واصلت وسائل الإعلام القطرية سقوطها المهني والأخلاقي أمس، بعد أن هاجمت هيئة كبار العلماء في السعودية ووصفتهم ب«المنافقين»، على إثر تصريحات المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ل«الحياة» الأحد، الذي أكد فيها أن الإجراءات العربية والإسلامية التي اتخذت ضد قطر هي «في مصلحة مستقبل الشعب القطري»، ونفى فيها نسب أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الانتماء لأسرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب. وواجهت صحيفة «الراية» القطرية التي نشرت الصفحة المشبوهة والمتضمنة إساءة للدين الإسلامي ولعلماء بلاد الحرمين، هبة شعبية في الرد عليها حتى اضطرت إلى حذف الخبر نهائياً من موقعها، وتفاعلت وزارة الثقافة والإعلام مع الحدث وضمت موقع تلفزيون قطر الذي نشر الإساءة إلى قائمة حجب المواقع القطرية. ونشر بعض المغردين صوراً من زيارة علماء من المملكة إلى قطر واحتفاء الشعب القطري بهم، وقالوا إن ما ينشر في الإعلام القطري يدل على سيطرة كبيرة لجماعة الإخوان المسلمين في مواقع مفاصل القرار في البلاد، سياسياً ودينياً وإعلامياً ومالياً. وأكدوا أن مبدأ جماعة الإخوان المسلمين التي تستند عليه قطر في تعاليمها الدينية، يدعو للإيمان بآراء وأحكام الجماعة دون سواهم، وطاعتهم، معتبرين أن هذه الإساءات التي تتعرض لها المملكة وعلماؤها لا تمثل الشعب القطري المعروف بارتباطه بتعاليم دينه وعروبته. وكان المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، قال في تصريحات ل«الحياة» الأحد، إن السعودية «بلد إسلامي مستقيم، وإنها ممولة للخير أينما وجد»، ودعا جماعة الإخوان المسلمين إلى البعد عن «العصبية والغلو»، واتباع «كتاب الله وسنة نبيه». وأكد أن القرارات الأخيرة التي اتخذتها السعودية وعدد من الدول ضد قطر بسبب تمويلها للإرهاب «أمور إجرائية، فيها مصلحة للمسلمين ومنفعة لمستقبل القطريين أنفسهم»، مضيفاً أن هذه القرارات «مبنية على الحكمة والبصيرة وفيها فائدة للجميع».