استقبل فخامة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الثلاثاء في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وبحث الجانبان تعزيز العلاقات الثنائية والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وأكد الجانبان خلال اللقاء الذي يعد الأول من نوعه لمسؤول عربي وإسلامي مع الرئيس ترامب منذ تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة أهمية العلاقات التاريخية السعودية الاميركية، والشراكة الإستراتيجية الاقتصادية بين البلدين، وضرورة تعزيز التعاون في هذا المجال والسعي للبحث عن فرص جديدة في هذا الإطار. وشهد اللقاء الذي يعد الخامس على الصعيد الرسمي للرئيس دونالد ترامب مع قادة دول العالم منذ وصوله إلى البيت الأبيض اتفاقا على تعزيز الجهود في مكافحة الإرهاب والسعي الى إحداث نقلة نوعية وشراكة استراتيجية في هذا الملف. وأكدت الإدارة الأميركية خلال اللقاء حرصها ودعمها على تعزيز جهود المملكة في الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، معربة عن تقديرها للمواقف السعودية تجاه القضايا الإقليمية. وشهد اللقاء تطابقاً في مواقف البلدين تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية. وقد أقام الرئيس ترامب مأدبة غداء تكريماً لسمو ولي ولي العهد حضره عدد من المسؤولين الأميركيين والوفد المرافق لسمو ولي ولي العهد. من جانبه، أكد معهد واشنطن أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الحالية إلى الولاياتالمتحدة يمكن أن تعيد تشكيل علاقات البلدين. وحول اللقاء بين سمو ولي ولي العهد والرئيس ترامب قال المستشار السابق لمجلس النواب للشؤون الخارجية، والباحث في قسم تخطيط السياسات في وزارة الخارجية في عهد بوش ديفيد وينبيرغ في تصريح ل"الرياض" ان الطرفين بحثا في اللقاء التعاون المشترك بين البلدين في اليمن وسورية، وطبيعة العلاقة مع إيران. وأكد أن هذا اللقاء يعد تمهيداً للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - والرئيس ترامب. وعن الموقف الإيراني من التقارب السعودي _ الأميركي قال وينبيرغ "إيران تعلم جيداً بطبيعة العلاقة الوثيقة السعودية-الأميركية حيث يتفق الطرفان على محاربة نفوذ الحرس الثوري الإيراني وأعمال التخريب والعنف التي تبثها إيران في عدّة دول، والقلق والارتباك من هذه العلاقة واضح على طهران التي تحاول تخفيف اللهجة الحادة تجاه دول الخليج لاستشعارها العزلة التي تنتظرها". واستطرد قائلاً "علاقات المملكة العربية السعودية مع أميركا دخلت عهداً جديداً بوصول ترامب للرئاسة، فإدارة أوباما أضعفت المصداقية مع المملكة العربية السعودية بسبب فشلها بالالتزام بتعهداتها بشأن فرض خط أحمر ضد الأسلحة الكيميائية في سورية وبسبب الاتفاق النووي الإيراني". وأضاف "الإدارة الأميركية الجديدة جديرة بالثقة فيما يتعلق بصرامتها مع طهران مما سيسهل إعادة بناء الثقة مع المملكة العربية السعودية".