهاية الأسبوع، إضافة إلى موسم الاختبارات، الذي نحرص خلاله على توصيل طلبات الزبائن في وقتها المحدد، سواءً للأسر أو المعلمين والمعلمات، الذين نقوم بإيصال طلباتهم للمدارس خلال هذه الفترة». ويربط غالبية الطلاب الاختبارات بعادات موسمية، إذ تنشط خلال هذه الفترة التي تمتد لأسبوعين، سلوكيات عدة، والمصطلحات التي يعيها الطلاب كافة، ويلاحظها المقربون منهم، مثل متابعة بعض مواقع «التفحيط» بعد الاختبارات، والتجول في الأحياء والمناطق التجارية. فيما تقوم إدارتا المرور والشرطة بمحاولة الحد منه، للحفاظ على سلامة الطلاب.