يعتبر «الرز الحساوي» من المحاصيل الصيفية المهمة التي تزرع في الأحساء منذ القدم، وتكون زراعته على طريقة الضواحي التي تكون محاطة بالنخيل من أجل استهلاك أقل للماء، وتعتبر الأحساء أولى المناطق إنتاجاً له، إذ كانت المياه آنذاك متوافرة وشجعت الفلاحين على زراعته، لكن في الوقت الحاضر تناقصت المساحات المزروعة بالرز الحساوي وأصنافه، كما يُعرف الرز الحساوي ذو اللون الأحمر منذ القدم، إلا أنه لا يعرف بالتحديد تاريخ بداية زراعته في منطقة الأحساء، ولكن يعتقد أن التجار والمهاجرين إلى الهند والعراق من أهالي الأحساء في الماضي هم الذين جلبوه. ويشير المهندس منصور البقشي إلى أن الرز الحساوي يمتاز في مكوناته بالكربوهيدرات والبروتينات والألياف ذات القيمة الغذائية العالية التي تساعد المصابين بآلام المفاصل وكسور العظام على الشفاء، كما أنه يعد من الأغذية التي يوصى بها للمرأة «النفساء» لتناولها تعويضاً لها عما فقدته أثناء المخاض، معتبراً هذا الصنف من الرز من المحاصيل الزراعية التي تزرع في المناطق الحارة، إذ يحتاج إلى درجات حرارة تصل أحياناً إلى 48 درجة مئوية، كي تتمكن شتلاته من استكمال مراحل نموها، كما أنه يستهلك مياهاً كثيرة أثناء زراعته على رغم أن جذوره تبقى محتفظة بالماء مدة طويلة، ولهذا فضّل الفلاحون الأحسائيون أن تكون زراعته في أرض تربتها مشبّعة بالمياه، كي يتم غمره بالماء تماماً أثناء ريّه من العيون الجوفية، وأيضاً الحفاظ على شتلاته من التلف بسبب جفاف التربة، إضافة إلى توفير الاستهلاك في كميات الماء. بدوره، يقول أحد المهتمين بزراعة الرز الحساوي محمد الخليفي: «إن مراحل زراعة الرز الحساوي تنقسم إلى مرحلتين، أولها الإعداد الكامل للأرض، من حيث عملية حرثها وتنظيفها من كل الشوائب العالقة فيها ومن ثم تترك لبضعه أسابيع بغرض تهيئتها لاحتضان بذور الحبوب، والذي يقوم المزارع أو الفلاح بنثرها يدوياً لكي يتم ريّها بالماء بشكل شبه يومي وعلى مدى ثلاثة أو أربعة أيام من كل أسبوع. فيما يؤكد لنا المزارع عبدالله الدبيني أن هذا الصنف من الرز له قيمة غذائية عالية، ونتيجة إلى قلة إنتاجه فقد ظل محافظاً على سعره المرتفع نسبياً، حتى عُد من بين أكثر الأنواع ارتفاعاً في السعر على مستوى العالم، إذ يراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين 25 و35 ريالاً، ويتم حصاد الرز في أواخر شهر كانون الأول (ديسمبر)، وتكون عملية الحصاد يدوياً، ويترك لأيام عدة حتى يجف، وبعدها تأتي عملية الدراس أو (التذرية)، وهي عملية فصل الشلب عن النبتة الأصلية للرز. وأشار الدبيني إلى أن النساء الأحسائيات اعتدن إعداد وجبة السحور بالرز الحساوي مع اللحم، وهي الوجبة المفضلة لدى كبار السن، فيما تعد أحياناً ضمن وجبة الإفطار في شهر رمضان المبارك.