أسدلت قمة الرياض الستار بعد يومين حافلين كانت خلالها العاصمة السعودية الرياض محط أنظار العالم، وهي تعيد صياغة المعادلات والتحالفات، وترمم الأحداث في منطقة تعيش في القلب من العالم بكل آماله وآلامه، في وقت تعيش فيه المنطقة أزمات ومصاعب وحروباً في مناطق شتى، تحتاج إلى رؤية مشتركة لإيجاد حلول مستدامة. استقبلت السعودية في 48 ساعة أكثر من 50 زعيماً ورئيساً جاؤوا من كل حدب وصوب لتصميم مستقبل المنطقة وإرساء أسس السلام والتسامح والعمل المشترك، ومواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة والعالم، وعلى رأسها تحدي الإرهاب، الذي يتغول أكثر فأكثر، لتؤكد الرياض قدرتها على صناعة تحالفات دولية من أجل تعزيز السلام على الصعيد الدولي وخلق شراكات ناجحة تسهم في تحقيق ونشر ثقافة التنمية بعيدة عن الصراعات والنزاعات. ومن خلال عقد ثلاث قمم رئيسة، الأولى بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي دونالد ترامب، والثانية القمة الخليجية - الأميركية، والثالثة القمة العربية الإسلامية - الأميركية، استطاعت السعودية التي تقود الأمتين الإسلامية والعربية أن تعزز الجهود المشتركة من التسامح والتعاون، والأسس التي وضعت لانطلاقة جديدة واعدة بمستقبل مشرق للجميع. وفي الوقت الذي جمعت فيه الرياض العالم كله لمحاربة التطرف والإرهاب، عملت عبر شراكتها الراسخة مع أميركا والعالم الإسلامي على تحسين المستوى المعيشي لأبناء البلاد وتقوية اقتصاداته المشتركة. الرياض محط أنظار العالم على مدار يومين لم تكن زيارة ترامب ولا 50 زعيماً مسلماً وعربياً وخليجياً إلى العاصمة السعودية حدثاً تقليدياً بالنسبة إلى الجميع، إذ ضمت قائمة المناسبات السياسية بعداً اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً بارزاً، في باقة مكتملة ومشهد متسع لكل الأذواق والاهتمامات. وعززت الرياض التي اعتادت على هذا النوع من المناسبات رفيعة المستوى، من مكانتها إقليمياً ودولياً بوصفها واحداً من أكثر أسباب الاستقرار والتنمية والتطور في العالم فضلاً عن ريادتها وقيادتها لقاطرة الدول العربية والإسلامية وهو الأمر الذي تبدى في إجماع الزعماء والرؤساء على دعم خطواتها وتحفظاتها في الآن نفسه. مستقبل واعد هو الذي تنتظره المنطقة والسعودية على وجه الخصوص وهي تقود بعزم قاطرة التقدم والتنمية عبر شبكة من الصفقات والتحالفات وتحشد الطاقات وتجمع العالم ليشهد على نيتها وعزمها التقدم للأمام. التنسيق الاستراتيجي عملت السعودية ضمن جهود موحدة مع الولاياتالمتحدة الأميركية ودول العالم الإسلامي لمكافحة الإرهاب. وأخذت على عاتقها كسب الحرب الفكرية وهزيمة الإرهاب من خلال التسامح والاعتدال والانفتاح. الترابط الاقتصادي التنويع والتحديث هما من صميم برنامج التحول الاقتصادي. إذ تسهم الشراكات التجارية المتينة والمنافع المشتركة في فتح باب الفرص الاقتصادية على مصراعيه بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية والدول الإسلامية. الاستثمار في الأبناء من خلال الحوار المستمر والاستثمار الاستراتيجي وتوفير فرص اقتصادية داخلياً وخارجياً، يقود التغيير نحو مستقبل مشرق لكل المواطنين في المملكة والمنطقة وسائر أنحاء العالم. بحضور خادم الحرمين الشريفين، وقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، والرئيس الأميركي، تم تبادل مذكرة تفاهم بين دول الخليج وأميركا، لتأسيس مركز لاستهداف تمويل الإرهاب. ومثّل دول الخليج في تبادل مذكرة التفاهم ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، ومن الجانب الأميركي وزير الخارجية ريكس تيليرسون. شهدت الرياض إقامة منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي - الأميركي، بمشاركة عدد من كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط والغاز في البلدين الذين التقوا من أجل تطوير قطاع النفط والغاز والارتقاء به ارتكازاً على الموارد والخبرات المشتركة. وركز المنتدى على التطلعات المشتركة التي تصب في مصلحة الجانبين ومنها توفير فرص العمل، وأمن الطاقة العالمي، وتوسيع آفاق النشاط التجاري. قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يرافقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيارة معرض الفن المعاصر الذي أقيم في الديوان الملكي، ويهدف معرض المملكة إلى إبراز الفن المعاصر السعودي مع التركيز على إبداعات جيل الشباب إلى جانب عرض عدد من الأعمال الحرفية لمجموعة من الفنانين السعوديين والأميركيين. نظم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية منتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب الذي ضم نخبة من الباحثين، وتعاهد المتحدثون في المنتدى على تغيير مسمى «داعش» إلى «فاحش» أثناء حديثهم عن هذا التنظيم، فيما طالب وزير الدفاع الأميركي السابق أشتون كارتر بأن تكون الدول يقظة ضد إيران باعتبارها مشكلة خطرة على دول العالم. } إن مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أياً كان مصدرها، امتثالاً لأوامر ديننا الإسلامي الحنيف، لقد كان الإسلام وسيبقى دين الرحمة والسماحة والتعايش تؤكد ذلك شواهد ناصعة. اليوم الأول وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض وكان في مقدمة مستقبلية بمطار الملك خالد الدولي بالرياض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقدم