أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن المملكة ستكون أول دولة يزورها في أولى جولاته الخارجية. وقال ترامب في خطاب بحديقة البيت الأبيض أمس: «رحلتي الأولى إلى الخارج كرئيس للولايات المتحدة ستكون إلى المملكة العربية السعودية». وأبان: أنه سيبدأ «باجتماع تاريخي حقيقي في السعودية مع قادة من جميع أنحاء العالم الإسلامي. فالسعودية هي خادم الحرمين الشريفين»، مضيفا «هناك سنبدأ بناء قاعدة جديدة للتعاون والدعم مع حلفائنا المسلمين؛ لمكافحة التطرف والإرهاب والعنف، وتحقيق مستقبل أكثر عدلا وأملا للشباب المسلمين في بلادهم». وأوضح ترامب أن جولته ستشمل إسرائيل والفاتيكان ضمن زياراته الخارجية التي سيحضر خلالها قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل 25 مايو وقمة مجموعة السبع الصناعية في صقلية اليوم التالي. واحتمال أن تشمل الجولة توقفا إضافيا في الضفة الغربيةالمحتلة. وقد استقبل ترامب الأربعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس فى البيت الأبيض وتعهد المساعدة في إنهاء الصراع المستمر منذ عقود بين الفلسطينيين والاسرائيليين موضحا «إنه أمر أعتقد بصراحة أنه ربما ليس بالصعوبة التي اعتقدها الناس طوال سنين». تعاون ودعم وصف ترامب رحلته بأنها مسعى لبناء التعاون والدعم بين المسلمين والمسيحيين واليهود من أجل مكافحة الإرهاب قائلا «مهمتنا ليست أن نملي على الآخرين كيف يحيون بل بناء تحالف يضم أصدقاء وشركاء يتشاطرون هدف مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والفرص والاستقرار بالشرق الأوسط الذي تمزقه الحروب». وقال ترامب في تصريحه من البيت الأبيض أمس الخميس: «السعودية هي الوصية على الموقعين الأكثر قدسية في الإسلام».ويحاول ترامب إصلاح ما أفسدته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما التي وجهت جهودها لتعزيز العلاقات مع نظام طهران على حساب الصداقة التاريخية مع المملكة ودول الخليج. لكن الزيارة التاريخية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في مارس الماضي، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية واجتماعه مع الرئيس ترامب، نجحت في إعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين وشكلت تحولا تاريخيا. وأصدر المتحدث باسم البيت الأبيض، أمس، بيانا حول جولة الرئيس ترامب قال فيه: إن «الرئيس دونالد ترامب قد تلقى دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ لزيارة المملكة العربية السعودية لاحقا في هذا الشهر». وأضاف البيان «الزيارة سوف تعيد تأكيد الشراكة بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية، وتتيح للزعيمين مناقشة القضايا الإستراتيجية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الجهود لهزيمة المجموعات الإرهابية والأيديولوجيات المتطرفة المذمومة» أساس جديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال أمس الخميس في البيت الأبيض: إن أحد أهداف هذه الزيارات هو البدء في «بناء أساس جديد» للتعاون بين ثلاثة من أبرز الديانات في العالم وتوحيدها في مكافحة الإرهاب والتعصب. وأدلى ترامب بتصريحاته هذه خلال احتفال في البيت الأبيض؛ بمناسبة اليوم الوطني للصلاة. وتحدث إلى جمهور من القادة الدينيين قبل التوقيع على أمر تنفيذي بشأن الحرية الدينية وفاء بأحد وعود حملته الانتخابية. وقال ترامب في حديقة البيت الأبيض:«رحلتي الأولى إلى الخارج كرئيس للولايات المتحدة ستكون الى المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وفي مكان يحبه الكرادلة في بلدي كثيرا، روما». وتضاف هذه المحطات الثلاث إلى مشاركته المعلن عنها في قمتي حلف شمال الأطلسي في بروكسل ومجموعة السبع الصناعبة في صقلية نهاية الشهر الجاري. ثمار زيارة ولي ولي العهد وكانت زيارة سمو ولي ولي العهد لأمريكا ولقاؤه بالرئيس ترامب في يوم الثلاثاء 14 مارس المنصرم بالبيت الأبيض هو الأول من نوعه بين مسؤول سعودي رفيع والرئيس الأمريكي منذ تولي ترامب السلطة. واللقاء مثل أول اتجاه إستراتيجي بين قيادة المملكة وإدارة ترامب؛ لبحث مستقبل الشراكة الإستراتيجية الجديدة بين الرياضوواشنطن، حيث تناول إعداد خريطة طريق للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط، وبشكل خاص إرهاب تنظيم داعش، ووقف التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية والعربية، والحيلولة دون تمدد الفكر الطائفي الذي تقوده إيران في المنطقة، فضلا عن تعزيز التحالف بين المملكة والولاياتالمتحدة في الجوانب العسكرية والأمنية والاستخباراتية والاقتصادية والاستثمارية، وفق رؤية المملكة 2030. ويأتي إعلان الرئيس ترامب وحديثه، أمس، نجاحا لسمو ولي ولي العهد، بارجاع العلاقات ليس إلى سابق عهدها فحسب، بل إلى أفضل مما كانت عليه في السابق، ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات كبيرة وخصوصا من الجانب الإيراني. وتعتبر زيارة ترامب الأولى له كرئيس للولايات المتحدة، إلى المنطقة العربية والإسلامية في بداية توليه السلطة بواشنطن.