حسم منتخب الأردن أمس موقعته مع «جاره» ومنافسه المنتخب السوري بهدفين في مقابل هدف، وتأهل على حسابه إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس آسيا الحالية، وأسعد جماهيره الغفيرة التي ملأت أمس مدرجات ملعب نادي قطر في الدوحة، وجاءت الأهداف عن طريق علي دياب (30) عندما سجل خطأ في مرمى منتخب بلاده، وعدي الصيفي (58) هدفي الأردن، بعد أن تقدمت سورية بهدف لمحمد زينو (15). وسيلتقي المنتخب الأردني في ال21 من الشهر الحالي مع منتخب أوزبكستان في دور ربع النهائي على استاد خليفة، في حين ستلتقي قطر مع اليابان في اليوم ذاته على ملعب نادي الغرافة، بعدما تأهلت اليابان هي الأخرى أمس إثر فوزها على السعودية بخماسية نظيفة، وهي المرة الثانية التي ينجح فيها «النشامى» في بلوغ هذا الدور، إذ إن الأردن يشارك في البطولة القارية للمرة الثانية بعد عام 2004 عندما خسر بصعوبة في مباراة مشهودة وتاريخية أمام نظيره الياباني بركلات الترجيح. وجاء «دربي الشام» مثيراً بين المنتخبين، إذ شهد تقدم المنتخب السوري في ربع الساعة الأول، لكن الهدف الذي سجله مدافعه خطأً في مرمى فريقه قلب الموازين وأعاد الأردن إلى أجواء المباراة، قبل أن يحسم اللقاء في مطلع الشوط الثاني، ودخل السوريون المباراة وهم يدركون أنه لا بديل لهم عن الفوز إذا ما أرادوا بلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخ المنتخب السوري، بعد محاولات أربع فاشلة، إذ سقط عند حاجز الدور الأول في الكويت 1980 وسنغافورة 1984 والدوحة 1988 وأبوظبي 1996. ولم تمضِ دقيقة حتى سنحت فرصة أولى خطرة للأردن، عندما وصلت الكرة داخل المنطقة ال 18 أمام حسن عبدالفتاح الذي راوغ مدافعاً سورياً وسددها، إلا أنها مرت بمحاذاة القائم الأيسر، ورد عليه المنتخب السوري برأسية سنحاريب ملكي (12)، وقام جهاد الحسين بمجهود فردي في منتصف الملعب ومرر كرة «ملعوبة» باتجاه ملكي الذي سار بها خطوات داخل المنطقة وأطلقها قوية، ولكن الحارس الأردني عامر شفيع تصدى لها من دون أن يلتقطها ليتابعها محمد زينو داخل الشباك من مسافة قريبة (15)، ومنح هذا الهدف المنتخب السوري دفعة معنوية هائلة، فدانت له السيطرة تماماً بقيادة العقل المفكر في خط الوسط جهاد الحسين الذي مون زملاءه في خط الهجوم بكرات متقنة عدة. وأهدر زينو بعد دقائق فرصة لا تهدر عندما وصلته كرة عرضية من الجهة اليمنى والمرمى مشرع أمامه، لكنه سدد برأسه فوق العارضة (18)، بينما نجح المنتخب الأردني في إدراك التعادل خلافاً لمجريات اللعب عن طريق مدافع سورية علي دياب الذي حاول إبعاد كرة عرضية لعامر ذيب فحولها داخل الشباك من فوق الحارس مصعب بلحوس الخارج عن عرينه، والذي يتحمل مسؤولية الهدف أيضاً (30)، وكاد حسن عبدالفتاح يمنح التقدم للمنتخب الأردني عندما انفرد بالحارس وسددها إلى جانب القائم الأيمن لمرمى سورية (34). وانبرى بلال عبدالدائم لركلة حرة أبعدها الحارس الأردني إلى ركنية، ومنها أطلق سامر عوض كرة قوية كان لها شفيع بالمرصاد أيضاً (56)، ومرة جديدة ارتكب الثنائي علي دياب والحارس السوري بلحوس خطأ «في التقدير» فاستغل عدي الصيفي الموقف ليغمز الكرة داخل الشباك (59)، ورمى المنتخب السوري بكل ثقله لأنه كان في حاجة إلى هدفين لينتزع بطاقة التأهل من منافسه، وزج مدربه الروماني تيتا فاليريو بهدافه فراس الخطيب من أجل تعزيز الجبهة الهجومية في منتصف الشوط الثاني، وكاد الاحتياطي مؤيد أبو كشك يسقط سورية بالضربة القاضية عندما راوغ مدافعاً داخل المنطقة قبل أن يطلق كرة في الشباك من الخارج (83).