أطفال باقات من الورود لخادم الحرمين الشريفين وللرئيس الأميركي، فيما حلقت مجموعة من طائرات صقور السعودية ترحيباً بزيارته للمملكة. قلد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرئيس دونالد ترامب قلادة الملك عبدالعزيز، التي تعد أرفع وسام في المملكة العربية السعودية؛ وذلك تعبيراً عما يربط البلدين الصديقين من علاقات تاريخية وثيقة، وتقديراً من خادم الحرمين الشريفين له، للجهود المبذولة في تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وسعيه لتعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم. وقّع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، في قصر اليمامة بالرياض على إعلان الرؤية الاستراتيجية المشتركة بين المملكة وأميركا. وبحضور الملك سلمان والرئيس ترامب جرت مراسم تبادل عدد من الاتفاقات والفرص الاستثمارية بين المملكة وأميركا، التي تفوق قيمتها الإجمالية 280 بليون دولار. عقد الملك سلمان بن عبدالعزيز جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس دونالد ترامب في قصر اليمامة بالرياض، جرى خلالها استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وبحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وأبرم خادم الحرمين والرئيس الأميركي، بعد جلسة المباحثات، إعلان الرؤية الاستراتيجية المشتركة بين السعودية وأميركا. استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، إذ ناقشا في هذا اللقاء التاريخي العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر تطورات الأوضاع الاقتصادية والسياسية. استقبل خادم الحرمين في قصر المربع التاريخي بالرياض الرئيس دونالد ترامب. كما كان في استقباله ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى أميركا. ولدى وصول الرئيس ترامب أُديت العرضة السعودية، وشارك خادم الحرمين، والرئيس الأميركي في أداء العرضة. استقبل الرئيس دونالد ترامب في مقر إقامته بالعاصمة الرياض، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. وجرى خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون السعودي - الأميركي في مختلف المجالات، وخصوصاً في الجانب الاقتصادي، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الجهود المبذولة من البلدين في مكافحة التطرف والإرهاب. } قبل كل شيء يجب أن نتحد في السعي إلى تحقيق هدف واحد يتجاوز كل اعتبار آخر. وهذا الهدف هو مواجهة اختبار التاريخ العظيم - القضاء على التطرف وقهر قوى الإرهاب. دونالد ترامب } يثري نحو بليوني من المسلمين والمسلمات عالمنا بطيبتهم، وكرمهم، وإيمانهم بالعدالة، والتزامهم بواجباتهم المدنية والعائلية ومبادئ الدين الحنيف، فهم يمارسون في حياتهم تعاليم الإسلام التي تدعو إلى قبول الآخر، والتواضع أمام الله تعالى، والتعاطف، والتعايش السلمي. اليوم الثاني عقد قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اللقاء التشاوري ال17، وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات. وترأس اللقاء ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف. وضم الوفد الرسمي للمملكة، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان . دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمشاركة الرئيس دونالد ترامب وقادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في القمة العربية الإسلامية - الأميركية، في الرياض مساء اليوم الثاني المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، والذي يهدف ليكون مرجعاً رئيساً في مكافحة الفكر المتطرف، من خلال رصده وتحليله؛ للتصدي له ومواجهته والوقاية منه. اجتمع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناقشة التهديدات التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة، والعمل على بناء علاقات تجارية بين الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي. وأكد القادة التزامهم بمواصلة التنسيق الوثيق بين مجلس التعاون وأميركا حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، من خلال اجتماعات وزراء الخارجية والدفاع من الجانبين. رحب القادة المشاركون في القمة الإسلامية - الأميركية باستعداد عدد من الدول الإسلامية المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لتوفير قوة احتياط قوامها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسورية عند الحاجة، مرحبين بما تم تحقيقه من تقدم على الأرض في محاربة «داعش»، وبخاصة في سورية والعراق. برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع قادة الدول العربية والإسلامية في العالم، وذلك لمعالجة سبل بناء شراكات أمنية أكثر قوة وفاعلية من أجل مكافحة ومنع التهديدات الدولية المتزايدة بسبب الإرهاب والتطرف والعمل على تعزيز قيم التسامح والاعتدال.. حلَّت إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأميركي في الملتقى بدلاً عن والدها الذي كان من المفترض أن يشارك في جلسته الأخيرة، حيث عبّرت عن شكرها لوليّ وليّ العهد على رؤيته وعمله الدؤوب. وتحدثت إيفانكا عن انطباعاتها حول زيارة السعودية قائلة: «خلال يومين عايشنا الضيافة العربية التي طالما سمعنا عنها، نشكر حكومة المملكة على هذه التجربة الرائعة». عبدالله الثاني بن الحسين